في تطور ميداني مهم استخدم المقاتلون المعارضون لنظام بشار الأسد الثلاثاء وللمرة الأولى صاروخا مباشرا أرض جو مضادا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية كانت تشارك في قصف منطقة في ريف حلب الشمالية ، في حين أكد رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف أن روسيا لا تقيم "علاقات مميزة" مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف مدفيديف - في مؤتمر صحفي عقده في باريس بعد محادثاته مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت - أن العلاقات الروسية السورية كانت متواجدة بقوة أيام الاتحاد السوفياتي السابق مع الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد بينما هى ليست كما كانت مع الرئيس الحالي. وأكد مدفيديف - الذي تعتبر بلاده بالإضافة إلى الصين وإيران أبرز داعمي النظام السوري على الصعيد الدولي - أن روسيا قد أقامت علاقة عمل جيدة مع سوريا . وأضاف رئيس وزراء روسيا أنه من غير الملائم أن تتدخل بلاده في الشئون الداخلية لدول ذات سيادة، حتى لو من خلال الاعتراض على الطريقة التي يتم فيها تطبيق حقوق الإنسان. وحمل مدفيديف المعارضة وقوات الأسد المسئولية عن إهدار الدم فى سوريا مؤكدا أن الحل لن يكمن إلا بالمفاوضات على الصعيد الميدانى , قتل الثلاثاء 87 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا , هم 36 جنديا و32 مدنيا و19 مقاتلا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان - الذى يتخذ من لندن مقرا له - والذي يقول إنه يعتمد فى الحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل أنحاء البلاد وعلى مصادر طبية. وكان مقاتلون معارضون قد استولوا في وقت سابق على مقر كتيبة للدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة حلب، بحسب ما أفاد مقاتلون في ريف حلب والمرصد السوري. وأكد المرصد أنهم "قتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر"، مشيرا الى استشهاد ستة مقاتلين معارضين. فيما أفاد مقاتلون في منطقة ريف حلب أن معارك عنيفة قد سبقت الاستيلاء على الموقع، وأن تسعة مقاتلين لقوا حتفهم، وأن "الثوار تمكنوا من قتل وأسر سبعين جنديا". في مدينة حلب، أفاد المرصد عن اشتباكات وقصف في عدد من الأحياء، لا سيما في منطقة الليرمون ومحيط فرع الاستخبارات الجوية حيث طالت سلسلة اعتداءات عدد من المواطنين الأكراد. وجاء في بيان للمرصد أن "رئيس المجلس الشعبي الكردي عطوف عبدو في منطقة عفرين قد نجا من محاولة اغتيال بعد انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة في الصندوف الخلفي لسيارته. وأشار البيان الى مقتل "سيدة كردية إثر إصابتها برصاص مسلحين مجهولين على طريق مطار حلب الدولي".كما أشار الى "اختطاف مسلحين من كتيبة مقاتلة في حندرات التى تقع شمال حلب وهم ستة عمال كهرباء". في شمال غرب سوريا، قتل خمسة أشخاص وأصيب ثلاثون آخرون بجروح في قصف من طائرات حربية على منطقة على بعد كيلومترين من مدينة إدلب، بحسب المرصد، بينما أفادت لجان التنسيق المحلية عن مقتل عشرين شخصا، واصفة الأمر ب"المجزرة" ومشيرة الى أن القصف استهدف معصرة زيتون. وفي دمشق، انفجرت عبوة ناسفة في منطقة الصناعة في جنوبدمشق اقتصرت أضرارها على الماديات , يأتى هذا فيما قتلت امرأة في قصف واشتباكات تلت انفجارا استهدف عربة لقوات النظام محملة بالذخائر في حي القابون. كما استشهد طفل إثر سقوط قذيفة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب ما أفاد المرصد. في هذا الوقت، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء السلطات السورية بوقف فوري لاستخدام القنابل العنقودية "بالغة الخطورة والتي تحظرها معظم الدول". وأضافت هيومن رايتس ووتش في بيان صادر عنها أن أحد عشر طفلا على الأقل استشهدوا في الغارة، مشيرة الى أن "القنابل العنقودية تقتل من دون تفرقة بين المدنيين والعسكريين". وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني أن بلدة الحجيرة تتعرض منذ الصباح الباكر لقصف عنيف وأن "أعمدة الدخان تتصاعد بشكل كثيف في سماء البلدة في ظل انقطاع للتيار الكهربائي منذ 25 يوما".