عاود مندوبو الدول الست التى تسعى الى تعزيز العقوبات المفروضة على ايران الاتفاق على الاجتماع مجددا اليوم الخميس لمناقشة بعض التعديلات التى وعدت الدول الست الراعية لمشروع القرار بادخالها على اساس مقترحات تقدمت بها جنوب افريقيا وقطر واندونسيا .. وكان ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي قد انهوا مناقشاتهم بشأن الملف النووي الإيراني، التي بدأت مساء امس الأربعاء فى اجتماع مغلق ، دون التوصل إلى اتفاق حول مشروع قرار جديد لتشديد العقوبات على طهران، أو حتى الاتفاق على موعد للتصويت على مشروع القرار. ومن المقرر أن يستكمل أعضاء مجلس الأمن مشاوراتهم، في الخامسة مساء اليوم (الخميس)، في إطار الضغوط الدولية على طهران للتخلي عن برنامجها النووي، الذي يثير مخاوف الغرب من امتلاك إيران لأسلحة نووية. وكانت الدول الاعضاء قد رفضت اقتراحا تقدمت به جنوب افريقيا بتعليق عقوبات الاممالمتحدة ليتاح اجراء مفاوضات سياسية مع طهران . جدير بالذكر ان جنوب افريقيا كانت قد فككت برنامجها للتسلح النووى مطلع التسعينات فى عملية انتقالية للسلطة من الاقلية البيضاء , وقد اكدت باستمرار على حق ايران فى تخصيب اليورانيوم للقطاع النووى السلمى. كما اقترحت قطر واندونسيا ادراج فقرة فى النص تقضى بالتذكير بأن الهدف هو اخلاء الشرق الاوسط من كل اسلحة الدمار الشامل والصواريخ . كما طلبت جنوب افريقيا سحب بعض الشخصيات غير المرتبطة مباشرة بهذه البرامج كعناصر حراس الثورة . ويتوقع أن يجري التصويت على مشروع القرار الجديد بفرض عقوبات إضافية على طهران، بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي كان قد طلب في وقت سابق، إلقاء خطاب بمجلس الأمن، لتوضيح الموقف بشأن البرنامج النووي لبلاده. وقالت الحكومة الإيرانية، إنها ستنتظر حتى يتفق أعضاء المجلس فيما بينهم أولاً، ثم بعد ذلك يتوجه الرئيس نجاد إلى نيويورك، دون أن تحدد هي الأخرى، موعداً لذلك. وقال السفير الإيرانيبالأممالمتحدة، جواد ظريف: "إن زيارة الرئيس نجاد إلى الأممالمتحدة، تتوقف أولاً على اتفاق مجلس الأمن"،وكان السفير الايرانى قد أعلن في وقت سابق، رفض بلاده لخيار الوقف المؤقت لتخصيب اليورانيوم، في مقابل تعليق العقوبات على طهران، والمسؤولين الإيرانيين. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت أنها منحت الرئيس الإيراني تأشيرة الدخول إلى الولاياتالمتحدة، لحضور اجتماع مجلس الأمن. ولكن مسؤولاً رفيعاً بالخارجية الأمريكية صرح إن الإجراءات الخاصة بمنح تأشيرة الدخول لعدد من المرافقين للرئيس الإيراني، ما زالت جارية، وليس من الواضح عدد المسؤولين الإيرانيين الذين سيرافقون نجاد.
وفى جلسة مجلس الأمن أمس الأربعاء تقدمت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا بمناقشة مشروع القرار، ، والذي أدخلت عليه جنوب أفريقيا وإندونيسيا وقطر، بعض التعديلات، قبل تقديمه إلى باقي الأعضاء. وفيما أكد سفير بريطانيا في الأممالمتحدة، إيمير جونز باري، أن الدول الستة الكبرى ستحدد الخطوة المقبلة، بناءً على ردود فعل باقي الأعضاء في المجلس، فقد أعرب السفير الصيني، وانغ غوانيا، عن توقعه أن يتم التصويت على مشروع القرار الجديد الأسبوع المقبل. ولم يتحدد موعد لإجراء تصويت على المشروع، لكن دوميساني كومالو، سفير جنوب أفريقيا في الأممالمتحدة ورئيس المجلس لهذا الشهر، عبر عن تشككه في أن يجرى التصويت هذا الأسبوع، لأن أي تعديلات سيتعين إرسالها إلى حكومات الدول الخمس عشرة الأعضاء للموافقة عليها. وتشمل مسودة القرار حظرا على صادرات إيران من الأسلحة، وتجميد أرصدة أفراد وشركات لها صلة ببرامج إيران النووية والصاروخية، ودعوة للدول والمؤسسات لعدم تقديم منح أو قروض جديدة لايران . ويخشى الغرب من أن تكون الأنشطة النووية الإيرانية، تهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، إلا أن إيران، رابع أكبر مصدر للنفط في العالم، تنفي هذه الاتهامات.
خامنئي: سنرد بكل ما لدينا على أي هجوم على صعيد آخر، حذر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، من أن بلاده سترد بكل ما لديها من وسائل، إذا تعرضت للهجوم، بسبب برنامجها النووي.كما هدد خامنئي، بمهاجمة مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة، إذا تعرضت بلاده للهجوم.مضيفا إن الأنشطة النووية الإيرانية، تتبع القواعد الدولية، ولكن إذا اتخذت القوى الكبرى، ما اعتبره "إجراءات غير قانونية"، من خلال مجلس الأمن، متجاهلة حقوق إيران، فإننا أيضاً سيكون بوسعنا اتخاذ إجراءات غير قانونية . وكان القائد العام للجيش الإيراني، عطا الله صالحي، قد حذر في وقت سابق، من عواقب ما وصفه ب"عمل أحمق" ضد البرنامج النووي لبلاده، متوعداً ب"رد عسكري حاسم" على أي هجوم قد تتعرض له إيران من جانب الولاياتالمتحدة، أو أي من حلفائها الغربيين، أو إسرائيل.موضحا إن القوات المسلحة الإيرانية تمتلك قدرات دفاعية كبيرة، وهي أقوى اليوم مما كانت عليه أيام الحرب مع العراق، في ثمانينيات القرن الماضي. تصريحات المسؤول العسكري الإيراني، جاءت فيما يبدو، رداً على تقارير أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، أقرت بالفعل، خطة الهجوم على إيران، والتي أطلق عليها اسم "اللسعة"، والتي رجحت التقارير أن يتم تنفيذها في الرابعة من فجر السادس من أبريل المقبل. و قد تستمر لمدة عشر ساعات، حتى الرابعة بعد ظهر نفس اليوم، وتتضمن ضرب حوالي 20 منشأة نووية إيرانية، بصواريخ تطلقها طائرات وغواصات أمريكية.و من المفترض أن تعطل العملية البرنامج النووي الإيراني، لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة أعوام.
نجاد يدعو الغرب لتعليق برامجه النووية
من جهته رهن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العودة إلى طاولة المفاوضات ووقف برنامج تخصيب اليورانيوم باتخاذ دول الغرب خطوة مماثلة لتعليق برامجها النووية.موضحا إن بلاده لا تمانع في وقف الأنشطة النووية طالما اتخذت دول الغرب تحركاً مشابهاً. وأضاف قائلاً في هذا السياق "العدالة تتطلب من أولئك المطالبين بعقد مفاوضات معنا إغلاق برامجهم للوقود النووي أيضاً، عندها يمكننا الحوار على نحو عادل"مشدداً على أن بلاده لن نتراجع أمام الضغوط، ولا عودة للوراء في الموضوع النووي. في الوقت نفسه، حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، من أن رد فعل بلاده علي تصرفات الدول التي تحاول ممارسة التصعيد بشأن ملف إيران النووي، سيكون مماثلاً.