توصلت قبيلة الهوية التي ينضوي عدد كبير من أبنائها في عداد المسلحين الذي يشتبكون مع القوات الإثيوبية منذ أربعة أيام في مقديشو لاتفاق وقف إطلاق النار، في حين قتل جندي أوغندي من قوات حفظ السلام.وتنص بنود الاتفاق على أن تعلن الحكومة الصومالية الانتقالية من جانبها وقف النار، وأن تنسحب القوات الإثيوبية من الأماكن التي استولت عليها قبل المواجهات الأخيرة. كما ينص على بدء مفاوضات خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بين جميع الأطراف، ودعوة المجتمع الدولي لفتح تحقيق بالانتهاكات التي تقوم بها القوات الإثيوبية، وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين فضلا عن إفراج الحكومة الانتقالية عن الذين اعتقلتهم بأنحاء متفرقة من العاصمة.ولكن السفير الصومالي بالقاهرة نفى للجزيرة وجود أي اتفاق من هذا النوع، وقال إن القوات الحكومية والإثيوبية في طريقها للسيطرة الكاملة على كافة مناطق مقديشو. وفي تطور ميداني أعلن متحدث عسكري باسم الاتحاد الأفريقي امس مقتل جندي أوغندي السبت بقصف مدفعي بمقديشو، ليكون أول ضحية من قوة السلام الأفريقية المنتشرة بالعاصمة الصومالية. وذكر النقيب بادي انكوندا أن خمسة آخرين أصيبوا في الهجوم الذي نفذ بقذيفة هاون سقطت بالقرب من القصر الرئاسي. واستمرت المواجهات العنيفة لليوم الرابع بالعاصمة وسط نزوح كثيف لأهالي المدينة، وتزايد أعداد القتلى والجرحى الذين لم يجدوا فرصا للعلاج بالمستشفيات المكتظة. و قال مسئولون فى فى العاصمة الصومالية مقديشو ان المستشفيات لا تستطيع استقبال مزيد من المصابين فى القتال الدائر هناك منذ ثلاثة ايام بين قوات الحكومة التى تساندها قوات اثيوبية من جهة والمسلحين من جهة اخرى 0 واوضح اطباء فى المستشفيين الرئيسيين فى المدينة فى تصريحات نقلها راديو لندن امس انه ليس لديهم من الادوية ما يكفى لعلاج اكثر من 300 مصاب وصلوا هناك منذ بدء الهجوم الاثيوبى 00 واضافوا ان اكثر من 150 شخصا معظمهم من المدنيين قد قتلوا 0وقد اعربت منظمة الصليب الاحمر الدولى عن قلقها العميق على مصير المدنيين المحاصرين فى القتال 0 وسقطت قذائف مورتر على العاصمة امس أسفرت عن سقوط العديد من القتلى بين المدنيين. لكن لوحظ أن كثافة النيران خفت بشكل ملحوظ عن الأيام السابقة، في حين بدأ السكان الذين حاصرتهم المعارك يهربون خصوصا من حي الملعب وحي علي كامين الذي شهد أكثر المواجهات شراسة. وأفادت أنباء بأن سكان هذه المناطق أصبحوا محاصرين داخل منازلهم، وعرقل القصف المدفعي والصاروخي المكثف محاولات نقل جثث القتلى والجرحى من الشوارع. وقال شهود عيان من سكان مدينة بلد ويني (355 كلم شمال مقديشو) وسط البلاد إن أفواجا عسكرية إثيوبية مزودة بأسلحة ثقيلة تتجه إلى مقديشو. وأشار الشهود إلى أن قافلة من عشرين شاحنة تقل جنودا إثيوبيين ومعدات عبرت مدينة أفغويي (30 كلم جنوب مقديشو) باتجاه العاصمة. هذه الأثناء اكتظت مستشفيات مقديشو بالجرحى مما اضطر الفرق الطبية لوضع بعضهم بالعراء أو إقامة خيام طوارئ ومنح الأولوية بالعلاج للنساء والأطفال الذين يمثلون نحو 40% من الإصابات، حسب مصادر طبية.وقال الناجون من القصف إن القذائف تسقط عشوائيا على المناطق السكنية مما أدى لارتفاع عدد الضحايا. واستمرت موجات النزوح من مقديشو، وقدر موظفو وكالات الإغاثة عدد الفارين في الأيام القليلة الماضية بعشرة آلاف.ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر -في بيان لها أمس بجنيف- القتال بأنه الأعنف بالعاصمة الصومالية منذ 15 عاما، وأكد شهود عيان بالفعل أنهم لم يشاهدوا هذا القتال العنيف منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي. و تمكن بعض سكان مقديشو امس من الهرب من المعارك وسمع دوي اطلاق نار من اسلحة ثقيلة ورشاشة امس في مقديشو لكنه لا يقاس بالقصف المدفعي العنيف الذي امطرت به يومي الجمعة والسبت بعض الاحياء الجنوبية من العاصمة الصومالية، واغتنم سكان حيي الملعب وعلي كامين هذا الهدوء النسبي للهرب من منازلهم التي اضطروا لملازمتها منذ يومين بسبب المعارك، بعضهم لا يحمل معه سوى القليل جدا من الامتعة واخرون لا شيء البتة. وفى القاهرة بعث أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري امس برسائل عاجلة إلى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وأمين عام جامعة الدول العربية للمطالبة بالتدخل السريع لوضع حد للقتال الدائر في الصومال منذ عدة أيام.وفي تصريح لوزير الخارجية المصري أشار إلى أن "مصر تتابع بقلق شديد لمواجهات العسكرية التي تشهدها الصومال منذ عدة أيام والتي راح ضحيتها العديد من أبناء الشعب الصومالي الشقيق". وأوضح أبو الغيط أنه بعث برسائل عاجلة إلى كافة الاطراف المعنية على المستويين الدولي والاقليمي مطالبا بالتدخل السريع لوضع حد للقتال الدائر مشيرا إلى أن استمرار تواجد القوات الاجنبية في الصومال دون تأييد من جانب أبناء الشعب الصومالي يزيد من تعقيد الموقف ويعزز من حالة الاحتقان الداخلي لاسيما في ظل غياب أي أفق واضح لحل سياسي قريب. وأكد أبو الغيط في رسائله على استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم السياسي لضمان الاسراع بالخروج من المأزق الحالي في الصومال كما حث الاطراف الصومالية على العودة إلى المحادثات والحوار المباشر لحل الخلافات والتوصل إلى توافق وطني حول كافة قضايا الوطن.