اعتقلت السلطات الأمنية في ميانمار (بورما سابقا) أربعة رهبان بوذيين في غارة على معبدين خارج العاصمة رانغون، في الوقت الذي أعلن فيه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عزمه الدعوة لعقد جلسة طارئة تبحث الأوضاع الراهنة في ميانمار. فقد داهمت قوات الأمن معبدا في بلدة أوكالابا الشمالية القريبة من العاصمة رانغون لمنع الرهبان من المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للحكومة العسكرية في البلاد، واعتقلت أربعة منهم. وكانت السلطات الأمنية قد داهمت الأربعاء الماضي معبدا آخر في بلدة أوكالابا الجنوبية وأقامت داخله تجمعا لقوات الجيش ومراكز تفتيش بعد مقتل تسعة أشخاص في التظاهرات التي اندلعت احتجاجا على المعاملة السيئة التي تلقاها الرهبان المحتجون على يد الجيش. وقد أسفرت هذه المداهمات عن اعتقال 100 راهب على الأقل، كما أطلقت النار على تجمع من المواطنين كانوا يراقبون عملية الاعتقال، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف شهود عيان أن المواطنين بادروا الجنود بالحجارة احتجاجا على اعتقال الرهبان قبل أن يرد الجنود بإطلاق النار عشوائيا، ما أسفر عن مقتل ثمانية أفراد. يشار إلى أن الشرطة البورمية استخدمت الأعيرة النارية التحذيرية لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا الجمعة في شوارع العاصمة، في تحد واضح لقرار الحكومة العسكرية منع التجمعات. وأضاف شهود عيان أن أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر -غالبيتهم من الطلاب- توزعوا على ثلاث مجموعات قرب معبد سولي وهم يرددون هتافات مناهضة للحكم العسكري. وعندما حاول المتظاهرون التقدم باتجاه المعبد سارعت قوات الأمن إلى صدهم باستخدام القوة، بحسب ما قاله الشهود. وفي العاصمة السويسرية جنيف، أعلن مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الدعوة إلى عقد جلسة طارئة للدول الأعضاء من أجل تدارس الأوضاع المستجدة في ميانمار، في ضوء التظاهرات الأخيرة المناهضة، وقيام قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين.