آخر موعد للتسجيل في اختبارات القدرات بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024    أسعار العملات العربية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء 6 أغسطس    سعر كيلو العدس، أسعار العدس اليوم الثلاثاء 6- 08- 2024 في الأسواق    تراجع عجز الميزان التجاري للفلبين خلال يوليو الماضي    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024    وزير الدفاع الأمريكي: الهجوم على القوات الأمريكية في العراق "تصعيد خطير"    دعوات لإشراف الخبير الاقتصادي محمد يونس على الحكومة المؤقتة في بنجلاديش    السفير جمال بيومى: مصر تتطلع لتعميق العلاقات وتوسيعها مع تركيا فى مختلف المجالات    ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يبحثان أهمية خفض التصعيد وتجنيب المنطقة خطر اتساع الصراع    محدث باستمرار.. اليوم الحادي عشر لأبطال مصر بالأولمبياد.. المصارعة وألعاب القوى ضمن 4 رياضات    أمطار تصل لحد السيول على بعض المناطق.. تفاصيل الطقس حتى الأحد المقبل    إصابة 7 أشخاص في تصادم بين سيارتين بالشرقية    تجديد حبس المتهم بضرب وسحل سيدة في التجمع    كيف خطف مهرجان العلمين الأضواء وأصبح موسما منتظرا كل عام؟ النواب يجيبون    الجمهور يشيد بأداء سعاد القاضي في مسلسل الوصفة السحرية    الإفتاء توضح حكم تأخير توزيع الترِكة بعد الموت    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟.. الإفتاء تجيب    فحوصات طبية ضرورية يجب اجراؤها لكل من تخطى 60 عاما    بعد رسوبها في الثانوية.. طالبة حاولت التخلص من حياتها بكفر الشيخ    دراسة بريطانية: 14 عاملا تزيد من احتمالات الإصابة بالخرف    عبلة كامل فنانة عظيمة وكانت تفاجئنا في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»    قائمة الجامعات الخاصة في مصر 2024 المعتمدة رسميًا لطلاب الثانوية العامة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. اليوم 6 أغسطس 2024    مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة عاجزة عن تحديد موعد هجوم إيران    انطلاق المرحلة الأولى من تنسيق الجامعات 2024 خلال ساعات    ما حكم الدعاء في الركوع؟ الإفتاء توضح    وكيله: توقفت مفاوضات الأهلي مع يحيى عطية الله.. والزمالك قد ينهي الصفقة بعد أسبوع    صلاح عبدالله يوجه رسالة للاعبي المنتخب الأولمبى بعد الخسارة من فرنسا.. ماذا قال؟    فرص سقوط أمطار.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الثلاثاء    تنسيق الجامعات 2024.. تعرف على موعد انطلاق المرحلة الأولى    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 7 برصاص الاحتلال خلال اقتحام بلدة عقابا    تعرف على طريقة انتقال جدري القردة.. استشاري يوضح    «الإنتاج الحربى»: شراكات استراتيجية ب«التصنيع المدنى»    الحكومة: كامل الوزير وضع استراتيجية عاجلة لإنعاش الصناعة    السادسة مكرر "أدبي" ثانوية عامة: شعرت بالصدمة عند سماع نتيجتي ضمن الأوائل    أمين الفتوى: قبول العوض ليس حرامًا لكنه حق شرعي    «لا أصدق».. أول تعليق من تييري هنري بعد الفوز على مصر في أولمبياد باريس    عامر حسين يوجه صدمة لحسام حسن.. ماذا حدث؟    احسب مجموعك يدخلك كلية إيه.. توقعات تنسيق الكليات الشعبة الأدبية 2024    تنسيق الجامعات 2024| استثناء 1500 من أوائل الثانوية من التوزيع الجغرافي    وزير الخارجية الصومالي يشكر مصر لدعم بلاده بشأن سيادتها ووحدة أراضيها    «زي النهارده».. وفاة الأمير كمال الدين حسين الذي رفض حكم مصر 6 أغسطس 1932    مروان موسى يطرح أغنيته الجديدة «مُزّة» (فيديو)    «زي النهارده«.. وفاة الروائي البرازيلي جورجي أمادو 6 أغسطس 2001    القاهرة الإخبارية: بلينكن يطالب جميع الأطراف بتجنب التصعيد في الشرق الأوسط    الخامس مكرر على الجمهورية في الثانوية العامة: "توفيق من ربنا وحلمي أكون جراحًا"    ملف مصراوي.. خسارة مصر الأولمبي أمام فرنسا.. رباعية الزمالك.. إحالة قضية أحمد رفعت للنيابة    خبر في الجول - أغادير يقترب من قبول عرض الأهلي لضم جمال الشماخ    رئيس جامعة طنطا يستقبل محمد السيد سامي صاحب برونزية السلاح فى أولمبياد باريس 2024    ما حكم قضاء الأذكار إن فات وقتها أو سببها؟.. البحوث الإسلامية يوضح    وزير السياحة والآثار يقيم مأدبة عشاء على شرف وزير الثقافة الإيطالي    الخامسة على الجمهورية في الثانوية العامة: «ربنا كرمني وحققت حلمي»| فيديو    الثانية على الثانوية العامة علمي علوم: فرحت بابا في غربته (فيديو وصور)    وفاة الفنان محمود بندق عن عامر ناهز 47 عاماً    نتيجة الثانوية العامة.. ندى رمضان الأولي علمي علوم: «أمي أغمي عليها»    ترامب: سمعت أنه سيكون هناك هجوم إيراني الليلة على إسرائيل    بمجموع 402.5 .. «زياد» ابن المحلة الخامس مكرر علمي علوم بالثانوية العامة    أفضل الأطعمة لتعزيز صحة العظام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. وحيد عبدالمجيد: نقل السلطة‏:‏ هدف أم وسيلة؟
نشر في أخبار مصر يوم 17 - 01 - 2012

كثيرة هي العوامل التي أربكت المسار الانتقالي في بلادنا‏,‏ بدءا بأخطاء في إدارة البلاد وقع فيها المجلس الأعلي للقوات المسلحة‏,‏ ومشاكل ترتبت علي ضعف أداء حكومتي د‏.‏ عصام شرف‏,‏ وليس انتهاء بالانقسام السياسي الذي أوجد حالة استقطاب سعي إليها وغذاها بعض محترفي استخدام الفزاعة الإسلامية‏.‏
ولكن ليس من بين هذه العوامل خريطة الطريق التي أقرتها الأغلبية في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في 19 مارس الماضي. فلم تكن المشكلة في إجراء الانتخابات البرلمانية قبل إصدار الدستور الجديد. ولا حجية للدفع بأن هذه الخريطة هي التي قادتنا إلي الاحتقان الشديد المرتبط بقضية نقل السلطة أو تسليمها من المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي رئيس منتخب يريده البعض اليوم, ولا يستطيع بعض آخر انتظاره لأكثر من أسابيع قليلة, ويري هؤلاء وأولئك أن الموعد المحدد الذي لا يتجاوز 30 يونيو المقبل يعتبر بعيدا.
فما كان لخريطة طريق أخري مختلفة تبدأ بإصدار الدستور الجديد أن تغير في هذا الواقع شيئا بدون إيمان حقيقي بالديمقراطية واستعداد جاد لاحترام إرادة الشعب وخياراته. وهذا هو جوهر الأزمة التي ساهمت في إرباك المرحلة الانتقالية. ولذلك يصعب تصور أن ترتيبا مختلفا لخطوات هذه المرحلة كان يمكن أن يجعل الوضع أفضل.
فلنتفترض, مثلا, أن توافقا حدث في آخر فبراير أو خلال مارس الماضي علي إصدار الدستور أولا, وبالتالي انتخاب جمعية تأسيسية لوضع مشروع هذا الدستور وطرحه للاستفتاء العام. فهل كان ممكنا أن تأتي انتخابات الجمعية التأسيسية بنتائج مختلفة عن تلك التي أسفرت عنها انتخابات مجلس الشعب حتي الآن؟
وهل كان متصورا أن يقبل من دعوا إلي الدستور قبل الانتخابات البرلمانية أن تضع جمعية تأسيسية غير متوازنة مشروع هذا الدستور بشكل كامل ؟ وإذا كان هؤلاء لا يخفون عدم ارتياحهم الآن لنتائج انتخابات يقتصر دور البرلمان المنتخب فيها علي انتخاب جمعية تأسيسية تضع W مشروع الدستور الجديد, فكيف يكون موقفهم لو أن هذا البرلمان هو الذي سيتولي المهمة كاملة. فالانتخابات هي الانتخابات سواء كان المنتخبون فيها نوابا عن الشعب أو ممثلين له في وضع مشروع دستور أو يقومون بالمهمتين معا كما حدث في تونس, إذ تم انتخاب مجلس وطني تأسيسي يضع هذا المشروع ويؤدي وظائف البرلمان التشريعية والرقابية والسياسية لمدة عام.
ولذلك فالأرجح أن من طالبوا بخريطة طريق تبدأ بانتخاب جمعية تأسيسية يقتصر دورها علي وضع مشروع الدستور كانوا سيجدون أنفسهم في موقف أكثر صعوبة لو أن الأغلبية رفضت التعديلات الدستورية في استفتاء 19 مارس 2011, واضطر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الأخذ برأيهم. ويصعب توقع موقف دعاة الدستور أولا في حال انتهت انتخابات الجمعية التأسيسية إلي نتائج مشابهة لتلك التي أدت إليها الانتخابات البرلمانية, بالرغم من أن الحاصلين علي العدد الأكبر من المقاعد في هذه الانتخابات يؤكدون طول الوقت أنهم لا يمكن أن ينفردوا بوضع مشروع الدستور, وأن دساتير الدول لا تصنعها الأغلبيات وحدها بل تقوم علي توافق وطني واسع النطاق ويشارك ممثلون لمختلف فئات الشعب في صنعها.
ولذلك, فليس هناك أساس معقول لتحميل من فضلوا إجراء الانتخابات البرلمانية أولا ثم وضع الدستور ثانيا المسئولية عن الأزمة التي تراكمت لأسباب أخري كثيرة خلال الأشهر الماضية, وبلغت المبلغ الذي فرض الحديث عن تبكير الانتخابات الرئاسية أو تسليم السلطة إلي رئيس مجلس الشعب الجديد لإنهاء المرحلة الانتقالية دون انتظار الموعد الذي سبق الاتفاق عليه وهو 30 يونيو 2012 فإذا كانت هناك مسئولية في هذا المجال فهي تقع علي عاتق من دفعوا باتجاه الاستقطاب وصناعة أزمة هوية وخلق أجواء من التوتر المتزايد.
ومع ذلك, فلنغلق هذا الملف ولنسع إلي التوافق علي مبدأ عام مؤداه أنه كلما أمكن نقل السلطة في وقت أقرب كان هذا أفضل, ولكن بدون إحداث مزيد من الارتباك أو الدخول في مغامرات تجعلنا كمن يستجير من الرمضاء بالنار. فليس في المبادرات الكثيرة والآخذة في التزايد بشأن نقل السلطة ما يبعث علي الإلهام أو يقنع بأن مصير البلاد يمكن أن يتغير إذا عاد العسكريون إلي ثكناتهم قبل شهر أو اثنين من الموعد المحدد في 30 يونيو كحد أقصي.
وما هذه المبادرات إلا نتيجة الجزع من الطريقة التي تدار بها البلاد والقمع القبيح الذي يتعرض له المعتصمون والمتظاهرون علي نحو يثير غضبا واستياء بلا حدود. ولذلك فهي تعبر عن رد فعل علي أداء السلطة الانتقالية وأخطائها المستمرة. ولأن مستقبل البلاد لا يصح أن يكون نتيجة رد فعل حتي إذا كانت أسبابه قوية ووجيهة, فليس من الحكمة أن نركز جهدنا في اختصار المرحلة الانتقالية مادام الفرق لا يزيد علي شهرين في معظم المبادرات المطروحة.
فأكثر ما يحتاج إلي هذا الجهد هو التداول بشأن كيفية اختصار فترة وضع مشروع الدستور الجديد لكي يتسني انتخاب الرئيس الجديد علي أسس واضحة وبصلاحيات محددة, وتجنب مزيد من الارتباك. فلا بديل عن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها هذا, وحبذا قبله إذا أمكن تحقيق ذلك, وهو ممكن إذا ارتفعت أطراف العملية السياسية إلي مستوي المسئولية الوطنية وتوافقت علي إبقاء الأبواب الأربعة الأولي في دستور 1971 كما هي وتغيير الأبواب التالية لإقامة النظام الديمقراطي المنشود الذي يكون الشعب فيه هو مصدر السلطة. وعندئذ تصبح هذه السلطة وسيلة لبناء مصر وتحقيق نهضتها وليست هدفا في حد ذاتها.
نقلا عن صحيفة الاهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.