أعلن الرئيس السودانى عمر البشير أن انفصال الجنوب أصبح واقعا على ضوء نتائج الاستفتاء المتوقعة , مشيرا الى أنه لن يكون نهاية للسودان وجدد ترحيبه بتلك النتيجة. وقال البشير - لدى مخاطبته الثلاثاء اللقاء الجماهيرى بمدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل - إن الشماليين سيحتفلون مع الجنوبيين بمدينة جوبا بقيام دولتهم التى ستجد كل العون والدعم من السودان. وأكد أن انفصال الجنوب يمثل بداية جديدة لحكومة الإنقاذ وللسودان الجديد عبر سواعد أبنائه ووحدة صفوفهم , ووصف الذين يشككون فى استمرار حكومة الإنقاذ ب "الواهمين". من جانبه قال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا بنجامين مربال إن تغييرات كبيرة ستحدث في الدستور الانتقالي للجنوب بعد إعلان نتيجة الاستفتاء.وأضاف أن حكومة جنوب السودان تخطط لتغيير الدستور قبل نهاية الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل وذلك في التاسع من شهر يوليو المقبل وحث المواطنين على التعاون مع السلطات الحكومية من أجل إنجاح هذا الأمر بشكل سلمي موضحا أن هذه الخطوة تهدف إلى المساعدة في بناء الدولة الجديدة. من ناحية أخرى أظهرت النتائج الأولية لاستفتاء جنوب السودان أن أكثر من 100 في المائة من الناخبين المسجلين قد أدلوا بأصواتهم في سبع من المقاطعات الست والسبعين في جنوب السودان في الاستفتاء الذي سيحدد مصير الجنوب بشأن انفصاله عن الشمال حيث يبدو أنه ستكون هناك موافقة ساحقة على الانفصال . يذكر أن اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه قد نص على إجراء الاستفتاء. وكان مراقبون دوليون قالوا إن عملية الاستفتاء اتسمت بالمصداقية وقالت مفوضية استفتاء جنوب السودان على موقعها على الانترنت إن النتائج الاولية للاستفتاء قد أظهرت أن نحو 99 في المائة من الناخبين قد اختاروا الانفصال وذلك بعد فرز 99 في المائة من الأصوات. من جانبه أكد السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانى التزام حكومته بما تسفر عنه نتيجة الاستفتاء واستمرار العلاقات الطيبة بين شمال السودان وجنوبه, موضحا أن تسوية قضايا ما بعد الاستفتاء تستغرق وقتا ولكنها ليست صعبة مضيفا أن السودان سيكون مثالا للدول الأفريقية في التعايش السلمي. جاء ذلك خلال لقائه الاثنين مع مستر والتر مدير الإدارة الأفريقية بوزارة الخارجية الألمانية الذي يزور الخرطوم حاليا. كما أعرب وكيل الخارجية السودانية عن أمله في أن يدفع المجتمع الدولي بعملية السلام عن طريق إعفاء السودان من الديون الخارجية بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية في شمال وجنوب السودان.