أعلن الرئيس السودانى، عمر البشير، أن انفصال الجنوب بات واقعًا على ضوء نتائج الاستفتاء المتوقعة، ولكنه لن يكون نهاية للسودان، وجدد ترحيبه بتلك النتيجة. وقال البشير- لدى مخاطبته اليوم الثلاثاء اللقاء الجماهيرى بمدينة الدامر عاصمة ولاية نهر النيل- "إننا سنحتفل مع الجنوبيين بمدينة جوبا بقيام دولتهم التى ستجد كل العون والدعم من السودان". وأكد أن انفصال الجنوب يمثل بداية جديدة لحكومة الإنقاذ وللسودان الجديد عبر سواعد أبنائه ووحدة صفوفهم، ووصف الذين يشككون فى استمرار حكومة الإنقاذ ب "الواهمين". وقال الرئيس السودانى عمر البشير "إن انفصال الجنوب لن يكون نهاية التاريخ وإنما بداية لثورة جديدة لبناء السودان الجديد"، وتعهد بإحداث ثورة تنموية شاملة مع توفير الخدمات للمواطنين والاهتمام بالطفرة الزراعية. وأكد البشير عدم التنازل أو المساومة فى تطبيق الشريعة الإسلامية فى البلاد، موضحا أن الشريعة لم تكن سببا فى الحرب بالجنوب. وأضاف "أن الشعب السودانى خيب آمال الواهمين الذين يظنون أن زيادة أسعار الوقود والسكر ستؤدى إلى اندلاع المظاهرات فى الشوارع كما حدث فى تونس"، موضحا أن السياسة التى فرضتها الحكومة مؤخرًا تهدف إلى أن يعود ذلك الدعم غير المباشر إلى المواطن فى شكل تنمية وبنيات تحتية وخدمات. وتابع "أن اليوم الذى نشعر فيه بأن الشعب رافض لنا سنخرج له فى الشوارع ليرجمنا بالحجارة ولن نذهب خارج السودان وإنما سندفن فيه"، مضيفا "نحن شعب الانتفاضات وتعلم الناس ذلك ولم نكن مقلدين". وحيا البشير شعب تونس وبارك ثورته الشعبية، مؤكدا وقوف الشعب السودانى مع خيارات التونسيين. وقد افتتح الرئيس السودانى، خلال زيارته اليوم، لولاية نهر النيل مصنع أسمنت عطبرة (الخط الرابع) ومصنع الشمال للأسمنت وبرج المعلم بالدامر والميناء البرى بعطبرة، ويشهد مساء اليوم ختام مهرجان القرآن الكريم ويعقد لقاء مع مشايخ الطرق الصوفية فيما سيفتتح غدا الأربعاء مصنعى (أحكام وبربر) للأسمنت ويزور مشروع الراجحى الزراعى ببربر. وتجعل المصانع، التى يفتتحها البشير خلال زيارته لولاية نهر النيل التى تستمر يومين، السودان مكتفيًا من هذه السلعة، كما تفتح باب التصدير للأسمنت السودانى.
