لم يكن اتهام وزارة الداخلية لتنظيم "جيش الاسلام" الفلسطيني بتدبير التفجير أمام كنيسة القديسين في الاسكندرية هو العمل الارهابى الاول لهذا التنظيم في مصر ، إذ تم اتهامه من قبل بالمسئولية عن حادثتى الاعتداء على محل ذهب بمنطقة الزيتون وكذلك تفجيرات الحسين. "جيش الإسلام" الفلسطيني هو جماعة إسلامية متطرفة فى الاراضى المحتلة وينشط في قطاع غزة ورغم أن هذا التنظيم يدعى انه يهدف لمقاومة المحتل ، إلا أن المفارقة أنه لم ينفذ أية عملية ضد إسرائيل باستثناء محاولته أن ينسب لنفسه عملية اسر الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط . وفي الوقت الذي لم يكن هذا التنظيم فاعلا ضد المحتل ، فإن بالمقابل نشط في تفجير الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية ، إذ أنه تم اتهامه بتفجير مقاه الأنترنت للفلطسطينيين ، ومتاجر أشرطة الغناء، والاعتداء على الفتيات المتبرجات. "جيش الإسلام" الفلسطيني يقوده الشيخ ممتاز دغمش الذي يعرف أيضًا باسم "أبو محمد"، وهو ينتمي إلى إحدى العائلات القوية المعروفة في قطاع غزة. وأشارت تقارير أمنية إلى أن التنظيم جند أشخاص من مصر ذهبوا الى غزة للتدريب على تلك الاعمال عن طريق الانفاق ، ثم عادوا بنفس الطريقة ، وكشفت الاجهزة الامنية عن بعضهم وبينهم هاربين مصريين هم : أحمد محمد صديق وخالد محمود مصطفى ويشاركهم بعض الاجانب . ويقوم جيش الإسلام الفلسطينى على مبدأ "التنظيم العنقودى"، الذى يعتمد على وجود مجموعات تعمل دون أن تعرف بعضها البعض ويقتصر التنسيق بينها عن طريق رئيس كل مجموعة، والاتصال بين أعضاء كل مجموعة ورؤساء المجموعات الأخرى يكون عبر شبكة الإنترنت، وهو ما كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى تفجيرات الحسين. وتوصلت أجهزة الأمن إلى رسالة إلكترونية على غرفة الشات "الدردشة" بين طرفين أحدهما قال "شوفت اللى حصل فى الحسين"، فرد الآخر" آه باين عليهم حبايبنا"، وكان أحد أطراف الدردشة هو خالد محمود رمضان المتهم الهارب فى قضية تنظيم القاعدة عام 2007، والمنضم إلى جيش الإسلام الفلسطينى، والذى تولى مهمة رئيس المجموعة المسئولة عن تفجيرات الحسين. ويستخدم جيش الإسلام الفلسطينى وسائل متعددة فى تجنيد عناصره، أبرزها إرسال صور للاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين إلى الشباب على بريدهم الإلكترونى لكسب تعاطفهم مع القضية الفلسطينية، وبث روح الجهاد بداخلهم ودفعهم إلى القيام بعمليات تخريبية، وبعد الاستقطاب والتجنيد تبدأ رحلة الاتصال الرسمى عبر الإنترنت والتكليف بالمهام واجبة التنفيذ، فالأمر والطاعة بين أعضاء المجموعة ورئيسهم لا جدال فيه، وهو ما بدا بصورة واضحة بين خالد محمود رمضان ومجموعة تفجيرات الحسين، فعلى الرغم من وجوده خارج البلاد، إلا أنه سيطر على المجموعة وقادها لإحداث التفجيرات. الأغرب أن المجموعات التابعة للتنظيم لا تضم مصريين فقط أو عرب فقط إنما تضم أجانب من جنسيات مختلفة مثل البلجيكيين والفرنسيين والألمان، وهو ما يدل على أن جيش الإسلام الفلسطينى له ذيول بالدول الأوروبية. وقالت الجماعة فى شريط فيديو سابق انها لا تقاتل " من اجل قطعة ارض" ، وإنما تخوض حربا دينية بهدف إعادة الخلافة في العالم الاسلامي. ونفى تنظيم جيش الإسلام من قبل تبعيته للقاعدة ، ولكنه أقر بأن أفكاره قد تتطابق مع أفكاره، وأوضح أن "جيش الإسلام" يمول ذاتيا "بالإضافة إلى بعض التبرعات من الداخل والخارج . وقد اتهم التنظيم بتفجير جمعية الشبان المسيحية في غزة ونفى جيش الإسلام أن له علاقة بهذا التفجير،وأن بعض أفراد الجيش قاموا بهذا التصرف بشكل فردي وقد جرى محاسبتهم . وقال الباحث عبد الرحيم على المتخصص في شئون الحركات الاسلامية ان جيش الاسلام طريق ايران والقاعدة لمصر ويقوده ممتاز دغمش الموجود حاليا في غزة ويعيش في منطقة صابرا التي منحتها حماس حكما ذاتيا لدعمش فى محاولة لاحداث توازن في علاقتها مع ايران. وأضاف ان هذه ليست المرة الاولى التي يتورط فيها عناصر من جيش الاسلام في عمليات داخل مصر ، فكان كل المتهمين في عمليات شرم الشيخ ودهب متدربين على يد نفس الاتجاه ، كما اعلن التنظيم مسئوليته عن تفجير الحسين ، وخالد مصطفى المخطط الاساسي لعملية المشهد الحسيني موجود حاليا في صابرا. وممتاز دغمش شاب ينتمي إلي عائلة تعمل في مجال نقل البضائع عن طريق عربات الكارو كان قد التحق بالأمن الوقائي إبان رئاسة محمد دحلان للأمن الوقائي، ثم خرج منه عندما خرج جمال سمهدان مكون فصائل المقاومة الفلسطينية، وبعدها انضم دغمش إلي حركة حماس ، ثم حدث شئ غريب وغير متوقع عندما كون ممتاز دغمش ما يسمى بجيش الإسلام ، معلناً السمع والطاعة لأسامة بن لادن أكبر تنظيم القاعدة على مستوى العالم.