لم يكن اتهام وزارة الداخلية لتنظيم "جيش الإسلام" الفلسطيني بتدبير التفجير أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية هو العمل الإرهابي الأول لهذه التنظيم في مصر. إذ تم اتهامه من قبل بالمسئولية عن حادثي الاعتداء علي محل ذهب بمنطقة الزيتون وكذلك تفجيرات الحسين. وجيش الإسلام الفلسطيني هو جماعة إسلامية متطرفة في الاراضي المحتلة وينشط في قطع غزة وتخلي عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. واتجه بدلا من ذلك إلي استهداف أصحاب الأرض والجيران.. وفي الوقت الذي لم يكن فيه هذا التنظيم السلفي الموالي للقاعدة فاعلا ضد الاحتلال الإسرائيلي. فإنه في المقابل نشط في تفجير الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية. إذ تم اتهامه بتفجير مقاهي الإنترنت للفلسطينيين. ومتاجر أشرطة الغناء. والاعتداء علي الفتيات المتبرجات ويعرف التنظيم نفسه بأنه لايجاهد من أجل قطعة أرض وحدود وهمية لاحدود لها. ولا من أجل القومية والحزبية.ويؤكد التنظيم انه يخوض حربا دينية. بهدف اعادة الخلافة في العالم الإسلامي. ويقوم جيش الإسلام الفلسطيني علي مبدأ "التنظيم العنقودي" الذي يعتمد علي وجود مجموعات تعمل دون ان تعرف بعضها البعض ويقتصر التنسيق بينها عن طريق رئيس كل مجموعة والاتصال بين أعضاء كل مجموعة ورؤساء المجموعات الأخري يكون عبر الإنترنت وهو ما كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في تفجيرات الحسين. وتوصلت أجهزة الأمن إلي رسالة الكترونية علي غرفة الشات "الدردشة" بين طرفين احدهما قال "شوفت اللي حصل في الحسين". فرد الآخر "باين عليهم حبايبنا" وكان احد اطراف الدردشة هو خالد محمود رمضان المتهم الهارب في قضية تنظيم القاعدة عام 2007 والمنضم إلي جيش الإسلام الفلسطيني والذي تولي مهمة المجموعة المسئولة عن تفجيرات الحسين. والأغرب ان المجموعات التابعة للتنظيم لاتضم مصريين فقط أو عرباً فقط انما تضم اجانب من جنسيات مختلفة مثل البلجيكيين والالمان وهو ما يدل علي ان جيش الإسلام الفلسطيني له ذيول بالدول الأوروبية. يعرف عناصر جيش الإسلام في غزة بارتداء ما يعرف ب "الجلباب الباكستاني". والطاقية السوداء. ويشتهرون باللحي الطويلة. وبرغم أن التنظيم يفتقر لأسماء من العلماء البارزين. فإن عناصره يواظبون علي قراءة ما يصل من منشورات. وما ينشر من دراسات علي المواقع والمنتديات الالكترونية المقربة والتابعة لتنظيم القاعدة. ولذلك ليس هناك من أدبيات فكرية أو دينية خاصة به. ربما لعدم تمتع عناصره بالمستوي المعرفي والعلمي الموجود لدي حركات إسلامية أخري. وكان ممتاز دغمش الذي عمل سابقا في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية قد أسس "جيش الإسلام" . وبرز نجم التنظيم الذي يتشكل غالبية أفراده من عائلة دغمش. خلال مشاركته حركة "حماس" والمقاومة الشعبية في عملية "الوهم المتبدد". وأسر الجندي "جلعاد شاليط" في يونيو .2006 ومنذ اللحظة التأسيسية الأولي. بدأ تنظيم جيش الإسلام مدعوماً من حركة حماس. لاسيما علي صعيد اشراكه في عملية نوعية تمثلت بأسر الجندي الإسرائيلي. وتردد أن الحركة دعمت "دغمش" في بداية انتفاضة الأقصي خلال مشاركته في التصدي للاحتلال. إلا أنها توقفت عن دعمه. بعد أن انتهج أسلوبا آخر في تعامله مع الوضع الفلسطيني الداخلي. وبات واضحاً أن العلاقة المميزة التي ربطت الطرفين لم تدم طويلاً. لتتقلب إلي عداء شديد بفعل مقتل اثنين من عائلة دغمش خلال الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس. وتوترت العلاقة لدرجة كبيرة. بعد أن اتهمته حماس وعائلته بالاعتداء علي عدد من عناصرها. بدعم من بعض قادة الأجهزة الأمنية التي سيطرت عليها فتح. والاعتداء بشكل متكرر علي منزل محمود الزهار القيادي البارز بحماس. وخلال حوادث الاقتتال بين حماس وفتح خلال الأشهر الأولي من عام 2007. خرج "دغمش" علي إحدي الاذاعات المحلية بخطاب متشدد قريب من خطاب القاعدة اعتبر فيه ان حكومة حماس ابتعدت عن الإسلام ولا تمثله. وظل "جيش الإسلام" تنظيما هامشيا علي الساحة الإسلامية الفلسطينية نظراً لقلة عدد أتباعه وعناصره. وانحصاره في منطقة واحدة في مدينة غزة. هي حي الصبرة. إلي أن أصبح فجأة محل اهتمام وسائل الإعلام. وذاع صيته في أرجاء المعمورة. عقب اختطافه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" الصحفي الأسكتلندي "آلان جونستون" في غزة بتاريخ 12 مارس .2007 وجاء الاختطاف ليكشف عن الوجه الحقيقي للتنظيم الذي أثبت بالبيان القاطع ارتباطه بتنظيم "القاعدة". حين رهن الإفراج عنه بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الإسلاميين في السجون الأردنية والبريطانية. وتهديده بقتل الصحفي إن لم يستجب لمطالبه. مستخدما أساليب "القاعدة" عبر نشر التسجيلات المصورة والصوتية للرهينة. فقد طالب بإطلاق سراح "أبوقتادة" المسجون في بريطانيا منذ أحداث سبتمبر 2001. ويعتبر المرشد الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا. وأبومحمد المقدسي المسجون في الأردن منذ 2005. بجانب ساجدة الريشاوي التي حكم عليها بالإعدام. لإدانتها بالمشاركة في تفجيرات فنادق عمان قبل عدة أعوام. لكن جيش الإسلام لم يفلح في تحقيق مطالبه. بالرغم من مرور 114 يوماً علي اختطاف الصحفي. وفشل في مواجهة حماس بعد سيطرتها علي قطاع غزة التي نجحت في تحرير "جونستون" دون مقابل.