حذر رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان، الدكتور مصطفى مدبولى، من وصول عدد سكان مصر إلى أكثر من 170 مليون نسمة بحلول عام 2050 في حالة استمرار نفس معدلات النمو السكانى الحالية واعتبر محدودية الموارد من مياه وطاقة وأراضي التحدي الفعلي للبلاد وشدد على ضرورة اقامة مجتمعات عمرانية جديدة مرتبطة بالقائمة. ودعا إلى تركيز جهود البحث العلمى للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة خلال السنوات المقبلة فضلا عن التوسع فى مشروعات تحلية مياه البحر وتنقية مياه الصرف الصحى والزراعى وإحلال تكنولوجيا الرى الحديث بدلا من أسلوب الرى التقليدى حاليا والذى يؤدى إلى إهدار جانب كبير من المياه. وأضاف "أن مواردنا المائية محدودة ووصلنا إلى حد التوازن منذ عام 2008 وهو ما يعنى أن الاستهلاك يتعادل مع الموارد .. ويوجد 72 مليار متر مكعب من المياه منها 55.5 مليار متر حصة مياه النيل والباقى مياه جوفية.. واستمرار معدلات الاستهلاك الحالية يعنى الاحتياج إلى كميات مياه تصل إلى 161 مليار متر مكعب وهو ما يعنى وجود فجوة كبيرة فى المياه بحلول عام 2050. وأوضح رئيس هيئة التخطيط العمرانى أن مصر تحتاج إلى تنمية نحو 40 ألف فدان سنويا للخروج من الحيز القائم نافيا وجود مشاكل تمويلية لتنفيذ هذه الاستراتيجة. وقال "إن مصر البلد الوحيد الذى ينفق نحو نصف الموازنة على بنود الدعم المختلفة ونطالب بإعادة النظر فيها بما يساهم فى وصول الدعم إلى مستحقيه فقط" . وقال مدبولى - خلال ندوة نظمها المعهد - الثلاثاء "السيناريو الأفضل أن يصل عدد السكان إلى نحو 140 مليون نسمة فى حالة تراجع معدل النمو السكانى الحالى البالغ نحو 2.2 % إلى 1.6 %"، مشيرا إلى أن 87 % من سكان مصر يسكنون فى النصف الشمالى من الجمهورية و13 % فقط يسكنون فى النصف الجنوبى الأكبر مساحة. وأضاف "أن أى توسع عمرانى تسعى الدولة إلى نجاحه مرهون بالتوسع (عرضيا) شرقا وغربا" مشيرا إلى أن المصرى يرفض بطبيعته النزول إلى الجنوب. وشدد على ضرورة إقامة مجتمعات عمرانية جديدة، محذرا من تبنى فكر فصل هذه المدن عن المجتمعات القائمة فعليا كما حدث فى الماضى وأرجع فشل تجربة المدن الجديدة سابقا لأنها اعتمدت على عزلها تماما عن المدن القائمة. وقال مدبولى "الاهتمام بمد خدمات البنية الأساسية وربطها مع المجتمعات القديمة منذ عام 2006 حتى الآن ساهم فى زيادة عدد سكان المدن الجديدة إلى 4 ملايين نسمة حاليا بمعدل نمو سنوى يتجاوز 14 % ليصل إجمالى سكان مدينة السادس من أكتوبر إلى ما يزيد على مليون نسمة". وأشار رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى الدكتور مصطفى مدبولى إلى إعداد المجلس الأعلى للتخطيط برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء تصورا مبدئيا لمستقبل مصر 2050 متضمنا مخططات التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية للدولة تمهيدا للوصول إلى تصور نهائى واعتماده كاستراتيجية للدولة بعد اعتماده من القياد السياسية. وأوضح أن الرؤية الجديدة 2050 ترتكز على توزيع السكان فى مناطق الصحراء الغربية والساحل الشمالى وزيادة المساحة المأهولة بالسكان من 6 % حاليا إلى 10 % خلال الأربعين سنة المقبلة.