سجلت مؤشرات البورصة المصرية تراجعا جماعيا لدى إغلاق تعاملات اليوم /الثلاثاء/ متأثرة بعمليات بيع ملحوظة من المستثمرين العرب والأجانب وسط مخاوف من التداعيات السلبية لقرار محكمة القضاء الإداري ببطلان عقد إستغلال منجم السكري للذهب وتأثيره على مناخ الاستثمار، صاحب ذلك التأثيرات السلبية التى شهدتها بعض الأسواق العالمية على خلفية تداعيات إعصار"ساندي" والذي قدرت خسائره المبدئية بأكثر من 20 مليار دولار. وفقد رأس المال السوقي جميع مكاسبه التى سجلها خلال جلسة الأمس، ليخسر اليوم نحو 8ر4 مليار جنيه مسجلا 4ر397 مليار جنيه بعد تداولات محدودة لم تتجاوز 547مليون جنيه.
وخيم الهبوط على مؤشرات السوق الرئيسية والثانوية ليهوى مؤشر/إيجي إكس 30/ للأسهم الكبرى والقيادية بنحو 12ر2 في المائة مسجلا 20ر5768 نقطة، كما هبط مؤشر الاسهم الصغيرة والمتوسطة /إيجي إكس 70 / بنسبة 02ر1 في المائة ليغلق عند 05ر541نقطة.
وامتدت التراجعات الى مؤشر /إيجي إكس 100 / الاوسع نطاقا الذي فقد نحو 25ر1 في المائة من قيمته لينهي تعاملات اليوم عند مستوى 69ر888 نقطة.
وقال وسطاء بالسوق إن تعاملات اليوم بدأت على إرتفاع نسبي بدعم من أداء بعض الأسهم الكبرى والقيادية، لكن بمجرد صدور حكم القضاء الاداري ببطلان عقد استغلال "منجم السكري" تحولت دفة المؤشرات نحو الهبوط الحاد.
وأشار احمد عبد الحميد العضو المنتدب بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية الى ان السوق لم يشهد أية أنباء إيجابية اليوم تقوده للتماسك أمام عمليات البيع التى شهدتها الأسهم ، وان أن نبأ بطلان عقد "منجم السكري" جاء بمثابة الشرارة التى دفعت المستثمرين للبيع خاصة من قبل الأجانب والعرب خوفا من بطلان عقود أخرى فى المستقبل وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية، لافتا إلى أن هذا النبأ غير المتوقع جاء في ظل الجهود الحثيثة التى تبذلها الحكومة لتذليل عقبات الاستثمار ومفاوضات التصالح مع العديد من المستثمرين بشأن عقود مشابهة.
ولفت احمد عبد الحميد إلى انه لم تخرج أية تصريحات جديدة بشأن المفاوضات التى بدأت اليوم مع بعثة صندوق النقد الدولي من شأنها أن تعزز من عمليات الشراء وتدعم السوق، موضحا أن طول فترة بقاء البعثة والتى قد تصل إلى إسبوعين ربما جعل المستثمرين أكثر تحفظا في إنتظار نتائج المفاوضات مع الحكومة بشأن برنامج الاصلاح الاقتصادي والقرض الذي طلبته مصر بقيمة 8ر4 مليار دولار.
وقال ان هناك مؤشرات قوة بالبورصة لا تزال تؤهلها لاستعادة توازنها واتجاهها الصعودي أبرزها الأنباء الإيجابية لشركة "أوراسكوم للانشاء" والتى تنتظر حل أزمة ضرائبها مع الحكومة فضلا عن إجراءات تقسيم الشركة، بجانب صفقات استحواذ ضخمة بالسوق على أسهم شركة المجموعة المالية هيرميس والبنك الاهلى سوستيه جنرال.
ورأى عبد الحميد أن ضعف أحجام التداول وقت هبوط الأسعار يعد مؤشرا جيدا على قدرة السوق على التعافي، لكن كثرة الصدمات والأنباء السلبية من حين لآخر تبدد الأثار الإيجابية للأنباء الجيدة.
وتوقع أداء أكثر تماسكا للبورصة خلال جلسة الغد خاصة بعد النصف ساعة الأول والذي ستشهد فيه المؤشرات هبوطا ملحوظا على خلفية الإنخفاضات الحادة التى سجلتها الأسهم في الربع الأخير من جلسة اليوم.