«الإسلامبولي» يقرر اعتزال السياسة.. ويتفرغ لمتابعة حالته الصحية الإسلامبولي فى سيارة الترحيلات-تصوير: محمد عبد المنعم رب ضارة نافعة، فلم يكن يجول بخاطر "محمد شوقي الإسلامبولي" أن حادثة سيارة تعجل بالإفراج عنه، وعودته إلى منزله. "الإسلامبولي" الذي كان ينتظر تقرير الكشف الطبي الذي وقعته مصلحة الطب الشرعي، أول من أمس، لبيان مدى حالة صحته للإفراج الطبي عنه، صدر قرار رئيس المحكمة العسكرية بالإفراج عنه، بعد أن انتدب طبيبا لتوقيع الكشف عليه بعد تعرضه لحادثة سيارة الإسعاف، في أثناء نقله من سجن العقرب، شديد الحراسة إلى مقر المحكمة العسكرية، وكان «الدستور الأصلي» قد انفرد بنشر خبر عرض المتهمين الثلاثة "عبد العزيز الجمل" و"شوقي الإسلامبولي" و"محمد الظواهري" على الطب الشرعي لتحديد امكانية الإفراج الصحي عنهم وذلك قبل يومين فقط من صدور قرار الإفراج عن محمد شوقي الإسلامبولي. الإسلامبولي يحكى ل«الدستور الأصلي» ما حدث: «خرجت من مصر في أواخر عام 1987، فارا بديني ونفسي من اضطهاد كان يمارسه النظام السابق وجهاز أمن الدولة المنحل سابقا، باعتقال وتعذيب وقتل الجماعة الإسلامية عموما، والتنكيل بأسرة الإسلامبولي، على وجه الخصوص، على خلفية قيام شقيقي خالد بقتل الرئيس السادات، وقد كانت الأسرة تعامل معاملة متعنتة من قبل جهاز أمن الدولة، وهو ما دفعني إلى الخروج من مصر بعد أن تلقيت تهديدات بقتلي وتصفيتي جسديا». "الإسلامبولي" الذي عاد إلى مصر بعد 25 عاما قضاها في الخارج، قال «كنت أتوق للعودة إلى مصر، لكن النظام السابق حال بيني وبين ذلك، حيث حكم علىّ بالإعدام غيابيا في قضيتي (العائدون من أفغانستان) و(العائدون من ألبانيا)، ووجهت إلىّ تهما لا أعلم عنها شيئا، كان الهدف منها منعي من العودة، وبفضل الله وبفضل الثورة تمكنت من العودة مرة أخرى». بعد عودة "الإسلامبولي" إلى مصر لم يتوجه إلى منزله، وإنما تم إيداعه فى سجن شديد الحراسة بطرة، تمهيدا لإعادة محاكمته، "الإسلامبولي" قال : «حزنت كثيرا أنه بعد غياب 25 عاما عن بلادي، لا أعود إلى منزلي، وإنما إلى السجن، لكن ما خفف علىّ الأمر هو أنني رأيت مبارك ونظامه قد سقاهم الله من نفس الكأس التي سقوا الشعب وسقوني منها". "الإسلامبولي" يطالب القائمين على الأمر في مصر بالالتفات إلى القضايا التي لفقت إلى باقي الإسلاميين، وأن يتم إصدار عفو شامل عليهم، فليس معقولا أن يظلوا في السجون بعد الثورة. الفترة التي قضاها "الإسلامبولي" في إيران لم تكن -كما يشاع- على ما يرام، فقد قال "الإسلامبولي" إن ما أشيع حول معاملته معاملة خاصة، نظرا إلى حبهم لشقيقه خالد غير صحيح، حيث قال :"فطوال الثماني سنوات التي قضيتها بينهم كانوا يعاملونني معاملة غير طيبة وأذاقوني الويلات، ووضعوني وأسرتي تحت الإقامة الجبرية، مما تسبب في وفاة زوجتي»، مشيرا إلى أن إيران كانت تتعامل بهذا الأسلوب (التضييِّق علينا)، بغية تحسين علاقتها بنظام المخلوع. "الإسلامبولي" علق على وجود مبارك ونظامه في السجن بأن لكل ظالم نهاية، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن تلك عاقبته، والحق والعدل من الله، نظرا إلى جرائمه التي ارتكبها فى حق أبناء شعبه، وعن دوره في المرحلة القادمة قال "الإسلامبولي" إن حالته الصحية لا تسمح بأي مجهود، لذا فسوف يركز على أن يعرض نفسه على أساتذة في أمراض القلب ومتابعة حالته الصحية، التي تدهورت بشكل كبير، مبديا فرحته بخروجه، وأن المحكمة رأفت بحالته وقامت بالإفراج عنه. "الإسلامبولي" كان في استقباله في أثناء خروجه من السجن الدكتور صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والدكتور أسامة رشدي، القيادى السابق في الجماعة الإسلامية، وخالد وأحمد، نجلا محمد شوقي الإسلامبولي، وعدد من أعضاء الجماعة وحزب البناء والتنمية.