"تعازينا إلى الذين فقدوا ذويهم في الأحداث الأخيرة"، بهذه الكلمات افتتح إبراهيم كالين، مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كلمته عبر بريدة الالكتروني في ندوة الحوار المصري التركي حول الديمقراطية والتحولات السياسية المعاصرة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بالتعاون مع مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالجامعة الأمريكية، كالين اعتذر عن الحضور بسبب ارتباطه بلقاءات أخرى إلا أنه حرص على إلقاء كلمته عبر بريدة الالكتروني، والتي أكد فيها على اسفه لما شهدته مصر في الفترة الأخيرة ومتابعة تركيا الشديده للموقف عن كسب. فيما أشار كالين إلى إيمانه بانه قد تم فتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث بإشراق الربيع العربي خاصة بعد ما عاناه المجتمع العربي من نقص في الإبداع والحرية وغياب الشفافية والديمقراطية، كما حث كالين الدول العربية على ضرورة انهاء حالة العداوة مع الغرب في السنوات القادمة وتفهم التوجهات الحديثة في العالم . ورأى كالين أن الثورات العربية يجب ان يتبعها بعض التحولات الاقتصادية والسياسية لكي يتقدم العالم العربي ويستطيع الوقوف مرة اخرى، مؤكدا على أهمية اعادة البناء الاقتصادي لاستمرار الديمقراطية. الجانب السياسي كان له ايضا جانب من نصائح كالين الذي أشار إلى اتجاه الشرق الأوسط الى تغيير العقلية السياسية والانتقال من الحكم السلطوي الى الحكم الديمقراطي، مضيفا ان هذا التحول الديمقراطي الذي يشهده العالم العربي حاليا سيغير من صورة الشرق الأوسط في العالم، مضيفا ان العلاقات السياسية الدولية يجب ان يدعمها اقتصاد قوي مع الدول الاخرى، مشيرا إلى التجربة التركية في هذا الجانب وإقامتها لعديد من العلاقات الدولية الوثيقة من خلال دعم الاتفاقيات الاقتصادية والتي بها استطاعت تحسين علاقاتها السياسية. كما حضر الندوة حسين بوتسالي، سفير تركيا لدى مصر الذي أكد على ضرورة المحافظة على الروابط الحضارية والثقافية المشتركة بين مصر وتركيا ودراستها جيدا لخلق مناخ جديد بين البلدين وتعانق أكبر حضارتين على مستوى العالم وفتح عالم افضل للبشرية. وأشار إلى التطوارات الكثيرة التي حدثت للشعب المصري الذي سطر تاريج جديد لن ينسى وسيسطر بحروف من ذهب في التاريج الحديث، مشيرا إلى حاجة الثورة المصرية الي قيادة قوية وخطة واضحة وأفراد قادرين على تعبئة الموارد مرة اخرى، مشيرا الى ان مصر لا تحتاج مساعدة بل هي قادرة على بناء نفسها مرة اخرى والاعتماد على ظروفها وتخطي هذه المرحلة. "يجب التعلم منه دون عبادته"، هكذا رأى الدكتور بهي الدين حسن مدير مركزالقاهرة لدراسات حقوق الانسان، الذي أشار إلى ضرورة محاولة دراسة وفهم النموذج التركي مضيفا ان النموذج التركي سيلعب دورا مهما في إلهام الشعوب العربية إلا أنه أكد على أن هناك مشكلة في تعامل الشعوب العربية بمختلف اتجاهتهم مع النموذج التركي فاشار الي ان كل اتجاة يحاول ان يختزل هذا النموذج في سمه واحده تهمه ويغفل السمات الاخري فينبهرون بالسياسة التركية القوية وخاصة مع اسرائيل ويغفلون علاقتها الاقتصادية الوثيقة مع دول كثيرة ومنها. الدكتور سامر سليمان، استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية قدم مجموعة من الملاحظات على إدارة المجلس العسكري لمصر في هذه الفترة، مشيرا الى انه لا يمكن فهم رؤيته السياسية نظرا إلى أنه ليس لديه خبرة كافية في ادارة الشأن السياسي، إضافة الى الظهور المروع الذي ظهرت به الشرطة العسكرية في احداث ماسبيرو الاخيرة على انها طائفية ومحاولة تحريضها للمسلمين ضد الاقباط بزعم حماية الجيش، فأصبحت الشرطة العسكرية هي البديل وتم توريط الجيش في ممارسة اعمال العنف مع المصريين . سليمان طالب بضرورة تحديد مواعيد سريعة لإجراء الانتخابات وتسليم السلطة ووضع صياغة محددة لعلاقة المجلس العسكري بإدارة الشان السياسي.