فى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة وفى شهرالانتصار الأكبر للمصريين فى العصر الحديث، لا يزال التأكيد على عوامل النصر واجبا من العلماء ومن أهمها الأخذ بالأسباب و توخى الحيطة والاستعداد المستمر، وذلك حتى نظل مستعدين وهو ما أكد عليه العلماء ومن بينهم د. عباس شومان أمين هيئة كبار العلماء موضحا أن من أهم أسباب النصر كان الإيمان بالله والتوكل عليه، حيث كان جنودنا على يقين بأن من توكل على الله فهو حسبه. ولقد تجلى هذا الإيمان فى روح الجنود الذين كانوا يحاربون من أجل قضية عادلة. فبالتأكيد، لم نكن معتدين، بل كنا نرد العدوان ونسعى لاستعادة أراضينا التى سلبها العدو. وأشار إلى أهمية الأخذ بالأسباب، موضحًا أن التوكل على الله لا يعفى من العمل الجاد والإعداد الجيد، فقد أُمرنا بالإعداد للقوة، وبهذا الشكل استعددنا لما استطعنا، وأخذنا بتوجيهات الله عز وجل، حيث قمنا بتحضير ما أمكننا. وشدد على أهمية الاحتفاظ بذكرى انتصارات أكتوبر كدليل على قوة الإرادة المصرية والإيمان القوى بالله، مما يجعل من الأجيال القادمة تواصل السير على نفس النهج فى مواجهة التحديات، مشيرًا إلى تسريح الرئيس السادات للخبراء الأجانب قبل حرب أكتوبر، حتى تكون الحرب بأيد وخبرات مصرية خالصة، تعتمد على إرادة المصريين وشجاعتهم، وليس على الخبراء الأجانب، فحققت قواتنا المسلحة بفضل الله وعزيمة الجنود، انتصارات كبيرة على العدو، مما لم يستطع تحقيقه أعتى الخبراء أو أشد الأسلحة، وذلك دليل على قوة الإرادة المصرية وقدرتها على التغلب على التحديات، مشيدًا بإيمان الجنود المصريين بقضيتهم وولائهم لوطنهم. وأكد أن هذه التجربة تعكس روح العزة والكرامة التى يتمتع بها الشعب المصري، وتؤكد على أهمية الإيمان فى تحقيق النصر، سواء فى الحرب أو فى أى ميدان آخر، وقد كان من أهم عوامل النصر فى حرب أكتوبر هو تلاحم جموع الشعب المصرى بجميع فئاتهم من رجال ونساء وشباب وأطفال وشيوخ، ما دفع الشعب إلى الوقوف صفًّا واحدًا خلف القيادة السياسية والعسكرية، وتحملهم لكافة التحديات لضمان نجاح الحرب، فاستعدوا لتقديم التضحيات حتى فى ظروف نقص المواد الغذائية، لتقوى الجبهة الداخلية. اقرأ أيضًا| نهلة الصعيدي: أشعر بقلق بالغ على مستقبل مجتمعنا وشدد على أهمية الوحدة الوطنية التى سادت بين المسلمين والمسيحيين، حيث لم يكن هناك تمييز بينهم فى مواجهة العدو، وقد تحقق النصر بمدد من الله، رغم انقطاع مدد البشر، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة تعزيز التضامن ووحدة الصفوف بين المصريين، خاصة فى ظل استمرار التهديدات، مشيدًا بالقيادات السياسية والعسكرية التى لم تغفل عن تسليح الجيش رغم معاهدات السلام، حرصا واستعدادا لأى احتمالات أو غدر من المغادرين، فما حدث فى 1967 لن يحدث مرة أخرى، مشددًا على ضرورة تذكير الأجيال الجديدة بما حدث فى السادس من أكتوبر، والتذكير دائمًا بنصر أكتوبر وأسبابه وأجوائه.