حيدر : الإخوان تعاملوا مع الثورة بمنتهى البرجماتية.. والجيوش العربية الأكثر خطورة على الثورة عصام العريان تحت عنوان "اتجاهات التحول بين القوى السياسية العسكرية والإسلامية والتيارات السياسية المختلفة"، عقد البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان مؤتمرا صحفيا صباح اليوم الثلاثاء، تناول فيه العديد من النقاط التي تمس الربيع العربي في الفترة الحالية وكيفية التحولي الديمقراطي لبناء دولة حديثة. أعرب الدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقا، عن خشيته من تحول الربيع العربي إلى خريف غضب على الثورات العربية، من جراء محاولات العسكر للتحكم في السلطة، موضحا أن الدولة العسكرية أصبحت من المحظورات مثل الجماعة المحظورة سابقا. وأضاف أبو المجد أن الحوارات التي تمت خلال الفترة الأخيرة بين التيارات ىالمختلفة كشفت مدى الاختلاف الذي لا يحتويه الشارع المصري، لأننا كنا بصدد التعامل مع تيارات لا تفصح عما تريد، إثر تعودها لبس الأقنعة بسبب النظم الإستبدادية التي كانت تحكمنا، مشددا على ضرورة التكاتف من أجل الوصول إلى ما نريده، وهو بناء دولة ديمقراطية حديثة. وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن الأحزاب تبذل الآن جهدا كبيرا في بناء تحالفاتها وبرامجها في محاولة الخروج من عنق الزجاجة، لكننا إذا أردنا الخروج من الخضم الذي نعاني منه الآن للانتقال لرؤية أوسع قليلا، فلا سبيل إلا اتحاد الدول العربية، لا يجوز أن ينكفئ كل منا على نفسه، بعد أن جعلت النظم الاستبدادية هم كل الشعوب نفسها وعملت على إبعاد وحدتها، لكن الثورات استطاعت أن تخرجنا من تلك المشكلة، أدفعتنا إلى طموح الوحدة العربية. وأعرب العريان عن سعادته بمصطلح الربيع العربي، وليس الثورات العربية، لأننا أمة واحدة، ولو لم نكن أمة واحدة، لما انتقلت الثورة من بلد عربي إلى آخر، نحن عرب، ويجب بناء وحدة عربية حقيقية. وأكد العريان أن الجامعة العربية كانت بناء سياسي معطل، لكن الشعوب العربية كانت قادرة أن تختار حكومات تعبر عن الشعوب والوحدة العربية، مضيفا أن الوحدة العرية إذا تحققت ستعمل على جذب البلاد المحيطة كتركيا وإيران وإثيوبيا وسيؤدي إلى كتلة تاريخية حقيقية تستطيع فرد خريطتها السياسية. واستنكر العريان الجدل القائم حول إسم الدولة ودينها، موضحا أن المهم هو الاتفاق على خصائصها قبل اسمها، مضيفا أنه كرجل مسلم وإبن الحركة الإسلامية الكبرى، لا يوجد في الاسلام شئ اسمه الدولة الدينية، ولا يجوز أن يحكم أحد بشرع الله، الدولة الدينية لم نعرفها إلا في أوروبا فقط، الوضع في مصر مختلف، فنحن نرى الآن مختلف الاتجاهات الحزبية الإسلامية والليبرالية واليسارية، فالتنوع والإختلاف في ثقافة المجتمع هو المطلوب في ظل نظام ديمقراطي. وشدد العريان علي ضرورة العمل، وعدم الخوض في المجادلات، والإسراع في المضي نحو دولة ديمقراطية تعمل على سيادة القانون وحقوق الإنسان واستقلال القضاء، وتضمن العدالة الاجتماعية. الباحث السوداني حيد إبراهيم ومدير مركز الدراسات السودانية عارض قول العريان الخاص بعدم الاهتمام بمسميات الدولة، مؤكدا على أن الشجار والخلافات التي تقع بين التيارت السياسية المختلفة في مصر تنبع من عدم وضوح مفاهيمهم، ومسمياتهم، موضحا أن المفاهيم ليست مجرد ملصقات أو عناوين، بل إنها مواقف أيدولوجية واضحه، مؤكدا على ضرورة تحديد ماهية الدولة. وأعرب حيدر عن إستيائه الشديد من جماعة الإخوان المسلمين في أغلب تصرفاتهم، لافتا أنهم تخلوا عن رمزهم عندما غيروا إسم الحزب الذي ينتمي لهم إلي "الحرية والعدالة" بدل من الإخوان المسلمون، مشيرا إلي أن التسمية الحالية وضحت قدر كبير من البرجماتيه. وأضاف حيدر أن الحركات الإسلامية في تونس كالنهضة عملت علي تحديث نفسها وحاولتا الإندماج وسط المجتمع، علي عكس الحركة الإسلامية في مصر التي تتعامل بمنطق "السوق عاوز كدة"، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة في تلك الحالات عندما تصل السلطة ستصبح عندها أكثر من مشكلة حيث أنها تكلمت عن حقوق المرأة والإنسان والعدالة الاجتماعية ولكن بملصقات ولم توضح من خلال أيدولوجيتها تصرفاتها تجاه تلك المشكلات. وأكد حيد أن أكثر الكيانات في الوطن العربي حداثة هو الجيش، الذي يسافر البعثات، ويطلع على سياسات الدول الخارجية، وهو الأمر شديد الخطورة، الذي من الممكن أن يطيح بجميع الثورات العربية، ويجعل الجيش فيها أكثر إلتفافا علي الثورة، مشيرا إلى اهمية بنا احزاب ديمقراطية من داخلها الآن قبل أن تطالب بديمقراطية في المجتمع الذي تسعى لحكمه.