علي الرغم من أنها مهمة لا تبدو صعبة أو مستحيلة وبالرغم من ضرورة القيام بها حفاظًا علي صحة المواطنين ونظافة شوارع القاهرة لكن عبدالعظيم - وزير محافظ القاهرة - أكد وجود صعوبات فيما يتعلق بأعمال النظافة في المنطقة الجنوبية خاصة بأحياء دار السلام والبساتين، مبررا ذلك بضيق الشوارع بهذه الأحياء. وزير يتحدث عن هذه الأزمة وكأنها في منطقة واحدة فقط ، مع انتشار القمامة في كل الشوارع الرئيسية والفرعية، وأكوام كثيرة من القمامة متراكمة تحت الكباري وأحيانا فوقها، وتلال من القمامة بجوار الهيئات والمؤسسات الحكومية، محافظ القاهرة دائما ما يبرر كل المشاكل التي تحدث في القاهرة حتي يبعد عنه تهمة التقاعس عن أداء عمله، هذه المرة كان المبرر هو ضيق الشوارع بالمناطق الجنوبية. أزمة القمامة في شوارع القاهرة أصبحت واحدة من معالمها بعد تزايدها بشكل كبير في الفترة الأخيرة وعجز الحكومة عن التخلص منها، وفي إطار مسلسل اعترافات المحافظ بصعوبة أداء المهمات الملحة والضرورية اعترف أمام نواب مجلس الشعب خلال اجتماع اللجنة البرلمانية المشتركة لمناقشة أزمة القمامة بخطأ الحكومة في قرار ذبح الخنازير بل أكد أن ذبح الخنازير تسبب في تفاقم أزمة القمامة في مصر الغريب أنه ليست القمامة وحدها هي مشكلة القاهرة، فمشاكل العاصمة في تزايد مستمر رغم ما يقال عن الجهد الكبير الذي يبذل في التخلص منها، هذا الجهد الذي لا يراه أغلب سكان القاهرة، بل إنهم يسمعون كلاما جميلا طول الوقت في وسائل الإعلام عن عقود جديدة لشركات النظافة وعن استراتيجيات وخطط ومشروعات وفي النهاية يظل الأمر كما هو عليه لدرجة أن العديد من السكان تمنوا عودة «الزبال القديم» مرة أخري. وزير الذي يجلس علي كرسي المحافظة منذ قرابة السبع سنوات من المؤكد أنه يعرف جيدا أن حل هذه المشكلة ليس في العقود الجديدة ولا الخطط المستقبلية ولا في الشركات الأجنبية التي تأخذ ملايين الجنيهات من جيوب المصريين، ومن المؤكد أن يعرف أيضا أنه حل هذه المشكلة عنده شخصيا في أن يهتم ولو لمرة واحدة بالعنصر البشري في هذه المنظومة.. هذا العنصر الذي يعاني المشاكل بداية من الرواتب المتدنية التي تجعل العامل يترك محمد الخوليعمله ويتسول في الشوارع بالإضافة إلي ظروف العمل السيئة التي يعملون فيها.