لست أدري.. هل من حسن حظنا أو من سوء الحظ أن نقيم في حي السيدة زينب؟! من حسن الحظ أننا نقيم في رحاب السيدة ونستمتع بالجو الروحاني وفي منطقة تتوسط العاصمة حيث تتنوع الأسواق وتجد الأسرة كل ما يلزمها دون عناء الانتقال إلي أماكن بعيدة. ومن سوء الحظ أن حي السيدة يقع في منطقة جنوبالقاهرة التي تضم عددا من الأحياء القديمة التي يصعب السيطرة عليها من ناحية النظافة.. ولذلك فقد رفضت شركات النظافة الاجنبية والوطنية العمل بهذه المنطقة. من هنا كما ذكر الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة تم تأسيس شركة الفسطاط التابعة للهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة لتأخذ هذه المهمة الصعبة علي عاتقها. ولما كانت شركة الفسطاط لم تستطع القيام بهذه المهمة. ويئس السكان من امكانية أن يروا شوارعهم نظيفة. فقد أعلن الدكتور عبدالعظيم وزير أن شركة المقاولون العرب التي تملك امكانيات كبيرة من المعدات بسبيلها للاعلان عن تأسيس شركة نظافة تابعة لها وتندمج مع شركة الفسطاط للسيطرة علي نظافة المنطقة الجنوبية التي تضم احياء السيدة زينب والخليفة والمقطم ومصر القديمة والبساتين ودار السلام. لا شك أن مهمة هذه الشركة صعبة للغاية. فالمنطقة الجنوبية بأحيائها المذكورة مكدسة بالسكان من الطبقات الدنيا التي تفتقد ثقافة النظافة إلي جانب ان بها مناطق كثيرة تعتبر مقلبا للمخلفات الصلبة من بقايا مواد البناء وغيرها. لكن رغم ذلك فإن ثقتنا كبيرة في شركة المقاولون وامكانياتها ومعداتها الضخمة لتشهد المنطقة تحولا كبيرا في مستوي النظافة بها ونودع الشكوي من سيطرة القمامة علي كل شبر فيها. بقي أن نقول ان نظافة القاهرة ليست هي الهم الوحيد الذي يعاني منه قاطنوها.. وإنما هناك شكوي مرة من الشركات التي تقوم بأعمال حفر في شوارعها لسبب أو لآخر. وعند انتهاء مهمتها تترك احشاءها ظاهرة ثم تنصرف إلي حال سبيلها تاركة المارة والسيارات تعاني الأمرين. شارع عرابي بوسط القاهرة يئن من هذه الظاهرة وشوارع أخري كثيرة في منطقة فم الخليج وغيرها. وبالأمس القريب نزلت من البيت في طريقي للعمل فوجدت عمالا قد نزعوا بلاط الرصيف الذي لم يمض علي تركيبه عام واحد.. فسألت: ماذا تفعلون؟ أجابوا نصلح التليفونات. وياسيادة المحافظ لقد بهدلوا الرصيف وانصرفوا وبقي لنا منظر مشوه وبلاط مكسور وطين لم يجف بعد.