«ع الأصل دور».. شعار رفعته قناة روتانا زمان التابعة لمجموعة روتانا الفضائية منذ بداية إطلاقها معلنة لجمهور الفضائيات عن منهجها وخريطة برامجها، ولتعد الجمهور العربي بتقديم روائع التراث الفني العربي من أفلام حرم منها الجمهور فترات طويلة علي الرغم من طوفان القنوات الفضائية الذي لا يتوقف. بداية القناة كانت قوية ومبشرة فقد قامت القناة بعرض عدد كبير من الأفلام الكلاسيكية النادرة التي مر علي عرض معظمها للمرة الأولي ما يزيد علي النصف قرن من الزمن، كما قدمت للمشاهدين عددا من الأفلام القديمة بعد أن تم تطوير نسخ عرضها مثل فيلمي «رد قلبي» و«لا أنام»، وقامت القناة أيضا بإعادة عرض عدد من المسلسلات الدرامية التي مر علي إنتاجها وعرضها سنوات طويلة مثل مسلسل «الأيام» للمخرج يحيي العلمي والذي جسد فيه الراحل أحمد زكي قصة حياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، كما ابتكرت القناة عددًا من الاحتفاليات بنجوم السينما المصرية الكبار، ومنها ذلك الأسبوع الذي خصصته لأشهر الثنائيات في السينما المصرية وعرضت خلال الأسبوع باقة من الأفلام التي جمعت كلاً من شادية وكمال الشناوي وثنائي رشدي أباظة وسعاد حسني وثنائي حسن يوسف وشمس البارودي وأسبوع احتفالي آخر بسعاد حسني بالإضافة إلي الابتكار الذي قدمته القناة بوضع عدد من أغنيات مطربي شركة روتانا علي لقطات من بعض الأفلام القديمة وهي التجربة التي لاقت في البداية إعجاب الكثيرين قبل أن يتحول هذا الابتكار إلي وسيلة دعائية دون تكلفة لألبومات شركة روتانا وتعويضا لبعض المطربين عن عدم تصوير أغنياتهم بطريقة الفيديو كليب. هذه البداية القوية جعلت جمهور القناة يتحمس للفكرة ويقبل علي مشاهدة قناة جعلت مهمتها تقديم تراث فني رائع بشكل حديث وجذاب، إلا أن القناة سرعان ما خيبت ظن جمهورها بعد أن أصيبت بمرض العشوائية والاستسهال والتخبط، فتحولت القناة التي تعني بالتراث إلي تقديم مسلسلات درامية حديثة ولا تمت للتراث بصلة إلا إذا كان القائمون علي القناة يعتقدون أن مسلسلات «العصيان» و«محمود المصري» التي عرضت منذ سنوات قليلة هي من التراث الفني المصري، كما أن القناة أقدمت علي عرض عدد من المسرحيات الحديثة مثل «عفروتو» لمحمد هنيدي، وهي مسرحية أنتجت من سنوات قليلة إلا أن القائمين علي القناة كان لهم رأي آخر جعلهم يضعون المسرحية ضمن خريطة القناة التي تهتم بالتراث الفني العربي، هذا بالإضافة إلي بث مجموعة من الأغنيات القديمة لملء ساعات الإرسال، رغم وجود قناة متخصصة في الأغنيات القديمة وهي «روتانا طرب».. لقد بدأت روتانا زمان طريقها نحو النهاية منذ العام الماضي، عندما خلطت مادتها الفيلمية بالمسلسلات القديمة والأغاني الكلاسيكية القديمة لكبار المطربين والمطربات، مما جعلها أقرب إلي قناة منوعات تمزج بين الأفلام والأغاني والمسلسلات.