اليونسكو تكرم شهداء ومصابي الصحافة المصرية في ثورة 25 يناير في اليوم العالمي لحرية الصحافة متى نعبر عن آرائنا بحرية؟ كشفت منظمة اليونسكو عن وقوع 60 حالة قتل لصحفيين في العالم خلال عام 2010 فقط بالاضافة الى تعرض صحفيين ومدونيين للارهاب والعنف وفقدان اكثر500 صحفي لحياتهم أثناء تأديتهم لعملهم وذلك في احصاء تم الاعلان عنه خلال احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي عقد امس الثلاثاء بنقابة الصحفيين باشراف لجنتي الحريات والتطوير والتدريب بالتعاون مع منظمة اليونسكو وهيئة الاممالمتحدة وتم نقله على الهواء مباشرة عبر شبكة الانترنت. ودعا البيان المشترك بين الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" ومفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان "نافي بيلاي" والمديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا" الحكومات باحترام حرية التعبير في الثقافة السياسية، وتوفير ضمانات لسلامة الصحفيين ولحرية الرأي والتعبير، وحماية من يعملون في وسائل الإعلام المختلفة، مبديا تخوفه من فقدان عدد من الصحفيين في افريقيا بسبب تعبيرهم عن ارائهم ضد الفساد. وأشار البيان إلى إطلاق مبادرة "إتاحة الإنترنت للجميع" للدفاع عن سلامة وأمن مستخدمي الإنترنت للتعبير والنشر والتواصل مدينا مخالفة ذلك الحق وهو ما حدث حين قطعت الحكومة المصرية الانترنت خلال ثورة 25 يناير وهو نفس الأسلوب الذي تتبعه حكومات أخرى تشهد بلادها ثورات. وكان الصحفي الإيراني السجين أحمد زيد آبادي الذي ينفذ حكماً بالسجن لمدة ست سنوات لنشره مقالات تدعو لمقاطعة انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009 قد فاز بجائزة اليونسكو العالمية "غيرمو كانو" لحرية الصحافة لعام 2011 باعتبارها رسالة تشجيع ودفاع عن حرية الصحافة وإشارة لرفض اعتقال الصحفيين بسبب آرائهم. أكد الصحفي عبد الله السناوي على ضرورة تعديل التشريعات الخاصة بالصحافة حتى تضمن حرية تداول المعلومات وحق الاطلاع على الوثائق بما فيها وثائق ثورة 23 يوليو وحرب 6 أكتوبر بالإضافة إلى الغاء الحبس في قضايا النشر وغيرها من القوانين. وأضاف السناوي ان بعض الصحف كانت تحصل على "حريات عرفية" اي سقفا عاليا من الحرية تنتزعه وهي مهددة بالسجن والتنكيل والقضايا مثل جريدة الدستور بقياددة ابراهيم عيسى والعربي منتقدا بقاء نفس القواعد القديمة والقوانين المقيدة لحرية الصحافة واصفا التحول الذي حدث لبعض الصحف في ارتفاع سقف الحرية يعد مرحلة مؤقتة حيث ستكون هناك سلطة بعد فترة و"ترجع ريما لعادتها القديمة". وقال ان هناك طفرة حدثت في معدلات توزيع الصحف بعد ثورة 25 يناير معتبرا ذلك أهم تحول للصحافة المصرية بعد الثورة حيث زاد عدد قراء الصحف من مليون الى مليون و300 الف مشيرا الى ان هذا العدد شبه ثابت وان اي صحيفة جديدة تسحب منه متوقعا ان تشهد الصحافة المصرية نقلة نوعية الا ان ذلك مرتبط بالحراك السياسي في الفترة المقبلة. واختلف معه الاعلامي حسين عبد الغني حيث أكد ان النقلة النوعية في الصحافة المصرية مرتبطة بنضال الصحفيين لتحويل الثورة واهدافها الى واقع ملموس وحماية مهنتهم وحرية التعبير وانه لا يجب ان ننتظر كل التحولات السياسية مشيدا باعلان الائتلاف الوطني لحرية الاعلام مضيفا انه كيان مدني مهمته ان يكون حائط صد للاعلام والاعلاميين من خلال مجموعات عمل تساهم في وضع مشاريع جديدة وتصليح البنية التشريعية "الارهابية" التي تسمح بحبس الصحفيين في قضايا النشر كما تهدف الى الغاء جميع اشكال الاحتكار والسيطة على وسائل الاعلام المختلفة. من جانبها قالت المستشارة تهاني الجبالي - نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا- ان جزء من واجبها هو حماية حرية الصحافة وانها حين تجلس على منصة القضاء دائما ما تتذكر مقولة "ان لم الدساتير ليست هي التي تمنحنا حرية الرأي وإنما العكس"مشيدة واشادت بدور الصحافة فى كشف الفساد مطالبة باستمراره الفترة المقبلة. كما اشاد القيادي العمالي كمال ابو عيطة – رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية – بدور الصحفيين في كشف الفساد مؤكدا على ضرورة حرية الرأي والتعبير. وأكد الزميل محمد الجارحى على أهمية الاعلام البديل فى مصر حيث ان عدد مستخدمى الانترنت فى مصر وصل الى 23و نصف مليون مستخدم كما وصل عدد مستخدمى التليفون المحمول الى 7 و نصف مليون مستخدم و اصبح هناك 5 و نصف مليون مشترك على موقع الفيس بوك. وأشار الجارحى إلى أن الإعلام البديل قد يتميز بالسرعة فى نشر الاخبار و يهتم دائما بالسبق الصحفى معتبرا ان ذلك يكون في بعض الاحيان على حساب مصداقيتها منتقدا غياب شرط الضمير و ميثاق الشرف الصحفى عن هذا الاعلام البديل مطالبا بالاعتراف به وتقنينه قائلا "عدم الاعتراف به يعتبر مكابرة ومغالطة". وقال الجارحى ان الانترنت قطع فى مصر مرتين الاولى كانت على يد اسرائيل عندما قامت بقطع كابلات الانترنت المتواجدة فى البحر عام 2008 و المرة الثانية كانت على يد الرئيس المخلوع مبارك وذلك اثناء ثورة 25 يناير و عليه فطالب الجارحى ان يكون محبس الانترنت فى مصر فى ايد الشعب كما طالب ايضا بتعديل قانون الاتصالات . بدأت الإحتفالية بالوقوف دقيقة حداد على شهداء ثورة 25 يناير كما شهدت تكريم شهداء ومصابي الثورة من الصحفيين ومنهم الصحفي بجريدة التعاون بمؤسسة الاهرام الشهيد احمد محمد محمود والمصور الصحفي بجريدة الجمهورية المصاب احمد السعداوي حيث فقد عينه اليمنى اثناء الثورة والذي قال: "اتمنى ان ارى مصر بعين واحدة افضل مما كانت عليه وانا اراها بعينين". كما تم تكريم لجنة دعم المصابين واسر الشهداء التي تضم الصحفيين كارم محمود وصفية حمدي وهدى ابو بكر ورضوان ادم بالاضافة الى تكريم الكاتب محمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين.