الدكتور جمال زهران.. الظاهرة البرلمانية التي اتفق علي اعتدالها الكثيرون، حيث إنه يحظي باحترام معارضيه قبل مؤيديه، ولما لا وهو الرجل الذي لا يشغله شيء عن مصلحة هذا الوطن والمحافظة علي ماله العام؟ الذي يري أنه يتعرض لهجمة شرسة من بعض الفاسدين. ما سبق يتفق مع شخصية النائب المستقل الذي ولد في «بهتيم» بحي شرق شبرا الخيمة عام 1955. تفوق جمال زهران في دراسته الثانوية وحصل علي نسبة كبيرة من المجموع أهله لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ليتخرج فيها عام 1977 حاصلاً علي درجة البكالوريوس في العلوم السياسية بتقدير جيد جدًا، وذلك قبل أن يحصل علي درجة الماجستير عام 1983 بتقدير امتياز، ثم الدكتوراه في موضوع الفلسفة في العلوم السياسية عام 1988 بتقدير مرتبة الشرف الأولي. وطالب د. زهران مؤخرًا كلاً من رئيس مجلس الشعب، ورئيس مجلس الوزراء بإجبار محمد إبراهيم سليمان - وزير الإسكان السابق وعضو المجلس - برد مبلغ 9 ملايين جنيه تقاضاها علي مدار السبعة أشهر الأخيرة منذ توليه رئاسة شركة الخدمات البترولية البحرية، وذلك بعد صدور قرار من قسمي الفتوي والتشريع بمجلس الدولة ببطلان تعيينه رئيسًا للشركة. كثيرون يرون أن مطالبة زهران هذه ليست جديدة، فهو الحاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم السياسية عام 1996 عن كتاب «من يحكم مصر؟» حيث إنها دراسة علمية متعمقة في صنع القرار السياسي بمصر والعالم الثالث، عندما نجح د. زهران في انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شرق شبرا الخيمة مستقلاً عام 2005، رفض أن ينضم للحزب الوطني مثل كثير من المستقلين حتي بعد أن عرض عليه المسئول عن الصفقة مبلغ «مليون جنيه بالتمام والكمال» مقابل الانضمام للحزب الوطني وهيئته البرلمانية، لكن نزاهة الرجل تجلت حينما تغلب علي جميع الضغوط والإغراءات من أجل أن يظل مستقلاً كما وعد من انتخبوه من أهالي دائرته. المعروف عن الدكتور جمال أنه يدافع عن حق الإعلام في الحصول علي المعلومات، كما أنه وقف كثيرًا تحت قبة البرلمان للدفاع عن قضايا الصحفيين، حتي إنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس الوزراء بصفته وزيرًا لشئون الأزهر طالب فيه بإصدار قرار بعزل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بسبب تصريحاته؛ لمطالبته بتطبيق عقوبة الجلد علي الصحفيين. ولم يكتف زهران بذلك، بل سبق له أن لوح بالاستقالة احتجاجًا علي قيام الحكومة بإرسال فيض من التشريعات قبل نهاية الدورة البرلمانية بهدف تمريرها في عجلة وللهروب من انتقادات النواب، مستغلاً وجود أغلبية للحزب الوطني داخل البرلمان، وتساءل زهران مندهشًا وقتها: كيف نقرأ آلاف الصفحات فى عدة ساعات