36 مرشحا هم ما شملته قائمة الحزب الوطني من طائفة رجال الاعمال لخوض انتخابات برلمان المستقبل، بعد اغلاق باب الترشيح امس "الاربعاء".. اما المستقلون والمنتمون لاحزاب المعارضة من رجال الاعمال فلا يتجاوز عددهم 20 مرشحا منهم 10 علي الاقل من الشخصيات المعروفة في عالم البيزنس. ونظرا لما يتمتع به هؤلاء من نفوذ داخل دوائرهم سواء ممثلي الحزب الوطني او المستقلين والمعارضين فان فرص نجاحهم تتجاوز ال80% بل ان اكثر من 50% منهم ضمن المقعد مبكرا بأمواله او بخدماته لاهالي الدائرة، وهو ما يعني ان برلمان 2005 سيسجل رقما قياسيا من رجال الاعمال. وتواجه تجربة رجال الاعمال تحت قبة البرلمان انتقادات واسعة، حتي داخل اروقة الحزب الوطني نفسه، حيث يري كثيرون انها رسخت لسيطرة رأس المال علي السياسة خصوصا ان عددا كبيرا ممن يطلق عليهم رجال اعمال دون المستوي و ليس لديهم القدرة علي التمثيل البرلماني والتشريع للمجتمع والرقابة علي الحكومة كماان الكثيرين منهم تحيطهم علامات الاستفهام لتورطهم في قضايا فساد او تهريب او قضايا اخلاقية. مواجهة الكبار ولعل ابرز ما يميز انتخابات 2005 هو الصدام الذي لا مفر منه بين الاموال في العديد من الدوائر، ففي محافظة القاهرة تشهد دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة اقوي حرب بين رجال الاعمال حيث يخوض الانتخابات قطبان كبيران من رجال الاعمال علي مقعد الفئات، وهما النائب الحالي مصطفي السلاب والنائب السابق فوزي السيد، ورغم قوة السلاب ونفوذه في الدائرة وتأييد المهندس هادي فهمي شقيق وزير البترول وامين عام الحزب الوطني في مدينة نصر1 ومعه نبيل المازني رئيس هيئة اوتوبيس القاهرة الكبري وامين عام الحزب في قسم مدينة نصر 2 وكذلك محمود سليمان رجل الاعمال وامين الحزب في مصر الجديدة الا انه لا يمكن علي الاطلاق تجاهل قوة فوزي السيد وعلاقاته مع كبار التجار والعائلات بمنطقة مدينة نصر ويدخل فوزي السيد المعركة معلنا التحدي ليس لمنافسه السلاب فحسب بل للحزب الوطني حيث رفض دخول المجمع الانتخابي من الاساس معتبرا ان القائمين علي الحزب في المنطقة دون المستوي، ولا يمكن التنبؤ بما ستسفر عنه الانتخابات في هذه الدائرة الملتهبة. بدراوي وخليل وفي محافظة القاهرة ايضا حيث ينافس 10 من رجال الاعمال في قوائم الحزب الوطني تحتدم المنافسة بين اثنين من اقطاب الحزب في دائرة قصر النيل، فاز احدهما بترشيح الحزب وهو الدكتور حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم في المجلس المنتهي، فغضب الاخر وهو المهندس هشام مصطفي خليل ابن نائب رئيس الحزب الوطني فانشق عن الحزب وقرر خوض المعركة مستقلا ضد بدراوي وتزداد فرص هشام هذه المرة بعد ان حشد اهالي الدائرة خاصة في منطقة المبتديان والمناطق الشعبية التي تعاني من العديد من المشاكل ولا يخفي بدراوي قلقه من قوة منافسه الذي يحظي ايضا بدعم مستتر من مسئولين حكوميين ويدخل المواجهة معهما هشام قاسم رجل الاعمال من حزب الغد، وهو ما يصعب المسألة علي بدراوي نظرا لتفتيت الاصوات خصوصا ان مرشح العمال عبدالعزيز مصطفي "وطني" له صلة قرابة من الدرجة الاولي مع هشام مصطفي خليل. وقد لا يجد "محمد سيد أحمد" عمال صعوبة في دائرة الزاوية الحمراء وهو مرشح الحزب اما عاطف الاشموني فانه يواجه معركة شرسة بوجود مستقلين ذوي شعبية جارفة في المطرية حيث ينافس علي مقعد الفئات باسم الحزب الوطني. وفي الظاهر دفع الحزب الوطني برجل الاعمال هاني سرور فئات بدلا من د.عبدالاحد جمال الدين الذي انتقل الي دائرة زفتي في الغربية ولن تكون المواجهة سهلة علي الاطلاق بالنسبة ل"سرور" حيث انشق مجدي ابراهيم رجل الاعمال وابن محمود ابراهيم رئيس لجنة الشباب في المجلس الذي وافته المنية في موسم الحج بالسعودية وحل مجدي محل والده في الانتخابات التكميلية بالدائرة في مارس الماضي وكان ينتظر ان يأتي به الحزب مرة اخري وهو ما لم يحدث فاعلن التحدي وتزداد المنافسة علي مقعد العمال في الدائرة بين اثنين من رجال الاعمال ايضا هما "ابراهيم العبودي" مرشح الوطني ضد هاني عبدالهادي المنشق عن الحزب لتحسم الملايين الصراع في هذه الدائرة علي المقعدين. مشهد متكرر وفي عابدين يتكرر المشهد حيث يجد طلعت القواس مرشح الوطني فئات نفسه في مواجهة امام الدكتور محمد الحفناوي الخصم اللدود والعتيد بينما يدخل حلبة السباق مرة اخري رجب هلال حميدة من حزب الغد علي مقعد العمال ليواجه حسين بدوي مرشح الوطني ورجل الاعمال تاجر الفاكهة "رجب ميهوب".