أكد عزت الرشق - عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس - أن الموقف المصري الرسمي من قضية المصالحة لم يتغير وأنه لايزال يرفض فتح الورقة المصرية للتدقيق في بنودها. وقال الرشق في لقاء خاص ب «االدستور»: إن قضية المصالحة لا تزال تروح مكانها رغم تدخل بعض الأطراف العربية لدي مصر، وأضاف: المشكلة الحقيقية في الورقة المصرية أن هناك قضايا اتفقت عليها الفصائل وتم حذفها من الورقة، وقضايا لم يتم حسمها في الاتفاق وتم وضعها بالورقة بالإضافة إلي وجود بعض القضايا الملتبسة بسبب الصياغات، فعلي سبيل المثال في قضية الانتخابات اتفقنا علي تشكيل لجنة عليا للانتخابات بالإضافة إلي محاكم الطعون تحت توافق فصائلي حول تلك اللجنة، وجاءت الورقة المصرية لتقول إن اللجنة يتم تشكيلها بمرسوم خاص من أبو مازن.. فكيف يكون أبو مازن طرفا في الاتفاق وراعيا لبعض بنوده في الوقت ذاته ، بالإضافة إلي رفض الفصائل قضية التنسيق الأمني مع الاحتلال، لكن فتح مررتها عبر الورقة المصرية بوضع بند التعاون الأمني مع الدول الصديقة. وأكد الرشق: أن بعض المسئولين المصريين اعترفوا لنا بأنه تم تحريف الورقة المصرية، وأضاف: أن حركة حماس لم ولن تتعمد إهانة مصر أو إحراجها أو اتهامها بأنها وسيط غير نزيه لكننا نستغرب تشدد القاهرة بعدم فتح الورقة مرة أخري. وأشار إلي أنه لا يزال هناك فيتو أمريكي حول قضية المصالحة، مشددا علي أن حركة حماس لديها قناعة بأن جلسات الحوار التي عقدت في القاهرة كانت بالأساس هدفها من قبل فريق التسوية هو بند الانتخابات لأنه المدخل الذي دخلت منه حماس والذي يجب أن تخرج منه. معربًا عن أن حماس لديها ما يزيد علي الهواجس بأن أبو مازن سيسعي إلي تزييف الانتخابات القادمة - علي حد قوله. موضحا أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أكد رفضه الإشراف كمراقب علي الانتخابات القادمة لقناعته بأنه سيتم تزويرها. وبين الرشق أن جولة حماس في منطقة الخليج كانت تهدف إلي توضيح الأخطاء التي يرتكبها فريق التسوية منذ 18 عاما بسبب الانجرار في هذا الملف وتحذير زعماء المنطقة من إعطاء الغطاء لملف التسوية، مشيرًا إلي أن هذا الأمر هدفه حماية ظهر المقاومة، موضحًا أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أكد أن المبادرة العربية لم يعد لها أفق الآن. وحول قضية الجدار الفولاذي قال الرشق: إن قضية الجدار جاءت بعد مشكلة عدم التوقيع علي الورقة المصرية لتزيد من حجم التوتر مع القاهرة، لكن هذا الأمر لا يؤكد أن العلاقات منقطعة كما روج الإعلام، وإن حماس تنظر إلي قضية الجدار بأنها قضية إنسانية بالدرجه الأولي وإنه إذا كان لشعب غزة طريق مشروع لسلكوه، وإن مصر تعلم جيدا أن الشعب الفلسطيني لم يكن في يوم من الأيام مصدر تهديد للأمن القومي المصري بل إنه خط الدفاع الأول عن الشقيقة الكبري مصر، وإذا كانت مصر تتذرع بأن بناء الجدار من أعمال السيادة فعليها ممارسة السيادة علي أرضها بفتح المعابر والطرق الشرعية للشعب الفلسطيني، خاصة أن علامات الاستفهام تزيد حول توقيت التهديدات الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة حاليا بالتزامن مع بناء الجدار. وأضاف الرشق: إن التحليل السياسي المنطقي لدي كثير من الخبراء والساسة أن بناء الجدار في الوقت الحالي هو نوع من أنواع الضغط السياسي علي حماس لانتزاع موقف سياسي منها حول التوقيع علي المصالحة، لكن الكل يعلم أن حركة حماس لا تقبل الضغط لانتزاع مواقف وأنها صمدت تحت نيران العدو ولم تسلم مواقف سياسية وثوابت لديها. وحول قضية الأسري وصفقة شاليط قال الرشق: هناك تراجع من قبل إسرائيل حول ماتم الاتفاق عليه في صفقة شاليط عبر المفاوضات غير المباشرة التي أجراها الوسيط الألماني، وأخبرنا الوسيط الألماني بغضبنا من هذا التراجع. وأكد الرشق أن الصفقة في وقتها الحالي غير مهيأة للإبرام وتحتاج لمزيد من الوقت، مشددا علي أن الحركة لديها معلومات مؤكدة حول استياء أبو مازن وفتح من إخراج البرغوثي وأحمد سعدات لأن هذا الأمر سيحسب انتصارًا لحماس. وأشار إلي أن حماس لديها معلومات عن أن هناك تحركات إسرائيلية لإخراج البرغوثي وسعدات هدية لأبو مازن بعيدا عن الصفقة، وأضاف الرشق: إن السيدة فدوي البرغوثي زارت خالد مشعل وأوصلت رسالة من زوجها بأنه يريد أن يخرج ضمن صفقة حماس وليس بإفراج من الاحتلال لأن الإفراج من قبل الاحتلال في الوقت الحالي سيسيء إلي سمعته.