سادت حالة من الرعب والفزع بين جموع الأقباط بمدينة نجع حمادي أمس، وتردد شائعات عن ورود رسائل من مجهولين علي هواتفهم يحذرونهم فيها من الخروج من منازلهم إلي شوارع المدينة غداً الثلاثاء سواءً للذهاب إلي الكنائس لحضور قداس عيد الغطاس أو للاحتفال بالعيد، وجاءت رسائل ال «S.M.S» التحذيرية بنص واحد علي معظم الهواتف وهو «انتظروا مفاجأة يوم 19 يناير». أبلغ بعض الأقباط الذين وصلتهم رسائل التحذير رجال الكنيسة أولاً قبل إبلاغ الأمن، فطالبهم رجال الكنيسة بعدم الاعتداد بها ووصفوها بالشائعات التي يطلقها بعض صغار العقول ومثيري الشغب، وطالبوا الأقباط بالخروج إلي الكنائس والأديرة لحضور قداس العيد، مؤكدين لهم أن الأمن فرض سيطرته علي المدينة وأصبحت آمنة تماماً. من ناحيته، صرح الأنبا «بيمن» مطران نقادة وقوص ل «الدستور» بأنه يشك في جدية هذه الرسائل ووصفها ب «الإشاعات»، وقال إنه لا يظن إطلاقاً أن يحدث شيء ثانية في نجع حمادي أو في أي مكان في قنا، أولاً نظراً للوجود الأمني الكثيف طوال ال «24 ساعة»، وثانياً بعدما حدث من ردود أفعال المسلمين في جميع مدن وقري محافظة قنا، فقد استنكروا جميعاً حادث عشية الميلاد وذهبوا للكنائس وأدوا واجب العزاء وأعربوا عن استيائهم مما حدث ووصفوه يأنه فعل إجرامي لا علاقة له بالدين، مؤكداً أن أحداً لم يضرب هؤلاء علي أيديهم للقيام بذلك، قاصداً المسلمين في المدن والقري، فالأمر يختلف مع بعض المسئولين الذين جاءوا لتقديم العزاء لرجال الكنيسة ولأسر الضحايا، فالبعض منهم يحتم عليه منصبه القيام بذلك أو من أجل الظهور في التليفزيون والصحف. وأشار «بيمن» إلي أن هذه الإشاعات طبيعية بعد كل الحوادث ويقوم بها بعض الصغار للتسلية فقط لا غير، أما اللواء «محمود جوهر» مدير أمن قنا فقد أكد أن هذه الرسائل «شغل عيال صغيرة» يستخدمون ما يسمي ب «حرب التقنيات الحديثة»، مؤكداً أن الأمن موجود في نجع حمادي ولا يعيرون لهذا الكلام أي اهتمام، فقد وضعوا خطة أمنية محكمة رصدوا فيها كل الاحتمالات، فالأمن مستعد لأي شيء يتبادر لأذهان الناس وسوف يتعامل مع المخالفين بكل حزم فلا تهاون مع من يهدد أمن وأمان المواطنين سواء كانوا مسلمين أو أقباطاً. وفي السياق ذاته، حولت قوات الأمن مدينة نجع حمادي وعزبة تركس ببهجورة إلي ثكنة عسكرية لتأمين قداس عيد الغطاس واحتفالات الأقباط بعد القداس، حيث تمركزت سيارات الأمن المركزي أمام الكنائس ودير الأنبا بضابا أعلي طريق مصر أسوان الزراعي بالمنطقة الجلية، بالإضافة إلي تمركزها أمام مركز نجع حمادي وعلي مداخل ومخارج المدينة وفي الشوارع الرئيسية والميادين، إضافة إلي مضاعفة أعداد الدوريات الأمنية التي تجوب الشوارع والمناطق التي شهدت أحداث شغب وعنف مثل منطقي «السوق والساحل» وشوارع حسني مبارك وبورسعيد و30 مارس و15 مايو بنجع حمادي وعزبة تركس ببهجورة. كما قام رجال أمن الدولة بتوجيه تحذيرات شفاهية لجموع المسلمين والأقباط بعدم التظاهر أو التجمع والتجمهر، وهددوهم بشن حملات اعتقالات عشوائية في حالة القيام بذلك. من ناحية أخري، أصابت حالة الوجود الأمني الكثيف في شوارع وميادين مدينة نجع حمادي المسلمين والأقباط بحالة من القلق والترقب التي دفعتهم إلي إغلاق محالهم التجارية والصيدليات خوفاً من تجدد أعمال الشغب.