«قرار منع بيع الكتب الخارجية هيخلينا نبيع الكتب من الباطن داخل المخازن» بهذه الكلمات بدأ «م.ع» - من أصحاب المكتبات الذين تم القبض عليه أمس الأول في الجيزة بحجة قيامهم ببيع كتب - خارجية حديثه قائلاً إنه يعمل بمهنة بيع الكتب منذ 30 عامًا لم يشهد خلالها قرارًا بمنع بيعها وكأنها محظور تداولها مثل «المواد المخدرة». وأضاف: بعد أن قامت مباحث المصنفات بمداهمة -أمس الأول- معظم المكتبات بالجيزة استولوا علي أكثر من 35 ألف كتاب خارجي وألقوا القبض علينا وتم إخلاء سبيلنا بعد أن وُجهت لنا تهمة بيع كتب خارجية بدون ترخيص من الوزارة مما دفع أصحاب هذه المكتبات لغلقها خوفًا من القبض عليهم مرة أخري. وبسؤال حسن جاد -صاحب مكتبة بالعمرانية- عن الورقة التي وضعها علي باب المكتبة والمكتوب عليها «لا توجد كتب خارجية»، قال إن هذه الورقة تحميه من مباحث المصنفات التي توجد في الشارع بشكل يومي وتقوم بمداهمة المكتبات والاستيلاء علي الكتب الخارجية والقبض علي أصحابها مما يسبب لهم خسارة كبيرة. وقال صاحب مكتبة أخري بمنطقة الدقي إن تاجر المخدرات تطارده مباحث مكافحة المخدرات فقط أما بائع الكتب فتطارده المصنفات الفنية ومباحث التموين والغش التجاري ومديرية الأمن أيضًا، وبسؤاله عن فراغ الأرفف بالمكتبة قال: إن قرار الوزير الأخير بمنع بيع الكتب الخارجية سبب لهم أزمة في بيعها حتي لا يتعرضون للمساءلة القانونية. وأضافت صاحبة إحدي المكتبات بالفجالة أنه ليس من حق الوزارة مصادرة حقهم في بيع الكتب الخارجية وقالت: «إحنا لو بنبيع مخدرات مش هيطاردونا بهذا الشكل»، كما أنني خسرت معظم زبائني الدائمين بسبب عدم وجود كتب خارجية ولم يتوقف الأمر علي الخسارة فحسب ولكن تمت إلقاء القبض علي نجلي واستمر التحقيق معه في النيابة حتي الثانية صباحًا وتم مصادرة الكتب في المكتبة. وتعرض صاحب مكتبة «العلم والإيمان» «يحيي . أ» لحالة استياء مما حدث له بعد أن ألقت المباحث القبض عليه وصادرت جميع الكتب الخارجية بالمكتبة بحجة أنها مخالفة للقانون وأحالته للنيابة وأخلي سبيله بعد دفع غرامة 10 آلاف جنيه، وأضاف أحد أصدقائه أنه لم يباشر عمله بعد خروجه من النيابة تخوفًا من مصادرة ما تبقي لديه من كتب. وأكد صاحب مكتبة «العزيزية» أنه امتنع عن بيع الكتب الخارجية منذ إصدار القرار بمنعها واكتفي ببيع الكتب الدينية قائلاً: وتسبب ذلك في وقف حالنا وتسريح العمال وخراب بيوتنا. وعبر تاجر جملة عن استيائه من قرار الوزير قائلاً: إن هذا القرار أدي لتوقف حركة البيع والشراء و«خرّب بيوتنا وخلانا مشينا العمال اللي عندنا عشان مش عارفين ندفع رواتبهم». وقال صاحب أحد توكيلات بيع الكتب الخارجية «إننا كنا أصحاب مكتبات كبيرة ولدينا تراخيص وتأمينات وسجل تجاري وضرائب وفجأة بقينا حرامية والمباحث بتطاردنا». وأضاف أنه توجد مفاوضات بينهم وبين وزارة التربية والتعليم، حيث قامت الوزارة بفحص الكتب التي يتم طباعتها عن طريقهم وأرسلت لهم الوزارة خطابات موافقة علي إصدار الكتب الخارجية منذ 20 يوليو الماضي مقابل 700 ألف جنيه للمادة الواحدة وبذلك تكون تكلفة المواد تقدر بملايين قد تتعدي مبلغ 20 مليون جنيه وهذا أمر مستحيل تنفيذه لأن هذه المبالغ كبيرة جدًا بالمقارنة بالمكاسب التي نحققها، فلجأنا لمقاضاة الوزارة للفصل بيننا لأننا لا نمارس نشاطًًا إجراميًا نستحق عليه العقاب. وأضاف آخر أن الوزارة طلبت منهم مبلغ 17 مليون جنيه بعد تقديمهم طلبات لدفع الرسوم مقابل الموافقة علي إعطائهم التراخيص اللازمة لطبع وبيع الكتب الخارجية. وأكد مسئول بيع كتب أن حرب الوزير علي الكتب حرب زائفة لأنه صرح في جميع وسائل الإعلام بأن قراره منع الكتب الخارجية لأنها تفسد عقل الطالب، فلماذا إذن صرح ببيع بعض الكتب بعد دفع الرسوم المخصصة لطبعها؟!، فالمشكلة، مادية وليست خوفًا علي عقلية الطالب المصري كما ادعي في جميع تصريحاته، وأضاف أن قرار الوزير قد يجعل الكتاب الخارجي سوقًا سوداء فالكتاب الذي يتم بيعه بسعر 13 جنيهًا يباع «تحت بير السلم» ب 75 جنيهًا وهذا قرار خاطئ. قال «أ.ح» - أحد أولياء الأمور- إنه رأي المكتبات خاوية من الكتب الخارجية وكل مكتبة تعلق لافته «لا توجد كتب خارجية، وهذا من أغرب الحالات التي تشهدها المكتبات التي تمارس نشاطها ببيع الكتب الخارجية، وأضاف أنه كلما ذهب ليسأل عن كتاب خارجي يجيبه صاحب المكتبة بتخوف «اقرأ اللافتة». وتضيف ربة منزل أنها جلست أمام مكتبة منذ الخامسة فجرًا وحتي الثانية عشرة ظهرًا في انتظار شراء كتاب لأحد أبنائها وهو ما لم تفعله مطلقًا في أحد طوابير الخبز. وقال أحد أولياء الأمور بأنه قام من الساعة الرابعة عصرًا حتي الساعة الثانية مساء يحاول شراء كتاب «BiT by BiT»لابنه في المرحلة الثانوية ولم ينجح في العثور عليه وكلما يذهب لإحدي المكتبات يجيبه صاحبها «ماببعش كتب خارجية». وأضاف أن قرار الوزير بمنع بيع الكتاب الخارجي بالمكتبات سوف يؤثر تأثيرًا سلبيًا في قدرة أبنائنا، لأن الكتاب المدرسي مهما طور نفسه لن يكون مثل الملخص.