مرت عشرون سنة علي رحيلك يا رسول الحب ومفكر ثورة يوليو 1952.. مازلت أبكيك وأتذكرك حتي اليوم. تبنيتني عام 1942 يتيمة الأب، ولكني لم أشعر باليُتم المرير طوال احتضانك لي ووجودك في الدنيا.. ولكني الآن أمتلئ بهذا الشعور كلما أبحث عنك وعن إنسانيتك وعن نشاطك الصحفي وحملاتك العظيمة مثل «الأسلحة الفاسدة» وكتاباتك وتمهيدك لخلع «فاروق الأول » بثورة بيضاء.. كنت تحنو علي الناس جميعا، خصوصاً تلاميذك الموجودين وزملائك في العمل الشاق.. دون أن يشعر أحد غيري أنك ترد جميل والدتي التي احتضنت شقيقتها الصغيرة اليتيمة «لولا» زوجتك الحبيبة، خالتي وصديقتي التي أفتقدها، كما أفتقدكما معاً. بوجودي معك في العمل لمدة 48 سنة في «روزاليوسف» و«أخبار اليوم» و«الأهرام» دخلت عالماً حافلاً بالمشاهير مثل السيدة فاطمة اليوسف وأحمد بهاء الدين وكامل الشناوي ويوسف إدريس وإسماعيل الحبروك ومحمود أمين العالم ومحمد عودة وكامل زهيري وحسن فؤاد وفتحي غانم وعبد الغني أبو العينين وجمال حمدي ومصطفي الحسيني وجلال كشك وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وصاروخان وطوغان وجورج البهجوري ورجائي وأنيس وصلاح جاهين وصبري موسي وزينب صادق ونهاد جاد ثم مصطفي أمين ومحمد حسنين هيكل وأحمد رجب ونعم الباز وسونيا دبوس ومحمد تبارك ونجيب محفوظ والعزيز جداً توفيق الحكيم والسيد الفاضلة الصديقة الحبيبة «بنت الشاطئ» ومصطفي بهجت بدوي وصلاح طاهر وسناء البيسي والعزيزة أفكار الخرادلي وأعظم المصورين حسام دياب ومحمد عبد المعطي حجازي.. تصوروا كل هؤلاء احتضنتهم وأنا معهم بفنه ووطنيته وإصراره علي المبادئ وأخلاقياته وتسامحه اللامتناهي.. يا رسول الإنسانية. ابنتك أو سكرتيرتك أو «نصف عقلي» .. كما سميتني