بدأت بعد فجر اليوم (الجمعة) التاسع من ذي الحجة مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، وذلك بالتزامن مع يوم وقفة عرفات. وتستمر عملية تغيير كسوة الكعبة حتى صلاة الظهر من نفس اليوم، ويشارك فيها 86 شخصًا من العمال والفنيين والصناع، وذلك بتكلفة 22 مليون ريال جريًا على عادة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام. ومن المقرر أن يتم إنزال الكسوة القديمة، وإبدالها بالكسوة الجديدة المصنوعة من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة. وتستبدل كسوة الكعبة المشرفة باستخدام سلم كهربائي يثبت على قطع الكسوة القديمة على واجهاتها الأربع، ثم تثبت القطع في 47 عروة معدنية موجودة في كل جانب ومثبتة في سطح، ليتم على إثرها فك حبال الكسوة القديمة وتقع مكانها الكسوة الجديدة. ويقوم الفنيون في مصنع الكسوة بتثبيت قطع الحزام فوق الكسوة فى أربع قطع ومجموعها 16 قطعة، بما يوازي نحو 47 مترًا وست قطع تحت الحزام، ومن ثم تثبيت أربع قطع صمدية كتب عليها "قل هو الله أحد الله الصمد" على الأركان، و12 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين الجهات الأربع، وقطعة أخرى يتم تركيبها فى ستارة باب الكعبة المشرفة، إضافة إلى أربع قطع أعلى ركن الحجر الأسود، فيما يبلغ وزن الثوب كاملاً ما يقارب الطن. كسوة الكعبة مطرزة من قماش الحرير الطبيعى الأسود السادة، وحروفها مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، وتتكون من "16" قطعة فى كل جهة من جهاتها الأربع 4 قطع موصلة مع بعضها بعض، ويبلغ طول محيط الكعبة 47 مترًا تقريبًا وهو طول حزام الكعبة، وعلى قطع الحزام آيات قرآنية بالخط الثلث المركب مطرزة حروفها بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وأشارت وكالة الأنباء السعودية، إلى أن هذا التقليد يعود إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث تعد كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام بها، والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام، إلا أن المؤرخين تباينت رواياتهم التاريخية حول أول من قام بكساء الكعبة منذ أن بناها سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، فمنهم من قال إنه إسماعيل عليه السلام، وآخرون قالوا عدنان بن آدم عليه السلام، وقيل إنه تبع أسعد أبو كرب ملك حمير، وهو المرجح لدى العديد من المؤرخين على اختلاف بينهم في الفترة التي كسيت فيها. جدير بالذكر أن مصر كان لها شرف صناعة كسوة الكعبة المشرفة أو "المحمل المصري" كما كانت تشتهر منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث يتم نقلها مع فوج الحجيج الخارج من مصر في احتفال كبير لأرض الحرم، وظل حتى حكم جمال عبد الناصر عام 1962، ثم نُقلت الصناعة للمملكة العربية السعودية.