مساء أمس الثلاثاء تم حفل التوقيع الأول لرواية " امرأة خائفة" للكاتبة الصحفية "سلوى علوان" ، والذى حضره لفيف من كبار النقاد والأدباء والفنانين وجمهور غفير من محبى الثقافة والأدب فى مصر ، وشهد الحفل مداولات نقدية جذابة حول مضمون رواية "إمرأة خائفة" ، وأستمتع الحضور بنقاشات ثريّة أسهمت فى فتح آفاق الإبداع الثقافى ، وهو ما أشار للإضافة التى صنعتها "الرواية" للمكتبة العربية ، وبزوغ نجم "سلوى علوان" فى سماء الثقافة العربية كأديبة وروائية تستلهم إبداعها من واقع القضايا العربية وقدرتها على التعمق داخل النفس البشرية ووصف المشاعر الإنسانية بطريقة تستحق العرض بالسينما والمسرح والتليفزيون كما تحول حفل التوقيع إلى احتفالية صاخبة بمناسبة فوز الكاتبة سلوى علوان فى مهرجان الألف شاعر وأديب كأفضل روائية عربية لعام 2014 . نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين برئاسة "حنان فكري" ندوة لمناقشة رواية 'امرأة خائفة' الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة "سلسلة حروف" وبحضور الناقد الدكتور "مدحت الجيار" والكاتب الروائي الكبير "فؤاد قنديل" والناقدة والروائية "نفيسة عبد الفتاح" ، كما حضر اللقاء "فهمى نديم" رئيس مؤسسة النديم لحقوق الانسان ، والناشط السياسى مستشار التحكيم الدولى "سامح الجندى" .
وقام الشاعر "طاهر البرنبالي" بإدارة الندوة مقدما فقرات من قصائدة ، ثم افتتحت الكاتبة "سلوي علوان" بقراءة فقرة من الرواية ، وقد استهل الناقد د."مدحت الجيار" رؤيته النقدية عن الرواية بأن المؤلفة عدلت في ذاكرته ميزان الكتابة وجعلته مستبشراً بغد أفضل حيث اختارت الكاتبة طرق متعددة للكتابة وسارت ممسكة بأطرافها إلي النهاية ، موضحا سيطرة ضمير "الأنا" علي الرواية وأن الكاتبة استخدمت طريقة المذكرات كأنها تكتب مذاكرتها الشخصية وتخفيها ثم تعيد استدعاءها وإظهارها كما استفادت من مهنتها "كصحفية" في طريقة التحقيق الصحفي فجمعت الخبرات والمعلومات التوثيقية ، مؤكدا أن الرواية بها عدة مستويات من الكتابة كل واحدة تصب في الطريقة الأخري .
وأكد "الجيار" أن الكاتبة كانت تمسك القلم بعنف تسرد الاحداث بقوة وتمكن كما رأي أن كل امرأة مرت في الرواية من بدايتها حتي النهاية كانت خائفة سواء ابنة أو أم أو جدة وفي كل مرة تحرم من حقوقها وهنا تسرد لنا الكاتبة الاحداث التي تمر بها منتقلة إلي أسلوب التحقيق حين تخرج إلي مناطق الأزمات في العالم العربي بيروت ثم غزة وبغداد، مؤكدا أن الصحفية أنقذت الكاتبة فمدتها بحقائق عن الصراع الدائر في المناطق الملتهبة إلا أن الكاتبة ساعدت الصحفية بالخيال والصور مشيرا إلي أن ماكتب في الرواية من أشعار لجاهين وجويدة كان لايمكن تصور الرواية بدونها خاصة وأنها تصور الاحداث وتتماشي تماما مع اللغة الشاعرة للكاتبة. وقد بدأت الناقدة والروائية "نفيسة عبد الفتاح" رؤيتها النقدية بقراءة خاتمة الرواية التي اعتبرتها دليلا علي استمرار الهموم والمشكلات وأكدت أن النهاية المفتوحة هي النهاية الوحيدة المقبولة لعمل روائي مماثل حيث سارت البطلة وسط تعرجات الأرصفة وتلاشت في الزحام ، وعنونت "عبد الفتاح" دراستها حول الرواية ب'امرأة خائفة تمتلك القدرة علي اتخاذ القرار'. واستهل الروائي "فؤاد قنديل" كلمته بالوقوف تحية للسادة الحضور لما رآه من شغف وحب للثقافة والأدب وأضاف "قنديل" أن الرواية جذبته وأن أول ما جذبه فيها اللغة التي تعد البطل في الرواية ثم قرأ فقرة من الرواية في صفحة '50' عدها من السمات الطيبة التي استلفتته في الرواية مشيرا إلي طريقة الكتابة التي تناولت المناطق الساخنة لتملك مداخل القصة حيث اختارت الكاتبة أسلوب تيار الوعي في حين أن الكتابة في الأصل تعتمد علي تيار اللاوعي مشيرا إلي وجود التناص الذي خلق حالة من العمق للإحساس واستخدام ضمير الأنا الذي نقل إلينا الصدق المنبعث من النص. كما أشاد باستخدام التراث الشعبي والفلكلور المصري الذي ميز الرواية بالحس المصري مؤكدا انها لو ترجمت إلي اي لغة فسيعرف علي الفور أنها رواية مصرية. وقد شهدت الندوة حالة صاخبة من الحماس للرواية والتفاعل الإيجابي والتواصل بين جمهور الحاضرين والمنصة وألقى بعض من الحضور كلمة أعرب فيها عن تميز الرواية وإستخرج كل منهم ما أعجبه من مقتطفات إبداعية، تحول حفل التوقيع من "العاصفة النقدية" الى إحتفالية رائعة بالكاتبة سلوى علوان، وفى نهاية اللقاء قامت الكاتبة الصحفية "سلوى علوان" بتوقيع الإهداء الخاص من كتابها للضيوف الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بالرواية .