انتقد الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الانتخابات التي جرت في إثيوبيا الأحد الماضي، وقالا إنها لا ترقى إلى المعايير الدولية، في حين دعا رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي المعارضة والمجتمع الدولي إلى القبول بنتائج الانتخابات. واتهم الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مايك هامر السلطات الإثيوبية "بفرض قيود" على هيئات المراقبة المستقلة و"مضايقة" ممثلي وسائل الإعلام المستقلة، وقال إن هذه الممارسات أثرت سلبياً على الانتخابات. وأضاف هامر أن الولاياتالمتحدة "قلقة" لكون المراقبين الدوليين وجدوا أن هذه الانتخابات لم ترق إلى مستوى المعايير الدولية، مؤكدا "خيبة أمل" البيت الأبيض لأن السلطات الإثيوبية لم تسمح لمسؤولين أمريكيين بالسفر خارج العاصمة أديس أبابا لمراقبة سير عملية الاقتراع. وقد فاز حزب الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، الذي يتزعمه زيناوي ب499 مقعدا في 536 دائرة تم فرز أصواتها ، حسب النتائج الأولية التي أعلنتها لجنة الانتخابات. علما بأن مجموع مقاعد البرلمان يبلغ 547. من جانبه، قال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات الإثيوبية ثييس برمان إن الفرق لم يكن واضحا بين الحزب الحاكم والهيئات المشرفة على الانتخابات في كثير من الأماكن بالبلاد. وأضاف أن المراقبين الأوروبيين لاحظوا "استغلالا لموارد وتجهيزات الدولة في الحملة الانتخابية"، واعتبر أن هذه الانتخابات "لم تستجب للمعايير الدولية"، وخاصة فيما يتعلق بشفافية العملية وتساوي الحظوظ بين كل الأحزاب. وقال برمان إن الانتخابات "مرت في أجواء هادئة"، على الرغم من أن بعثة المراقبين الأوروبيين تلقت شكاوى عن أعمال عنف ومضايقات. وقد احتفل الآلاف من أنصار الحزب الحاكم بالفوز، وخرجوا إلى شوارع العاصمة محتجين على ما سموه تدخلات أجنبية في الانتخابات. ودعا زيناوي المعارضة والمجتمع الدولي إلى الاعتراف بنتائج الانتخابات، وحذر معارضيه من "إثارة الفوضى"، وأكد أن الشعب "بعث رسالة واضحة إلى المعارضة". ووعد بالتشاور مع المعارضة في القضايا الوطنية، وخاطب زعماءها وهو يتحدث أمام حشد كبير من مؤيديه في العاصمة أديس أبابا "نحن نعد بأن نتشاور معكم في القضايا الوطنية حتى لو لم تكن لكم أي مقاعد في البرلمان، نحن نعتبركم جزءا مهما من هذه النهضة". ودعا زيناوي المعارضة إلى القبول بالنتائج، وألا تكون "أدوات في أيدي قوى خارجية ليس لها الحق في أن تنصب نفسها حكما" على الانتخابات الإثيوبية. وانتقدت المعارضة نتائج الانتخابات واعتبرت أنها مزورة، وأكدت أن الحزب الحاكم أشرف على كل خطوات العملية بما فيها فرز الأصوات. وقال هيلو شاويل، وهو أحد قادة المعارضة، إن نتائج الانتخابات لم تكن شفافة، وإن الكثير من الذين احتفلوا بإعلان فوز الحزب الحاكم لم يكونوا من مناصريه وإنما تلقوا أموالا مقابل المشاركة في المسيرة.