حادثة الاعتداء على كنيسة العذراء بالوراق مساء أول من أمس، ومقتل أربعة وإصابة أكثر من 18 شخصا لقيت استنكارا شديدا من جانب الأحزاب السياسية التى سارعت بتسجيل موقفها من الحادثة، مؤكدة أن جماعة الإخوان المسلمين تقف وراءها لإحداث فتنة طائفية فى المجتمع.
عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور، قال إن الاعتداء الإرهابى على حفل زفاف بكنيسة السيدة العذراء دليل على أن أعداء مصر هم من يحزنون لفرحها ويشمتون فى حزنها وألمها، مضيفا أن ضربات أعداء مصر استهدفت الأمن والاستقرار والاقتصاد، واليوم تستهدف السِّلم الاجتماعى بافتعال فتن طائفية.
موسى قال فى بيان له أصدره أمس «لقد وعينا دروس التاريخ القديم والحديث جيدا، ومن يُقصون أنفسهم بأفعال الكراهية ضد الوطن وأبنائه سوف يدفعون ثمنا سياسيا باهظا، من لا حرمة لديهم لمسجد أو كنيسة، من لا قدسية عندهم لروح أو دم، من لا انتماء لهم لتاريخ أو ثقافة، أو ولاء لوطن أو علم، هؤلاء هم أعداء مصر». رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الدكتور محمد أبو الغار، أدان ما وصفه بالعمل الإجرامى الدنىء على كنيسة السيدة العذراء مقدما تعازيه إلى الكنيسة القبطية وجميع الشعب المصرى، كما طالب بسرعة القبض على الإرهابيين وبتطبيق العدالة الناجزة.
هذا بينما أدان التيار الشعبى ما وصفه بالحادثة الإرهابية التى استهدفت كنيسة السيدة العذراء، مؤكدا أن عمليات الإرهاب الأسود التى تلعب على وتر الفتنة الطائفية لن تنجح فى تمزيق النسيج الوطنى الموحد والذى تجلى بأبهى صوره فى رفض الأقباط تحميل مسؤولية الاعتداء وحرق الكنائس للمسلمين، ووعيهم بأن هذه الاعتداءات هدفها إثارة القلاقل والاضطرابات للوصول إلى أغراض مشبوهة.
التيار قال فى بيان له أمس إنه إذ يشدد على أن الدم المصرى كله حرام بلا استثناء، يدعو المسلمين والمسيحيين، لدرء الفتنة، وقطع الطريق على المغرضين، الذين يسعون إلى الوقيعة بين أبناء الشعب المصرى الواحد. مؤكدا أن الهجوم على كنيسة السيدة العذراء يأتى امتدادا لسلسلة أعمال العنف التى طالت الكنائس ومؤسسات الدولة، وآخرها مبنى المخابرات فى الإسماعيلية، فى إطار مخطط عسكرة الصراع، وقدم التيار التعازى لأسر الضحايا وأمنيات الشفاء للمصابين مطالبا الأجهزة الأمنية بتشديد إجراءات حماية دور العبادة، وسرعة إجراء تحقيق جاد للكشف عن مرتكبى هذه الحادثة الإجرامية الجبانة.
بدوره أدان السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر العمل الإجرامى مقدما فى بيان له تعازيه لأهالى الضحايا والمصابين، مؤكد أن الحادثة استهدفت مصر وليس أقباطها، لأننا نسيج واحد. العرابى قال فى بيان له أمس، إن الأعمال الإرهابية لن تؤثر فى نسيج الوحدة الوطنية فى مصر ولن تحقق أهدافها فى زعزعة
الاستقرار وتهديد الأمن القومى المصرى، وتطور تلك الأعمال الإرهابية سيزيد المجتمع المصرى رفضًا لممارسات تلك الجماعة الإرهابية. حزب التجمع من جانبه استنكر الحادثة وأكد مسؤولية جماعة الإخوان المنحلة عنها وغيرها، إذ هى التى تسعى لإحداث فتنة طائفية تزيد من الانفلات الأمنى الذى يعم البلاد الآن، مؤكدا أن مثل هذه الحادثة وغيرها هى ثمرة مريرة لعمليات الشحن الطائفى التى تقوم بها الجماعات المتأسلمة، وهى ثمرة أيضا للتهاون غير المبرر وغير المقبول إزاء المخطط الإخوانى لمضاعفة الانفلات الأمنى بهدف هز الثقة فى قوة النظام، ومن ثم مضاعفة عمليات الإرهاب والتفجيرات. ويتمدد الانفلات الأمنى بصورة شائنة فى الجامعات فى محاولة مجنونة لغرض انهيار العملية التعليمية كجزء من مخطط تفكيك الدولة.