بطرس غالي: أخذت الدولة المصرية الحديثة بالمواطنة كأساس لبناء هذه الدولة وللتعايش بين أبنائه حسام عيسى: القضية هي الحريات وليس الأقليات.. وقضية الأقباط هي قضية هذا الوطن أسامة الغزالي: المشاركة السياسية ليست مظاهرها في الانتخابات والاستفتاءات بل في الوعي السياسي للمصريين منير مجاهد: تعرف الأقلية على أساس عددي أو مجموعة من الناس منتقص حقوقها لذا تعتبر المرأة أقلية بدأت صباح أمس (السبت) أولى فعاليات مؤتمر "المواطنة والأقليات تحت حكم الإخوان"، الذي ينظمه منتدى الشرق الأوسط للحريات، بمقره في مصر الجديدة، وكانت أولى جلساته بعنوان "المشاركة السياسية للأقليات تحت حكم الإخوان"، وتحدث فيها أستاذ القانون بجامعة عين شمس، الدكتور حسام عيسى وغاب عنها الدكتور محمد أبو الغار والدكتور عمرو حمزاوى وسيد عبد العال والدكتور أحمد سعيد. الدكتور أسامة الغزالي حرب مدير الجلسة، قرأ كلمة مكتوبة موجهة للمؤتمر من الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالي قال إن "الحضارة المصرية من أقدم الحضارات التي ساد فيها نظام شامل كامل للعلاقات القائمة بين الأفراد فيما بينهم، وفيما بين الحكام"، مضيفا "وأخذت الدولة المصرية الحديثة بالمواطنة كأساس لبناء هذه الدولة وللتعايش بين أبنائها. وشاركت مصر الحديثة في بناء النظام الدولي المعاصر ووقعت على العديد من الإتفاقيات والمواثيق الدولية التى رسخت مسائل المساواة والحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والأقليات". موضحا أن "حضارة مصر وتراثها وتاريخها الطويل يعطيها قدرا من الحصانة ضد الخضوع لتنظيمات شمولية". الدكتور حسام عيسى قال "حين نتكلم على الأقيات، فأول ما يطرأ على الذهنية هي قضية الأقباط"، موضحا "الأقباط ليسوا أقلية بأي معنى من المعاني"، وأن المقصود بالأقلية أنها تثير مشكلة بفصلها عن باقي مكونات الوطن بثقافة ولغة مغايرة، وتسمى قضية "الهوية"، مضيفا "لكن الأقباط يتكلمون اللغة العربية، وثقافتهم عربية وشاركوا بدور هائل في صناعة الثقافة العربية، وهم أكبر من ساهم في تجديد اللغة العربية في القرن ال19 وال20". عيسى أشار إلى تصريح وصفه "بالخطير" للدكتور محمد البلتاجي قاله بإحدى الصحف المصرية منذ شهور بأن "الأقباط بدأوا يلعبون في السياسة، ويجب أن يكونوا خارجها"، وأوضح عيسى "معنى السياسة أن تشارك وتأخذ حقك"، مضيفا "الأقباط جزء من مكون الوطن وليسوا أقلية، ومن يقول أن معه الأغلبية هذه حجة وقحة، فهل حزب العمال لما بيكسب الانتخابات في بريطانيا بيغير الموظفين من حزب المحافظين، فالانتخابات تعني أن تدير لمدة وليس تسيطر على الدولة وتقلب كيانها، أو تغير مناهج التعليم وتزيل صورة درية شفيق لأنها ليست محجبة وتكتب أكاذيب لخلق أبطال جدد في الحركة الوطنية ليس لهم علاقة بها". وانهى كلمته قائلا "القضية هي قضية الحريات وليس الأقليات، وقضية الأقباط هي قضية هذا الوطن، وليس هناك قضية خاصة بالأقباط أو قضية خاصة بالمسلمين هي قضية الوطن ككل". منسق مجموعة مصريين ضد التمييز الديني الدكتور محمد منير مجاهد قال في مداخلة أثناء المؤتمر "أختلف في موضوع الأقليات، فكلمة أقلية ليست شتيمة بل هي توصيف لوضع معين"، مضيفا "وتعرف الأقلية على أساس عددي أي مجموعة عددها أقل من نصف عدد مجموعة أكثر منها، أو مجموعة من الناس منتقص حقوقها بشكل واضح وتعد في الأدبيات أقلية لذا هناك من يعتبر المرأة أقلية"، وأوضح "لدينا إيجابيات تحدث عنها الدكتور حسام وهي إن الانقسام الديني لا يتحول لفصل عنصري". مجاهد أشار إلى أن "الأقباط ظلوا يدفعوا الجزية حتى عهد سعيد باشا الذي ألغاها، كذلك ليس لهم حق الدعوة الدينية، فيقبضوا بتهمة التبشير، وهناك وقيود في بناء دور العبادة، ويحدث هذا مع غيرهم من البهائيين والشيعة، ومن يخالف الأغلبية، لذا يجب أن نعترف بالمرض لنستطيع علاجه". الدكتور أسامة الغزالي حرب قال "لقد قفز الإخوان المسلمين متعاونين مع المجلس العسكري على الثورة، وصار الجدال المشهور الدستور أولا أم الانتخابات أولا، وأصر الإخوان على الانتخابات عكس كل القوى الثورية لأنهم أكثر جاهزية"، مضيفا "وأصبح الوضع هو سيطرة الإخوان المسلمين"،وتساءل: هل قامت الثورة المصرية ليحكم حزب واحد بدلا من الحزب الوطني أو لقيام نظام تسلطي فاشي؟.. وهل الإخوان غرباء على الشعب المصري، وقال "مصر تحتاج لحزب سياسي له جذور إسلامية لأن هذه طبيعة الأشياء، ومصر في الواقع تعرف التقسيمات السياسية هي إسلامية، ليبرالية، اشتراكية، وقومية". حرب أضاف "الإخوان المسلمين عوقوا ظهور حزب إسلامي ديمقراطي، يستوعب تراثها الإسلامي المعتدل لصالح جماعتهم، لا شئ اسمه النهضة". لافتا إلى أن "المشاركة السياسة حدث بها طفرة هائلة بعد25 يناير وأصبح المصري بعدما كان يوصف بأنه سلبي فأصبح من أكبر شعوب العالم الثالث مشاركة، وأصبح الوعي السياسي لدى المصريين أعلى بكثير، وليست مظاهره في الانتخابات والاستفتاءات بل تتبدى في الوعي السياسي الذي أصبح عليه المصريين جميعا، وأصبحوا أكثر تجاوبا". وقال "الأقليات في الواقع هي تنقسم لنوعين أقليات دينية وأقليات عرقية، والدينية يقصد بها المسيحيين والبهائيين والشيعة، والعرقية النوبة وبدو سيناء. لا نحب كثيرا تعبير الأقليات لأن مصر معروفة بأنها مجتمع متجانس، لا يعرف الصراعات العرقية ولا مع الأقليات، ولو تحدثنا عن الأقليات يكون من خلال التحليل السياسي، لأننا جميعا مواطنوان في هذا البلد لا فضل لإنسان على آخر، ومبدأ المواطنة هو المترجم للدولة الحديثة الجديرة أن تعيش منذ بدايات القرن العشرين، والمصري لا يعرف التطرف ولا التعصب، مصر هي ملكة الحبل الأوسط والاعتدال والتوازن كما قال مؤرخنا الدكتور جمال حمدان". على هامش المؤتمر قال الدكتور حسام عيسى "في حديثي أقول للإخوان أن اللغة العربية لغة القرآن، المسيحيين هم من جددهوا وأحيوها مرة آخرى"، مضيفا "الإسراع بالانتخابات ليست فكرة المجلس العسكري بل فكرة الأمريكان، وأمريكا تلجأ لأكثر طرف يعادي إسرائيل بشكل شفهي ليقر السلام معها فلا يعلو صوت عليهم، لذا لجأوا إلى الإخوان، وهناك إعادة للتفكير لدى الأمريكان حول الإخوان"، وقال "دخل مصر 10 مليون قطعة سلاح من إسرائيل عن طريق حماس، ودارفور، وليبيا".