إن مصر العريقة التي صنعت الثورة العريقة تحتاج لقوتها العريقة من شعبها العريق لتحقيق مبادئ الثورة العظيمة, وتجميع قواها وقوتها لبناء جسدها من جديد, للتوحيد وليس للتفريق لتماسك جسد مصر ليشد بعضه بعضا, من أجل إستكمال أو ترميم الثورة ومقاومة الثورة المضادة الملوثة, وإفشال مخططاتها للنيل منها, فعلى الشعب المصري جميعا بكل طوائفه وفئاته وأحزابه وأفكاره ومؤسساته وعلى رأسهم شباب الثورة السلميين الأصليين, أن يتكاتفوا في صف واحد, جاهدين على تفعيل مبادئ الثورة.
بأهدافها النبيلة المتمثلة في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية والتنمية الإٍقتصادية, وتفعيل مبدئ (إرفع راسك فوق إنت مصري) لأنه لو لم تتحقق مبادئ ثورتنا سوف لا ترفع في السماء رؤسنا, بل ستحشر في الأرض أنوفنا, لذا لا بد أن نرتقي كشباب الثورة لمستوي المسئولية, وأن يرقى الإخوان المسلمون لتحديات اللحظة الراهنة, وتنسي الهيمنة والسيطرة ومحاولات التمكين والتخوين, ومحاولات التهويش والتشويش والتهميش والتكويش.
ومحاولات الإبعاد والعناد والإستبعاد والإستعباد, ومحاولات النبذ والهمز, ومحاولات المؤامرة والمغامرة والمناصرة, لذا على جميع فئات الشعب كافة وجميع القوى الثورية الشريفة, أن تتوافق قدر الإمكان في كل وقت ومكان, من أجل تحقيق الآمال النبيلة والأهداف الكبيرة والمبادئ الممنوعة والأحلام المشروعة, التي يعلقها الشعب علي شباب الثورة, وأدعو جماعة الإخوان إلي المبادرة بحب ووفاء وإخلاص بصدر رحب وروح تنتصر لشعب مصر والثورة المصرية التي علمت العالم مالم يكن يعلم.
إلي مصالحة شفافة ناصعة بيضاء تسر المشاركين وتسعد كل قوى الثورة كاملة, من خلال الإسراع في الإستجابة لأهداف الثورة وتحقيقا لمبادئ الثورة بصورة ملهمة وفعالة في إزالة أية إحتقانات أو مشاحنات أو مهاترات أو سيطرات ليبق ثوب ثورتنا بيضاء ناصع البياض بعيدا عن أى تدنيس أو تلويس.
الشعب المصري العظيم متيم بثورته ويعشق ثورته, وهذه الثورة الباقية تلامس وجداني وتغذي بنات أفكاري, وتنمي روحي وتعلو من شأن مصريتي, وتحدد مصير أمتي, تلك الثورة الملهمة وذاك الشعب المعلم والقائد لثورتة المجيدة التي أنارت لنا الطريق, وكشفت لنا الصديق, وعبرت بنا المضيق, وأطاحت بشفيق, ومنعت سيطرة الفريق, بضوء بريق.
لإستكمال تاريخ عريق, ومهدت لنا سبيل التغيير, والتسيير والتيسير, لكل مصري بعيش الحدوته المصرية ويسكن فيها وتسكن فيه بكل تفاصيلها بعراقتها وأصالتها وتاريخها وكتابها وأدبائها وأغانيها وشعرائها وشبابها الذي فرض التغيير وأسقط الطاغية, فهل يعقل بعد ذلك كله أن يتعامل الرئيس مرسي وجماعته مع الشعب ونظرته هو وجماعته الإستعلائية وعدم إهتمامه بتطلعات المصريين بتحقيق مبادئ الثورة, ولا بد أن يعرف رئيس الجمهورية محمد مرسي على غير ما يعتقد أنه لا مرد لقضائه ولا مناص لقوله.
مثلما قام بإعلانه الدستوري المشئوم بتحصين قراراته من الطعن ذالك الإجراء الذي ينم بل يفصح عن قدر كبير من الفاشية والطغيان, كما قام بمواجهة المحتجين على الإعلان بالقمع والتنكيل والقتل وبث الدعايات المغرضة ضدهم وإتهامهم بالعمالة كما كان يفعل الطاغية مبارك مع جماعته كأن شيئا لم يكن يحدث, وكأن ثورة لم تقم, وهذه شهادة للمدون محمد مرعي بعد تعرضه للإعتقال والسحل قال فيها: هناك موافقة ضمنية من مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان على ما تقوم به الشرطة من تعذيب وإهانة وقتل المصرين "طالما أن الضحية ليس من جماعتهم" تحت دافع بسط الأمن وأن الضحايا "بلطجية ومأجورين كما قال الرئيس مرسى بنفسه فى خطابه أمام أعضاء الإخوان فى الإتحادية في جمعة الثورة مستمرة – الشعب يريد إسقاط دولة القمع. ويقول أيضا: رغم ضخامة الجرم الذي حدث معي، إلا اننى لا يعنينى سوى الشباب الذي قبض عليه وتعرض للتعذيب والسحل والقمع فى تحت مرأى ومسمع من قيادات الداخلية، فى صورة أشبة بما قرأنا وسمعنا عنه ويحدث فى جوانتانمو.
كلام المدون مرعي أحد الإثباتات على أن مرسي لم يأت لمنح الشعب المصري الحرية ولا صون كرامته وترسيخ دولة المؤسات والقانون بل أتى تلبية لغريزة عند جماعته وهي الوصول إلى السلطة والحكم والتنكيل والتمكين, وأن هناك تنافر كبير بين مشروع الثورة الهادف إلى منح الحقوق وليس الوصول إلى السلطة, فالصراع اليوم هو بين هاذين المشروعين.
وكذلك أحب أن أعرض شهادة المدون براء أشرف في برنامج جملة مفيدة على قناة MBC الذي قال فيها: مشروع النهضة هو عبارة عن جلسات نظمها الإخوان في سجون مبارك في منتصف التسعينات بقيادة خيرت الشاطر وكان هدفها وضع مشروع إصلاحي لحكم مصر وهو مشروع خاص بجماعة الإخوان, لكن الجماعة عندما حكمت لم تقدم أحد من الذي وضعوه بعد رفض ترشيح خيرت الشاطر.
كذالك لم تقم بتعيين أي منتمي لمشروع الثورة أيضا لم تقم بالإكتفاء بطاقم مشروعها من أجل تطبيقه وعقدت الصفقات مع النظام السابق وقدمت بعض أشخاصه لإدارة مصر – أشخاص ليسوا من الثوار وليسوا من الإخوان - أما مشروع الثورة فهو ذالك الشباب الذي عزف عن الأحزاب لإقتناعه أنها لن تقدم جديدا في ظل حكم مبارك, وإنتقل إلى التدوين والحركات الإحتجاجية من أجل التغيير الجذري لمصر وهو الذي دعا للخروج في الخامس والعشرين من يناير2011 ولم يلتحق به مشروع النهضة الوهمي إلا لاحقا, كذالك مشروع النهضة المزييف قام بخيانة مشروع الثورة, وذالك بدعمه التعديلات الدستورية من أجل أن يكتب لاحقا دستوره بنظرته الأحادية, أيضا خلف بوعده أنه لن يقدم مرشحا للرئاسة وقدم إثنين والوقوف مع قتل المتظاهرين وسحلهم, وأضاف المذكور: نستنتج أن أقوال ملهم الثورات جيفارا تصدق في مصر, فالثروة سرقت من النبلاء وأصحاب المشروع الثوري الحقيقي وإتخذها الإخوان مطية لتلبية طموحهم لإعتلاء الكرسي وذالك لكونهم أكثر قوى منظمة في مصر.
إنني على ثقة أن مشروع الثورة قادر على مقارعتهم حتى يحقق طموحه بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية, وذالك عن طريق الوحدة وتجنب التنافر وتكوين كتلة حرجة قادرة على التأثير ومجابهة مشروع الإخوان, وستظل الثورة في مصر مستمرة إلى أن تتفتح أزهار الحرية فالشعب يستحق ذالك. لذا أدعو جميع الأحزاب السياسية, والقوى الثورية, والمعتصمين والمتظاهرين, والإخوان المسلمون, والإسلام السياسي, والشرطة, والمؤسسة العسكرية, والمؤسسة القضائية, وعلى رأسهم شباب الثورة بأن يكون يدا واحدا حتى نعبر النفق المظلم, وعلى الإخوان أن يعترفوا أن مصر لكل المصريين, وسيكونوا عاجزين وحدهم على تحقيق مطالب الشعب ومبادئ الثورة.
لأن مصر مازالت ثائرة وستظل ثائرة، وستبقى ثائرة, وشباب الثورة, يؤكد دوما أن الثورة مستمرة ولن تخسر ولن تنكسر ولن تندثر بل ستكسر كل من يريد لها الكسر والخسران, ونرفض جميعا القمع الذي مازال يتعرض له الشعب المصري رغم قيامه بثورته السلمية التي أجبرت العالم على إحترامها وتقديرها والتعلم منها والتدريس لها, سيزول كل شئ وسيبقى الأمل في شعب مصر وشباب الثورة الحقيقيين لإستكمال ثورته حتى يحصل على حريته كاملة غير منقوصة.