حد اتمنى فى يوم انه يقدم روحه فى سبيل الله؟.. حد فكر انه يكون من الذين استشهدوا وهم يدافعون عن أرضهم وأعراضهم؟.. حد شك فى نيته دى بعض احداث الثورة والإنفلات الأمنى وسأل نفسه هو أنا ليه مكنتش مع اللى فدوا البلد بأرواحهم؟.. حد خاف وراجع نفسه وإتهم نفسه بعدم صدق النية؟.. لو فى حد فكر كده أحب أطمنه واقول له "انت لست وحدك".. نفس الأمنية والسؤال ثم الشك كان عند عدد كبير جدا من الأبناء الحقيقيين لهذا الوطن. كتير جدا سألوا أنفسهم نفس السؤال وفضلوا أيام طويلة مكتئبين وبيلوموا أنفسهم بشدة.. كان لسان حالهم يقول.. أنا بحب البلد دى جدا.. أنا برتعش من الحماس لما اسمع ان بلدى محتجانى.. انا عايش علشان افدى دينى ووطنى بكل ما املك.. طب ليه مكنتش من اللى فازوا بالجنة وتقبل الله سبحانه وتعالى منهم؟. بعض اللى سألوا السؤال ده ربنا هداهم للإجابة الحقيقية عن كل الخواطر الجياشة دى.. ومنهم اللى رد عليا والإجابة ببساطة هى.. أن الله - سبحانه وتعالى - هو علام الغيوب وأنه وحده مدبر الأمر.. ويعلم مستقر الأمور ومستودعها.. الله - سبحانه وتعالى - أراد لنا الحياة كى نعمل.. لأننا مازال لنا أدورا نقوم بها.. لسه مازال عندنا الكثير مما نقدمه للبلد دى.. الله كتب الشهادة فى سبيله لمن أراد لهم بإنتهاء أجلهم وجعل سيرتهم العطرة وقود لنا من أجل أن نستمر فى العمل.. علشان تفضل صورهم وصور تضحياتهم أمامنا فى كل حركة.. لنشعر أننا لسنا وحدنا.. وأنه هناك من تمنى على الله الشهادة قبلنا ومنحه الله تلك المنحة الغالية.. لنعمل ونعمل ونعلم أن الله – عز وجل – لا يضيع أجر من أحسن عملا. مازال الطريق طويل.. علينا ان نقاوم الإشاعات والمهاترات والدخول فى ما يضرنا ويستهلكنا دون أن نشعر.. علينا ان نعمل كل واحد فى مكانه.. نعمل وبجد وفى صمت.. دكتور "معتز بالله عبد الفتاح" كان له تعبير رائع قال مش عاوزين نكون زى اللى ربنا رزقهم بمولود جميل فقعدوا يتخانقوا على الإسم اللى هيسموه له وسابوه بدون اكل أو تطعيم لحد ما مات من الجوع والمرض. جدد نيتك لوجه الله وحده وأعمل.. اعمل بكل جهد وكل طاقة.. وعلق صور شهداء الثورة عندك على الحوائط.. خللى أرواحهم الطاهرة دائما دافع للأمام.. اعمل حتى بدون انتظار اجر مادى زائل.. اعمل واعلم ان الله – عز وجل – لا يضيع أجر من أحسن عملا.. اعمل وقل دائما "ربنا اجعل عملنا كله خالصا لوجهك الكريم, ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيئ". لازم كل واحد بيحب البلد دى يعرف أننا كلنا فى طريق واحد.. كلنا فى منظومة واحدة بنسلم فيها الأدوار لبعض.. منظومة إسمها حب الله وحب ما أمرنا به من حب الوطن... ربنا انر لنا بصائرنا وأمنحنا القوة كى نعمل ووفقنا لما تحب وترضى. وتبقين يا بلادى فى دمى