كنت بحبها بجنون، وصدقت فعلاً إني لقيت اللي أنا عاوزه في الإنسانة اللي هارتبط بيها، ومرّت الأيام والشهور لحد ما حصل بينا علاقة جسدية بس مش كاملة.. أنا عارف إني أغضبت ربنا، وكنا كل فترة نقول مش هنعمل ده تاني؛ ولكن كان بيحصل. حصل بيني وبينها خلافات، والنتيجة إننا انفصلنا عن بعض.. الحقيقة أنا كنت زعلان أول وتاني يوم؛ لحدّ ما سمعت الكلام اللي هي قالته عني، بقيت مستغرب أوي، وكنت باقول لنفسي هو فيه كده؟ مطّلعاني وحش خالص، وبخيل جداً؛ مع إني والله العظيم عمري ما استخسرت فيها حاجة أبداً، وكنت باحكي لها على كل ظروفي.
قالت لي: كل شيء قسمة ونصيب، ومش عاوزين يِدُّوني الشبكة، وعاوزين يدوني ثمنها من وقت الشراء (الخطوبة).. وكنت هاقعد في شقة عندهم، وصرفت عليها، وباسمع كلام وحش في حقي منهم، ومش عارف أعمل إيه؟
احكي اللي كان بيحصل بيني وبينها عشان يتكتموا ومايفتحوش بقهم بكلمة عليّ؟ بس أنا مش عاوز أعمل ده لسببين: أولاً ستر ربنا علينا، ثانياً إن عندي إخوات بنات
أنا كل يوم باسمع إهانتي منهم عن طريق ناس تعرفهم؛ أعمل إيه عشان أخلّيهم يسكتوا؟ أنا مستغرب أوي إزاي فيه بنات بعد ما تعمل اللي عملته مع خطيبها، يبقى سهل عليها إن هي تقول "كل شيء قسمة ونصيب"، هي مش خايفة إن أنا ممكن أفضحها.
roksha
مرحباً بك صديق "بص وطل" التائب الراجع إلى الله بإذنه تعالى، أشكرك بشدة على نُبل موقفك واعترافك بذنبك وإسدائك النصح من خلال عرض مشكلتك، لكل شاب وفتاة يتوهمان أن الخطبة ضمان لإتمام الزواج.
فالخطبة ما هي إلا فترة كَفَلَها لنا الشرع والعرف؛ لنزداد تعرفاً على الإنسان الذي اخترناه لنكمل معه حياتنا، مع التمسّك بحدود الله ورسوله؛ فقد منحانا حق الاختيار؛ مع الاحتفاظ بكرامتنا؛ فلماذا نسلب أنفسنا بدعوى الحب الكاذبة من كرامتنا، وحقّنا في حسن الاختيار، ونيل البركة، والشعور بلذة الوصول للهدف الأسمى، وهو تكوين منزل زوجية سعيد قوامه القرب من الله عزّ وجل.
إذن مَن أغضب الله من أجل إرضاء نفسه، أو نيل رضا مخلوق؛ فلن يجنيَ إلا سخط الخالق والمخلوق، وتأنيب النفس والضمير، وأن فترة الخطبة قد تؤدي إلى التثبّت من حسن اختيارنا أو تفضيل الانفصال.
أعتقد أن هذا هو ما حدث معكما أنتما الاثنان، لقد هانت عليك في البداية، وعاملتها معاملة أبعدتكما عن طريق الله عزّ وجل؛ فاحترام الإنسانة التي سترتبط بها بعقد الزواج لا يكون بعمل علاقة غير كاملة؛ وكأنكما تتفضلان على الحب وتمنحاه وصفاً جديداً لا أعرفه، وبالتالي فقد أبدل الله الحب الذي كان بينكما بكره من نوع خاص.
أعلم جيداً مقدار خطئها؛ فقد كان عليها احترام أسرتها ونفسها وعدم وضع نفسها في هذا الموقف المزري؛ لكن الخطأ الأكبر يقع عليك؛ فالرجل يفكّر بعقله أكثر؛ بينما تتحكم العاطفة والمشاعر في المرأة، وتجعلها أكثر تأثراً بكلمات الحب والعواطف الملتهبة.
غير أني أتساءل: ما هي المشكلة التي كانت سبباً في بُعدكما بعد هذا الحب؟ هل آذيت مشاعرها أو شعرت من خلال حديثك معها أنك تفكّر في فسخ الخطبة، أو تشكّ في سلوكها؟ هل أهنتها بالقدر الذي جعلها تستمتع بإهانتك إلى هذا الحد؟ هل شعرت أنك لم تعد حريصاً على الارتباط بها وأنك معجب بأخرى؟
ما هي علاقتك بأسرة الفتاة؟ وهل الرفض منهم أيضاً، أم أن الأمر مقتصر على الفتاة؟ ما هي مبرراتهم؟ وهل تدخّل أحد أفراد أسرتك لحل الخلافات؟ وما هي خلفيتك عن الفتاة وأسرتها؟ هل هم من النوع المادي؟ أم أن العناد هو المتهم الأول والأخير؟
وبالنسبة لتساؤلك عن وجود بنات "بعد ما تعمل اللي عملته مع خطيبها، يبقى سهل عليها إن هي تقول كل شيء قسمة ونصيب، هي مش خايفة إن أنا ممكن أفضحها"؛ فالإجابة هي: نعم، وألف نعم؛ بل توجد من الفتيات من أنساهن الشيطان أنها أنثى لها كرامة وكبرياء.
وبالنسبة لخوفها من الفضيحة؛ فهي واحدة من اثنتين: إما أنها فتاة سيئة بطبعها وتدرك جيداً مدى حبك لها وحسن أخلاقك، وبأنك لن تفضح أمرها.. أو أنها فتاة تحبك لدرجة تفوق التخيل، وقد جرحْتَها وآذيتها في مشاعرها واحترامها لذاتها؛ فأرادت أن تردّ لك الصاع صاعين، وفضّلت البدء بإلقاء التهم عليك انتقاماً وثأراً لنفسها، قبل أن تفتح فمك بكلمة فيصدّقك البعض.
نصيحتي لك أن تكثر من استغفار الله، وأن تراجع نفسك، وتتعلم من خطئك، ولا تفضح ما ستره الله؛ فمن ستر عورة مسلم في الدنيا ستر الله عورته يوم القيامة.
وأن تدرك أن رضا العبد من رضا الرب؛ فالإنسانة التي أغضَبَت ربك من أجلها، هي أول من آذتك وحرمتك حقوقك.
أعلم أن الشبكة من حقك ما دام أن الرفض جاء من الفتاة؛ لكن موقف الأسرة لا يمكن تداركه بالعصبية والعناد؛ بل حاول أن تُدخل شخصاً حكيماً ذا دين وخلق ليحلّ المشكلة.
أرجو أن تستمع للفتاة وتعرف ما هو السبب الحقيقي لتغيير رأيها، وهل السبب راجع إليك أم للأسرة، أم لشعورها بالذنب والرغبة في تدمير نفسها وحبها؟
وإذا لم تجد جدوى من محاولاتك؛ فاحتسب ذلك عند الله عزّ وجل، واعتبر فقْدَ هذه النقود ابتلاء من عنده تعالى؛ ليختبر مدى رجوعك له، وتمسكك بالطريق الصحيح.. واعلم جيداً أن ما ستره الله لا يجب أن يفضحه مخلوق.