"لا يمكن تجاهل الإسرائيليين في المحافل الدولية.. وإلا فسنُتّهم بالتعصب والعداء للسلام.. فلماذا نطبّق في الخارج ما نرفضه في الداخل". هكذا فسرت الكاتبة الصحفية د.هالة مصطفى لقاءها بالسفير الإسرائيلي شالوم كوهين في مكتبها داخل مؤسسة الأهرام الصحفية.. يرضيك أن يقولوا عنا في المحافل الدولية أننا متعصبون.. أنا شخصيا يرضيني.. لكن د.هالة مصطفى عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ما يرضهاش.. وبما أننا يجب ألا نتجاهل الإسرائيليين في المحافل الدولية ولازم نحضنهم ونبوسهم كي لا نتهم بالتعصب فقد قررت أن تمد الخط للنهاية وتلتقي بهم في مكتبها بمؤسسة الأهرام.. وفسرت د.هالة دعوتها للسفير الإسرائيلي بأننا "نضجنا بدرجة كافية للتعامل مع كل الناس".. فالواضح من تبريرها أنك كلما كنت ناضجا أكثر كلما رحبت بمن يقتلك ويسرق أرضك أكثر.. عموما فقد بدأ الأمر عندما اتصل السفير الإسرائيلي بوزارة الخارجية وعرض عليهم فكرة تنظيم ندوة تتناول الوضع الحالي للسلام في المنطقة، مقترحاً أن تضم نخبة من الكتاب والمثقفين والصحفيين، ونشر الندوة صحفياً، وذلك في إطار الاستعداد لإعلان مبادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر المقبل، واقترح أن يكون تنظيم الندوة والإعداد لها من خلال "مجلة الديمقراطية" التي ترأس د.هالة مصطفى تحريرها.. وبدأت الأزمة مع المسئولين في الأهرام باتصال هاتفي من مدير مكتب الدكتور عبد المنعم سعيد، ظهر يوم المقابلة مع السفير الإسرائيلي.. حيث طلب من هالة لقاء السفير خارج الأهرام والتحجج بموقف الصحفيين العام من لقاء المسئولين الإسرائيليين؛ وذلك حرصا على عدم إحداث انشقاق بين العاملين في مؤسسة الأهرام، لكنها رفضت طلبه. وجدل في الوسط الصحفي ونفت د.هالة أن تكون في تحدٍّ مع الجماعة الصحفية بل لها "وجهة نظرها الخاصة" التي قد تختلف عن الآخرين..
ويبدو أن الآخرين الذين يرفضون وجهة نظر د.هالة عضو الحزب الوطني ورئيس تحرير مجلة الديمقراطية بالأهرام كتير شوية.. فقد أكد مجلس نقابة الصحفيين في اجتماعه الطارئ الذي عُقد يوم الخميس الموافق 17/ 9/ 2009 على رفضه الكامل لتصرف د.هالة مصطفى واستقبالها السفير الإسرائيلي خاصة أن اللقاء تم بمكتبها بالأهرام دون علم أو موافقة إدارة المؤسسة مما يعدّ خرقاً لكل القرارات المتعاقبة للجمعية العمومية لرفض كل أشكال التطبيع المهني والشخصي مع إسرائيل في ظل العربدة والعدوان على الأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان. طبعا أنت شايف إن استقبال السفير الإسرائيلي بترحاب في مؤسسة مصرية عريقة كمؤسسة الأهرام الصحفية هو خطأ شنيع.. ولكن د.هالة تعتبر أن استقبال السفير الإسرائيلي أمر معتاد وليست سابقة؛ فمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الذي كان يرأسه الدكتور عبد المنعم سعيد كثيراً ما أقام ندوات حضرها مسئولون وباحثون إسرائيليون، والدكتور عبد المنعم رئيس مجلس إدارة الأهرام كان من أبرز مؤسسي "جماعة كوبنهاجن" مع الأستاذ لطفي الخولي، وعندما أعلنت "حركة القاهرة للسلام" كان بها الدكتور أسامة الغزالي حرب والكاتب صلاح منتصر. وأنهت د.هالة دفاعها عن نفسها قائلة: "على من ينتقدني أن يسأل السفير الإسرائيلي عمن يجلس معه لتناول العشاء ويقوم بزيارته سرا".. السفير الإسرائيلي "شالوم كوهين" قرر إنه يهيص في الهيصة وعرض على د.هالة الإعلان عن قائمة تضم جميع الأسماء التي سبق لها التعامل معه واستقباله في مكاتبهم بالأهرام.. واضح طبعا إنهم كتير.. وواضح أيضا أن استقبال السفير في المؤسسات القومية المملوكة للشعب أمر عادي.. وختاما.. فد.هالة فخورة بأنها لم تتلقَّ أي توبيخ من الحزب الوطني، وفخورة بأن هناك قائمة كبيرة تلتقي سرا بالسفير لكنها هي تلتقي به علنا.. وتريد أن تكون صريحة وتفعل في العلن ما تقول أن الآخرين يفعلونه في السر؛ لتجعلنا أمام خيارين وهما: إما التطبيع مع الإسرائيليين في العلن أو التطبيع معهم في السر، مع أن هناك خيارا آخر واضحا وبسيطا وهو ألا نطبع معهم لا في السر ولا في العلن ولا في الدنيا ولا في الآخرة، فإن كانت للحكومات ضروراتها فللشعوب خياراتها.. وليذهب كوهين إلى...... إلى حيث يستحق..