أنا عندي مشكلة مش عارفة أعمل إيه وخطوبتي كمان شهر.. أنا عندي 21 سنة، وباحب واحد من 3 سنين، وكل مرة قبل الارتباط الرسمي يحصل مشاكل ونبعد بالشهور كتير، المهم إننا خلاص حددنا ميعاد للخطوبة بعد شهر، بس أنا خايفة أوي رغم إني بحبه. إحنا على طول بنتخانق علشان هو عصبي، بس أنا باستحمل وباعدي كتير، لكن أنا حاسة إنه اتغير الأيام دي، وبقالنا يوم مش اتكلمنا من غير سبب، أنا عارفة إنه بيحبني بس ليه اتغير! ده خلاص اتفق مع أهلي على كل حاجة، وأنا رضيت بكل ظروفه. أنا تعبت أوي ومش عارفة ألغي الخطوبة ولا إيه، نفسي أعرف ليه بقى يعمل كدا.
mylov
صديقتي العزيزة.. هناك مشكلة في فهم حقيقة الحب يا عزيزتي، إنه ليس تخديرا للعواطف لكي نعيش حالة سعادة بضع سنوات ثم عندما يأتي الارتباط الحقيقي نكتشف أننا لا نصلح لإقامة علاقة مشتركة فيها احترام وتفاهم بين الطرفين! العديد من الناس يسيئون فهم المشاعر بحالة النشوى التي تصيبهم في بداية العلاقة، والتي يفرز فيها المخ هرمونا معينا يجعل الإنسان يعيش في مراحل سعادة عالية يشعر فيها بالتحليق في السماء، هذه المرحلة برغم روعتها فهي لا تدوم في أي علاقة؛ هي بداية فقط، بعض الناس ينخدعون بها ويتركون عواطفهم تزيد دون أن يدركون هل تستحق العلاقة هذه العواطف؟ هل هو الشخص المناسب؟ هل تسير العلاقة نفسها بشكل صحيح أم أن هناك وقفات عقلية يجب أن تتم؟ عزيزتي.. المشاعر التي تكون في ذروتها في البداية والتي تقل تدريجيا في أي علاقة حتى تنتهي، هذا هو دورها الطبيعي، لأن لها مرحلة وقتية حتى يتم التجاذب بين اثنين المفترض أن يتم تعويضها مباشرة بعاطفة أخرى لا تأتي إلا بعد الزواج، وهي المسئولة عن مشاعر الأمان والمودة والحب المستقر العميق، وبالتالي فإن طول فترة الحب لا يكون في بعض الأحيان في مصلحة العلاقة إلا إذا حاولا بقدر الإمكان الحفاظ عليها بالالتزام وبالنضج العاطفي وبالتفاهم مع الطرف الآخر والمسارعة في إتمام الزواج بأي طريقة حتى يرضى الله عن هذه العلاقة. فكّري جيدا واجلسي مع نفسك وراجعي شريط حياتك وعلاقتك مرة أخرى، ضعي كل عواطفك جانبا وفكري بعقل وبهدوء، واسألي نفسك: هل يصلح هذا الشخص زوجا صالحا لي، هل هذا ما تمنيته فعلا بكل صفاته وبكل عيوبه وبمميزاته لكي يعيش معي حياة كاملة، إن كان فعلا شخصا مناسبا لك من جهة العقل، لا بد أن تفكري في الطريقة التي تريدينه أن يعاملك بها جيدا واتبعيها أنت أولا مع نفسك، أكنّي لنفسك احتراما شديدا حقيقيا واكتسبي ذلك بالتزامك أكثر مع الله وبالدعاء المستمر وكثرة الاستغفار، وبالتأكيد طريقتك الجيدة في تعاملك مع نفسك سوف تنتقل له. ضعي هذا الهدف أمامك، وفعلا سوف تكتشفين أن تعامل من حولك لك تغير لأن نظرتك تغيرت وثقتك بنفسك الحقيقية جعلتك تفهمين من أمامك بشكل صحيح دون حساسية مفرطة ودون أن تجعلي كل شيء يمر على حساب احترامك وكرامتك، بل تعرّفي على ماذا تعترضي وكيف وذلك بذكاء وبأدب شديد ممزوج باحترام قوي. عليك أن تتفهمي طباعه وتتفهمي الحياة التي أنت مقدمة عليها لأنها مسئولية كبيرة، فهي ليست قصة عاطفية سيكون فيها الحب كما يبدو لك في بداية العلاقة، بل هي مسئولية وهو ملقى عليه عبء ثقيل لتأسيس هذه الحياة، وللتفكير في كيف يوفر التزاماته التي ستبدأ معك مع بدء وجود علاقة رسمية ستحتاج منه إلى التزامات وتعهدات قد تأخذ منه وقتا للتفكير وللحسابات وللتقدير، وقد ينغلق على نفسه للتفكير فيما هو مقدم عليه، لأن الرجل إذا واجهته مشكلة أو هم ثقيل يحتاج إلى بعض العزلة، عكس المرأة التي تحب أن تُخرج ما بداخلها، وهو هنا يحتاج إلى الدعم وعدم الإثقال عليه وتفهم طباعه. فكري في الحياة وفي علاقتك بشكل بعيد المدى قليلا، فكري بعقلك، وحتى تهتدي إلى التفكير الصحيح ثقي أن ما يرضي الله هو ما سيسعدك فاتبعيه وأنت مطمئنة لحب الله لك الذي يريد حمايتك ويريدك عزيزة مصانة، يسعى لك زوجك وهو يقدرك ويحترمك ويحافظ عليك، قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}. بركات الله ستنزل على علاقتك كلما أردت رضا الله عنها حتى على حساب ما تحبين، فما دمتِ تجاهدين لأجل الله سيعوضك بما هو خير، وسيجزلك بكل لحظة تمنيت أن تعيشيها الآن بحب لا ينتمي إلى مرحلة الخطوبة وادخرتها لبعد الزواج سوف تكون لحظاتك أفضل، فمن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه، الأهم الآن أن تركزي على التفاهم بينكما والاحترام والثقة والبحث عن إرضاء الله، هذه هي مرحلة الخطوبة، والحب سيقذفه الله في قلبه لك أضعافا مضاعفة عندما تكوني متمسكة برضا الله، والإنسان عندما يحرم لأجل الله يشعر بقيمة الشيء أكثر بعد ذلك، ويقذف الله سعادة في قلبه غير اعتيادية، أما الانخراط في الحب واللحظات الرومانسية والتجاوز بأي شيء ولو صغير في تلك المرحلة سوف يؤدي إلى تفاقم المشكلات وفقدان البركة، وربما يهدم العلاقة ويفقد كل طرف قيمة التمسك بالآخر والشعور بقيمته.