من المقرر أن تكشف الحكومة الأسبانية عن ما يوصف بأنه أحد أشد الموازنات حزمًا في تاريخها الحالي. وقد حذر ماريانو راجوي رئيس الوزراء الأسباني المنتخب من أن الموازنة سوف تتسم "بالتقشف الشديد". وعليه، فإن الأسواق المالية العالمية لا تزال تشهد اضطرابًا كبيرًا في ظل تزايد المخاوف بشأن أزمة الديون التي تعاني منها أسبانيا والتي خرجت عن السيطرة. وبالأمس الخميس، نشبت مشادات بين قوات الشرطة الأسبانية والمحتجين عقب إجرائهم لإضراب عام من أجل الاعتراض على الإصلاحات الجارية في قطاع العمالة بهدف تخفيض معدل البطالة. وقد تأثرت الطرق البرية وحركة القطارات والنقل الجوي جراء تلك الإضرابات والاعتصامات، فيما انخفضت الرحلات الجوية المحلية والأوروبية لتقل عن مستوياتها المعتدلة. وجدير بالذكر أن أسبانيا، التي تعاني من أعلى مستويات البطالة في أوروبا، تقع تحت طائلة الضغوط المكثفة من قبل قادة منطقة اليورو من أجل تخفيض نسبة العجز الخاص بها. ويرى مراسلون أنه في حالة عدم تطور الموقف على نحو إيجابي، فإن أسبانيا قد تكون بحاجة إلى الحصول على حزمة إنقاذ مالية. وأشار Gavin Hewitt مراسل BBC لدى بروكسل إلى أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة الخفض 35 مليار يورو (أي 46.5 مليار دولار أمريكي، و29 مليار جنيه استرليني)، ومن غير المحتمل أن يتم استثناء قطاعات التعليم والصحة. كما أشار Cristobal Montoro وزير الضرائب والإدارة إلى أن تلك الموازنة قد تكون الأكثر تقشفًا منذ أن أصبحت أسبانيا دولة ديمقراطية. وخلال يوم الأمس الخميس، نشبت صراعات واشتباكات بين قوات الشرطة والمحتجين في ظل وجود مئات الآلاف من المحتجين بشوراع برشلونة ومدن أخرى.