(بعد عشرين عامًا يعود يونس إلى وطنه الذى فر منه، إثر مشاركته فى محاولة اغتيال الحفيد، لكنه يفاجأ بأن كل سنوات النضال ضاعت هباء؛ فهاهم أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم.. يستعين بهم النظام من أجل إيقاف مد التيار الإسلامى الكاسح.. والكتب التى كانت محظورة تباع على الأرصفة.. وصديقه القديم محمود أبو طويلة ارتمى فى أحضان السلطة.. فى حين تحول سلمان، المعلم الشعرى الأول ليونس، إلى داعية دينى يجوب القرى والمداشر).. هذا ما رصده الأديب الأردني أمجد ناصر في ثنايا روايته "حيث لا تسقط الأمطار"، والتي صدرت مؤخرًا عن دار "الآداب" اللبنانية للنشر. تأتي الرواية راصدة لحياة جيل بأكمله، آمن بالأفكار الكبرى، إلا أنه لم يجد أمامه سوى المعتقلات أو الهروب من جحيم الملاحقات الأمنية، لتتلاشى أحلامه؛ لذا استهل ناصر روايته بعودة بطله "يونس الخطاط"، معذبا.. ترسم معاول الزمن آثارها على ملامحه وجسده، بل وعلى الناس والأشياء من حوله، فتنثال الذاكرة المخاتلة، مستحضرة الأماكن والوجوه، والأصوات والروائح، ليري مارد التغيير قد أتي علي المكان، ليصبح مسخًا من التشوهات البصرية. الجدير بالإشارة أن "حيث لا تسقط الأمطار"، تعد الرواية الأولي للكاتب أمجد ناصر، وهو أديب أردني، ويعد واحدًا من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر، كما أنه يشغل منصب مشرف القسم الثقافي في صحيفة "القدس العربي" منذ إصدارها في لندن عام 1989.