أُفسح المساحة اليوم لهذه القصة الحقيقية التى عاشتها وحَكَتها الطبيبة العراقية المقيمة فى بريطانيا علياء الكندى .. تقول الطبيبة:
فى ظهيرة أحد الأيام فى شمال إنجلترا، تَطَّلَب عملى زيارة مريضٍ ثمانينى عاجزٍ يعيش وحيداً فى منزله ولا يقوى على الذهاب (...)
(قدرت أقول كلمتى بالصوت العالى.. ورِزقى على اللى رازق الدودة فى بطن الحَجَر.. لأن الشِعر رَبَّانى وعلّمنى: لا أبلع لسانى، ولا أَجِّز على سنانى، ولا أدهن الكلام ألوان، ولا أقول للقرد يا قمر الزمان) .. هكذا لَخَّص أحمد فؤاد نجم حياته في الدنيا التى (...)
من الفنانين مَن هو أكثر عمقاً وثقافةً من فَنِّه المتواضع.. ومنهم مَن هو علي العكس من ذلك، أي شديد الخواء وأقل كثيراً من الانطباع الذي يتركه فنه عنه.. أما الخلود فلأولئك الذين يتطابقون مع فنهم عمقاً وسُمُوَّاً، وعلي الحجار واحدٌ من هؤلاء.. هو مِرآةُ (...)
كان المرابطون فى ميدان التحرير فى الأسبوع الأول من ثورة يناير يغالبون بَرد الشتاء وغدر الفلول بحلقات السمر الممتدة حتى مطلع الفجر.. معظمهم من المصريين الشرفاء (حقاً) الذين لم ينخرطوا فى العمل السياسى من قبل ولكنهم ضَجُّوا بالفساد الفاجر فلما أومضت (...)
اعتادت القناة الخاصة أن تفصل بين فقراتها بسطرٍ أو سطرين من الأقوال المأثورة عن كبار الزعماء والأدباء والفلاسفة: مانديلا، تولستوى، أحمد شوقى، مصطفى كامل، غاندى.. إلخ.. فوجئ المشاهدون مؤخراً بالقناة تضيف إلى هؤلاء الرموز والأعلام مقالاً كاملاً (...)
كل عامٍ ومصر التي انتصرت في أكتوبر بخير .. ورَحِمَ اللهُ مليوناً من أبنائها (أحياءً وأمواتاً) كانوا قِوامَ جيش النصر.. منهم من قضي نحبَه ومنهم من ينتظر .. لم يُجرموا في حق شعبهم ولم يسرقوا ولم يظلموا ولم يطلبوا لأنفسهم فضلاً ولا استثناءً وعاشوا (...)
كان من السهل على ابن الجهم أن يترك لغة التيوس التى نشأ فى أكنافها إلى لغة الرُقِّى والتحضر بمجرد انتقاله لمدة ستة شهورٍ فقط إلى حى الرصافة على شاطئ دجلة، لأن فى داخله شاعراً .. أما أحفاده فلن ينصلح لسانهم ولو أسكنتهم فى قصرٍ على النيل لأن بداخل كل (...)
اللغةُ وعاء الثقافة ومِرآتها أيضاً .. .. قبل نحو نصف قرنٍ فى مدرسة أسيوط الإعدادية الحديثة، كان مدرس اللغة
العربية الأزهرى الشاب (ولم يزل شاباً مَتَّعَه الله بالصحة)/ محمد عبد الستار الشربينى يشرح لتلاميذ الصف الثانى الإعدادى فى جماعة البلاغة، وهى (...)
من الأفراد والجماعات من يصعد بسُلَّمِ الديمقراطية إلى سُدَّة الحُكم، وما أن يذوق عسلَ السلطة حتى يتحرك ثعبانُ الطمع والغدر فى داخله فيركل السُلَّم كى لا يصعد إليها غيره.. مع أن العاقل مَنْ يعلم أن سُلَّم الديمقراطية ليس مجرد وسيلةٍ للصعود وإنما هو (...)
لعله الخجلُ لا الإهمال هو الذى حالَ دون احتفال مصر باليوبيل الماسى لذكرى واحدٍ من البنَّائين العظام فى تاريخها.. طلعت حرب الذى تمر اليوم (13 أغسطس) خمسٌ وسبعون سنة على وفاته.. وهى مناسبةٌ كانت جديرةً بأن يُحتفلَ بها الاحتفال اللائق على كافة (...)
عندما ذهب الدكتور جلال أمين ليدرس فى جامعة لندن لاحظ أن أسئلة امتحان مادة الاقتصاد تكاد لا تتغير من عامٍ إلى عام .. ذهب إلى أستاذة المادة ليلفت نظرها إلى ما اعتقد أنه خطأٌ (أو تسريب)، فقالت له العالِمة الكبيرة: نحن فى الاقتصاد لا نُغَيِّر الأسئلة (...)
الكلام الساكت هو التعبير الذى أبدعه الأشقاء السودانيون فى الإشارة لذلك النوع من الكلام الذى لا معنى له .. تتحرك به الشفاه والألسنة لكنها فى الحقيقة لا تقول شيئاً .. وتخط به الأقلامُ آلاف المقالات الفارغة التى تملأ الصُحُف ولا تقرأُ فيها شيئاً وكأنها (...)
كان ذلك منذ سنوات.. التقيت أحد رؤساء الشركات العامة الناجحة وعلمت منه أنه فى طريقه للوزير المختص ليطلب منه التصديق على قائمةٍ بأسماء أعضاء مجلس الإدارة الذين يريدهم معه.. طرحتُ عليه عدداً من الأسماء التى تُثرى بخبرتها أى مكانٍ تعمل به.. فإذا بالرجل (...)
جاء فى قرار النائب العام بحفظ بلاغ ازدراء الأديان (يجب التفريق ما بين المناقشة العلمية المصحوبة بحسن النية، وخلافها المقترنة بالزراية والإهانة والطعن أو التحقير، ذلك أن الجدل - وإن كان محموماً - فى بعض المبادئ المقررة فى دينٍ أو مذهبٍ مُعترَفٍ به لا (...)
كُلّما تَتَالَت الأنباءُ المُخزيةُ عن مهازل الغِشِ ، تذَكّرتُ الفريق محمد إبراهيم سليم مُنشئ الكُلية الفنية العسكرية وأَحَدَ البنائين العِظام فى تاريخ مصر وَتَرَحّمتُ عليه .. وقصةُ الكلية الفنية العسكرية مَلحمةٌ تستحق أن يُفرَدَ لروايتها مساحةٌ أكبر (...)
يمتلئ تاريخنا العربى بالمساخر كما يمتلئ أيضاً بالمفاخر .. ومن المفارقات أن هذه تنبع أحياناً من تلك .. من مساخر الجاهلية تلك الحرب الضروس التى قامت فى نجد بين قبيلتى عبسٍ وذبيان وعُرِفت باسم حرب داحس والغبراء واستمرت أربعين سنة (!) ..
أما داحس (...)
أتحدث عن تجربةٍ شخصية.. وعن صحفيين عايشتُهم يستحق كلٌ منهم تاجاً على رأسه لأنه تاجٌ على رأس الوطن .. فى مطلع 2006 كان كاتب هذه السطور عضواً بلجنة تقييم عمر أفندى وكان على وشك الانسحاب من اللجنة حتى لا يشارك فى مهزلةٍ بدت ملامحها فى الطريق.. لم (...)
الحمد لله على نِعَمِه التى لا تُحصى .. حَفظنى من توابع جلطةٍ فى القلب أُصِبتُ بها وعِشتُ معها دون أن أدرى أحد عشر يوماً إلى أن ذهبتُ إلى مركز سلمان الدبوس للقلب فى الكويت قبل ساعاتٍ من سفرى للقاهرة فاحتُجِزتُ ثلاثةً وثلاثين يوماً، أُجريت لى خلالها (...)
كُلُنا يسترجع بفخرٍ وحنينٍ مشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خطيباً على منبر الرسول عليه الصلاة والسلام فى المدينة، يَحُضُّ الرعيّةَ على استخدام حقها فى النقد والتقويم، فإذا بأعرابىٍ يُقاطعه بقوةٍ وصدقٍ قائلاً (والله لو وجدنا فيك اعوجاجاً (...)
(إن الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَفَحُّش) حديث شريف... قَبْلَ رُبع قرنٍ، كان المصريون يردون (غيرَ مُصدقين) قاموس الشتائم التى يرددها وزير الداخلية زكى بدر (غَفَرَ اللهُ له) فى مؤتمراته (الجماهيرية) غير المُذاعة إعلامياً.. بدأ الرجلً فُحشَه بسَبِّ (...)
هذا مقالٌ ثقيلُ الظل وفى غير وقته بالنسبة لكثيرين .. إذ أبدو كمن يقذف كُرسياً فى كلوب مهرجان اللصوص المُقام منذ إصدار قانون التصالح معهم .. بعد حملةٍ إعلاميةٍ كاسحةٍ أُنفِقَت فيها المليارات .. لم تترك شريفاً إلا ولَوَثَّته ولم تترك لصاً إلا وألبسته (...)
يمتلئ فضاؤنا بأكاذيب من كل نوعٍ وفى كل اتجاهٍ .. بعضُها مفضوحٌ وبعضُها مَحْبُوكٌ .. أَسوأُها تلك الأكاذيب الأمنية المُسَرَّبة التى لم تَترك شريفاً ولا مُعارِضاً ولا رمزاً من رموز يناير إلا وشَوَّهَته .. لكن أحقَرَها على الإطلاق تلك التى تُلَوِّثُ (...)
كان مجتمع المدينة المنورة نموذجياً، تآخى فيه المهاجرون والأنصار فى كل شئ .. لكنه كان أيضاً مجتمعاً بشرياً لا ملائكياً، لا بد أن تحدث بين أفراده مشاكل المعاملات العادية بين البشر، التي تظل عاديةً إلى أن تعبث بها يدٌ عن قصدٍ أو جهل .. مِن ذلك ما حدث (...)
من الأقوال المأثورة للدكتور طه حسين تَحدُثُ فى مصر أمورٌ لم يسمع بها أحدٌ من أهل الأرض.. فى سنوات مبارك الأخيرة صار عُرفاً أن يقوم رؤساء المؤسسات العامة بتقديم هدايا عينية باهظة الثمن من المال العام إلى كبار المسئولين فى الدولة.. وكان المسئولين (...)
أَستأذنُ الدكتور/ أيمن الصياد فى اقتباس المشهد التالى الذى جاء فى إحدى مقالاته ليكون مدخلى للموضوع (فى فيلم «فاطمة» للسيدة أم كلثوم مشهدان فى قاعة المحكمة، يحكم القاضى فى أولهما كما تقضى قواعد العدالة بما توافر له فى ملف القضية من أدلةٍ، فيُدين (...)