حينما بلغت نادية سعيد الثامنة من عمرها، جلست معها والدتها، أخبرتها عن مستقبل جميل ينتظرها، لكنها لن تبلغع إلا عبر كتاب واحد عليها إتقان حفظه وفهمه. أمسكت نادية القرآن، لم يكن الأمر يسيرًا على النرويجية الصغيرة حتى مع معرفتها شيئًا من العربية بحكم (...)
خفق قلب "محمد الهاشمي جالو" بقوة بينما يغادر منزله في جامبيا غربي إفريقيا، تحرك الطفل البالغ من العمر حينها 9 سنوات أمام والده بخطوات مرتبكة في طريقه إلى مدينة سانت لويس، الواقعة على الحدود السنغالية الموريتانية، استجابة لطلب عائلته من أجل حفظ (...)
في كُل مكان داخل مدينة كولخ بوسط السنغال كان محمد المصطفى نيانغ يبحث عن شرائط وتسجيلات الشيخ محمود خليل الحصري، للاستماع إلى تلاوته للقرآن الكريم، يجلس بجوارها لساعات منتشيا بالصوت والطريقة "أكثر التسجيلات التي كنت أسمعها وأركز في أداء القارئ (...)
منذ طفولته يلجأ "مصطفى بن رجب علي" إلى القرآن الكريم حتى يطمئن قلبه، يجد راحته في الإمساك بالمصحف الكريم وتلاوة السور القرآنية، يبتعد بتلك الخطوات عن ضجيج الحوادث الإرهابية التي لا تتوقف في مسقط رأسه بمحافظة هرات غربي أفغانستان، لذلك اختار مبكرا (...)
صورة الغلاف- مصطفى الشيمي:
تصميم- أحمد مولا:
رسالة لم يخفت بريقها. كأنما يتجدد الوحي كل عام فيخرج مَن يُكمل المسيرة. أناس يحملون الكتاب بيمينهم وقلوبهم، يرثون بلالًا في عذوبة صوته، ويرجون نصيبًا من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه "كان خلقه (...)
تصميم غلاف-أحمد مولا:
بعد انفجار بيروت، 4 أغسطس المنصرف، حلّت عتمتان؛ واحدة انطبقت فوق الرؤوس وأخرى سكنت النفوس، تبدلت تفاصيل الحياة بعد تفجير 4 أطنان من نترات الأمونيوم، في لحظات صار كل شيء تحت الركام، انطفأت المباني ومعها ذكريات لأناس كانوا في (...)
ما هي إلا دقائق. أغلق أمين الزاهد الهاتف مع أسرته ثم غاب؛ وقع الانفجار ومعه جميع العاملين في مرفأ بيروت، انطبق المكان على مَن فيه، علم الأهل بما جرى في وجهة عمل الزاهد، وعلى الفور ذهبوا لموقع الكارثة، الزوجة والأشقاء الأربعة، ظنوا أن المصاب لن يبلغ (...)
تصوير- عدي دعيبس:
حين تصبح على أرض محتلة، فأنت لست بأمان ولو كنت في تجويف صخر، كل شيء يُعتبر جريمة محتملة بقانون الاحتلال. لنحو شهر يعيش أحمد عمارنه وأسرته في رعب؛ لم يمنع احتماء الفلسطيني وأسرته بالجبل من ملاحقة القوات الإسرائيلية، في نهاية يوليو (...)
تصوير-عبد العفو بسام:
لم يكن للقلق مكانًا في قلوب أهالي مدينة القدس المحتلة من انتشار فيروس كورونا، بقدر خوفهم من توقف الصلاة داخل المسجد الأقصى، أن تخلو قبلتهم وعمود معركتهم الرئيس مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن وقع ما تحاشوه، مع زيادة التشديدات (...)
حملت هند حقيبة يدها، وبينما تغادر الصيدلية، توقفت عند الباب تتبادل الحديث مع رفاق عمل الفترة المسائية، أخذت الشابة تخرج وتعود حتى مازحها زميلها "أنت مش عايزة تمشي ولا إيه". كانت الساعة تقارب الثامنة مساءً حين دبت الحركة في المكان؛ يجلب جورج إسحاق (...)
أجواء حماسية، عيون تتابع مباراة الدور الثامن في واحدة من أهم بطولات الاسكواش "ويندي سيتي" الأمريكية، غير أن اللاعبين ليسا تقليديين، ليس لكونهما يحملان تصنيفًا عالميًا، لكن لما يربطهما من صلة دم. مباراة وصفها لاعب الاسكواش مروان الشوربجي أنها "أكثر (...)
رسوم - رنا أسامة:
زحام، جو خانق، وجوه بائسة، النظرات شاخصة تجاه خط السير المُلصق أعلى البوابة، بعضهم يدفن وجهه في جريدة، وآخرون يكسرون الملل بهواتفهم الذكية، وقبل أن يصل القطار إلى إحدى محطات خط حلوان، تندفع سيدة خمسينية إلى العربة، تحمل بيديها (...)
بخطوات بطيئة لا تتسق مع عمره، اقترب الشاب العشريني "محمد عويضة" من منزله في غزة، غضب مكتوم يعلو ملامحه، حالة من التيه تتملكه، من دقائق كان قد أغلق حديقته بخان يونس، بعد نَقل حيوانات الحديقة إلى خارج البلاد، وسط اتهامات له من الأهالي بتخاذله وعدم (...)
أمام معرض للسيارات بشارع عمرو بن عبدالعزيز في حلوان، جلس صاحب المعرض برفقة عدد من أصدقائه، يكسرون ملل الدقائق الأولى من منتصف الليل بالأحاديث الخاصة والعامة، في الجانب المقابل وقفت سيارة أجره تابعة لمباحث حلوان، خرج منها أحد أفراد المباحث مداعبًا (...)
في الحديث عن فلسطين، لا تتوقف الكلمات عن مَن قدموا ولا زالوا يبذلون ما استطاعوا، ليذودوا به عن الأرض المسلوبة، في شتى المجالات يضربون بأيديهم الأبواب، معلنين بقاء موطنهم مادام بنَفَسّ أهله بقية، بين الحين والآخر يبتل الريق بسيرة فلسطيني، يبزغ في (...)
القتل بات خبرا اعتياديا، الدماء صارت منظرا مألوفا، في شتى بقاع العالم، بين تفجير هنا، وإعدام هناك، يد خبيثة تمتد في لحظات وتأخذ أرواح ضحايا لا ذنب لها سوى التواجد في مكان استهداف "الإرهاب"، ورغم أن الفقيد "إنسان" غير أن الحزن والتضامن بات انتقائيا، (...)
أحمد الجارحي، واحد من أولياء الكوميديا الجُدد، يمكن ظهوره قليل على الساحة الفنية، لكنه مؤثر، يدين بدين المسرح، لكن خطواته الأوضح كانت من خلال "يوتيوب" والتلفزيون، أهمها شغله ضمن فريق عمل "البرنامج" واحد من أهم البرامج في الوطن العربي قبل توقفه في (...)
تصوير-علاء القصاص
بعد ظهور "صيصة" –ذات الرداء الرجالي- في البرامج التليفزيونية، ومن بعدها لقاءها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ صارت السيدة الستينية حديث البلاد، خاصة مدينتها في الأقصر، يعرفها الكثير من المارة في الشوارع، يقتربون منها "عشان ياخدوا (...)
هدوء في ميدان التحرير.. متظاهرون في الطرقات والخيام.. أفراد اللجان التأمينية على أطراف الميدان متأهبين لأي جديد.. المنصة تستعد لجدول اليوم من الأغاني الوطنية والهتافات.. أجواء باتت اعتيادية داخل بيت الثورة، في 2 فبراير 2011، قبل أن ينشق الغبار بغتة (...)
ليس بحمل السلاح وزرع القنابل وحدها ترهب القلوب، وينكسر جدار أمان الأشخاص، فبعض الكلمات والأفعال لها نفس الوطأة. عام مضى شغله حديث القنابل والجماعات المسلحة التي تشيع في أماكن متفرقة بالبلاد فسادا، تلقي الرعب في النفوس، لتواصل الدولة إعلانها أن ذلك (...)
بوجه بشوش، قلب لا يهاب شيء، أخذ يسرد كيرلس فاضل حبيب، لصديقه جورج رزق، عن "المعجزة" التي أنقذته من موت مؤقت، بعد أن حل مكان زميل له في الخدمة، فسقطت قذيفه بمكان سريره، لكنها أودت بحياة زميله في الكتيبة، فيما ظل هو حي يرزق يحكي له.
لم يعلم الشاب (...)
صوت خافت لآيات الذكر الحكيم، ينساب في شارع محمد مجدي بمنطقة عابدين، عبر نافذة في الدور الثاني بالعقار رقم ''4 ''، طقس اعتاده لسنوات أهالي المنطقة ليلة الخميس من كل أسبوع؛ يجتمع ''حسين محمد رفعت'' مع محبي ومريدي والده كما كان يفعل، بداخل غرفة صغيرة (...)
نبتة صبّار صغيرة، غرست جذورها يمين باب خشبي، اعتلاه حروف بارزة ''إن المتقين في جنات ونَهر.. في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر''؛ خير ما تبقى لاستقبال مدفن الشيخ محمد رفعت، مثلها عاش، زاهدًا في دنياه رغم مجالسة المشاهير، يروي ظمأه القرآن، محتملاً المرض، (...)
الحضور يزداد عددًا، منذ فجر اليوم يفدون، لا موضع لقدم داخل المسجد، وبالخارج ينتظر جمع آخر، يصل الشيخ، لا يبصر غير الوفاء للمكان، وخدمة القرآن، تتهلل الأسارير وتنفرج الثغور مبتسمة، تتلقفه الأيدي بالترحاب، حتى الوصول للباب تقبيل اليد موصول بينه (...)
داخل الاستديو الخاص به في الإذاعة المصرية، كان يجلس أمام الميكروفون، في الساعة الثامنة إلا عشر دقائق من مساء كل يوم، يتلو الشيخ محمد رفعت ما تيسر من القرآن الكريم، فيخرج صوته إلى الناس في بقاع مصر، مُحملاً بحلاوة تطرب منها الآذان، وتخشع بها القلوب، (...)