تظاهر الآلاف اليوم، بميدان التحرير، ضمن فعاليات مليونية «حماية الثورة»، ضد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى مؤخراً، وسط تجدد للاشتباكات فى محيط السفارة الأمريكية بين المحتجين وقوات الأمن المركزى، بعد فشل الهدنة التى عقدها اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية مع وفد «القوى الثورية»، فى الوقت الذى نظم فيه عشرات القضاة والمحامين مسيرة احتجاجية من مقر نقاباتهم للتحرير تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». ونظم المتظاهرون، عدداً من المسيرات طافت أرجاء الميدان وشوارع وسط البلد، ورددوا هتافات «ارحل ارحل»، و«عايزين ثورتنا.. من جماعة سرقتنا»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، وازدادت أعداد الخيام الموجودة للمعتصمين بصينية ميدان التحرير، ورفع المعتصمون لافتات، «الشعب يريد من المحكمة الدستورية عزل الديكتاتور»، و«إسقاط الإعلان الدستورى ضرورى لمحاكمة قتلة الثوار»، و«دم إخواتنا لازم يرجع»، و«لن نتنازل عن دستور لكل المصريين». ونظم عشرات الصحفيين والمحاميين مسيرة احتجاجية من مقر نقابتى «الصحفيين والمحامين»، بوسط البلد للتحرير، بزعامة أعضاء مجلس النقابة وعلى رأسهم «جمال فهمى» وكيل نقابة الصحفيين، وكارم محمود سكرتير عام النقابة، فضلاً عن جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، ورددوا هتافات، «بيع بيع الثورة يا بديع»، و«حلق حوش.. مشروع النهضة طلع فنكوش». وقال فهمى، في تصريح لجريدة «الوطن»، إن جموع الشعب المصرى الراغبة فى الحفاظ على مكتسبات ثورة يناير كالحرية والكرامة خرجت للميادين للتأكيد أنها لن تقبل بالعودة لزمن الاستبداد، وأضاف أن الضغط الشعبى سيسفر عن نتيجة إيجابية بالتأكيد. وتوافدت عدد من القيادات العمالية للميدان، بعد أن نظموا مسيرة ضمت العشرات من ميدان طلعت حرب، ورددوا هتافات، «إعلان دستورى باطل»، وأعلنوا الاعتصام بالتحرير، ونظمت «النقابات المستقلة» معرضاً للرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين بعد التصديق على تعديلات قانون النقابات العمالية. ولم تظهر أى منصات جديدة بالميدان باستثناء المنصة الموجودة منذ أمس الأول عند حديقة مسجد عمر مكرم التى تحمل اسم الشهيد «جابر صلاح»، وأذاعت القرآن الكريم طوال الفعاليات، وزار عدد من الرموز السياسية التحرير أمس، وأبرزهم المهندس ممدوح حمزة الذى تفقد الميدان، وقال، إنه جاء للتأكيد على وجود جميع الرموز السياسية داخل أرض الميدان، بعكس ما يردده أعضاء الإخوان من أكاذيب بأن النخبة تخلت عن المعتصمين. وعاد شبح الاشتباكات مجدداً لمحيط ميدان التحرير، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية أن الهدنة التى أبرمها الوزير مع وفد القوى الثورية باءت بالفشل، واندلعت حرب شوارع حول محيط السفارة الأمريكية، وأطلقت الشرطة القنابل الغازية باتجاه المحتجين لتفريقهم بعيداً عن محيط السفارة، قبل أن يرد المتظاهرون بالحجارة والمولوتوف، وخيمت آثار القنابل الغازية على الميدان بأكمله، وألقت الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين، فى الوقت الذى حطم فيه المحتجون واجهة بنكى «أبوظبى الوطنى والتنمية الخليجى». من جانبه، قال الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومى، إن الحزب شارك فى مليونية «الإنذار الأخير» أمس، ونظم مسيرة بمشاركة الآلاف، من أمام دار القضاء العالى للتحرير، وأشار إلى أن أعضاء الحزب اتفقوا على عدم حمل أى لافتات حزبية لأن مليونية أمس لمصر كلها وليست للأحزاب فقط. وناشد «السادات»، الجهات الأمنية بتأمين المتظاهرين وعدم السماح لمن يريد إراقة دماء المصريين بالاندساس بينهم، وشدد على عدم التراجع أو الدخول فى أى مفاوضات مع مؤسسة الرئاسة إلا بعد إلغاء الإعلان الدستورى بالكامل، وتمنى أن يستجيب الرئيس لصوت العقل ويتراجع.
