أكد طارق الزمر وكيل مؤسسي حزب البناء والتنمية والقيادي بالجماعة الإسلامية أن التيار الإسلامي سيرضي بأي نتيجة ستسفر عنها الانتخابات البرلمانية التي ستنطلق أولي مراحلها صباح غد الاثنين. وشدد الزمر في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية على أنه إذا ما لم يستطع التيار الإسلامي تحقيق أي مكاسب ملموسة خلال العملية الانتخابية، فانه لن يعود أو يلجأ مطلقا للعنف كوسيلة للاعتراض علي خسارته. وتابع "نحن سنرضي بأي نتيجة ستسفر عنها الانتخابات وهذا هو التحدي الأكبر الذي نواجهه كتيار إسلامي, فضلا عن أننا قد تمكنا من تأسيس حزب سياسي وبالتالي لا يمكن لمن يشارك في العملية السياسية أن ينقلب عليها فالمشاركة السياسية تعني بالأساس نبذ كل الوسائل غير السلمية". وقد تم أشهار حزب البناء والتنمية وهو الجناح السياسي للجماعة الإسلامية 25 أكتوبر الماضي بعدما أصدرت المحكمة الادارية العليا بمجلس الدولة إلغاء قرار لجنة شئون الأحزاب بالاعتراض علي تأسيس الحزب بدعوي أن برنامجه مبني علي أساس ديني وأنه يسعى لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية وتقنين الحدود، بالإضافة إلى أن بعض مؤسسيه صدرت ضدهم أحكام جنائية تحرمهم من ممارسة الحقوق السياسية. يذكر أن الجماعة الإسلامية مارست العنف في تسعينيات القرن الماضي، ونبذته بعد سلسلة مراجعات فقهية بدأت في أواخر تسعينيات القرن الماضي واستمرت حتى مطلع القرن الحالي. ويشكل حزب البناء والتنمية نقطة فارقة في تاريخ الجماعة الإسلامية من خلال ممارستها للعمل السياسي لأول مرة. وأردف " أن العنف السابق كان مرتبطا بوجود النظام السابق المستبد الذي أغلق كل منافذ التعبير". ونفي الزمر ما يتردد عن استخدام الإسلاميين للديمقراطية كوسيلة تستخدم مرة واحدة "كالمحارم الورقية" للوصول للسلطة ثم الاستيلاء علي الأخيرة والانفراد بها للأبد, مشددا بالقول "هذا تبسيط للمسألة ، التيار الإسلامي سيعرض مصداقيته كلها للخطر إذا فعل ذلك ". وردا على سؤال عن مخاوف الأقباط من سعي الحزب في حال تمكنه من الوصول للسلطة ولو بشكل جزئي لتطبيق الشريعة الإسلامية عليهم بما في ذلك الحدود، قال الزمر "أحد أهدافنا هو تأهيل المجتمع المصري لتطبيق الشريعة علي المدي الطويل بما في ذلك تطبيق الحدود ولكننا بالتأكيد لن نفرض تطبيقها علي الأقباط, فالأقباط لهم أحكامهم الخاصة التي يتعاملون بها والشريعة الإسلامية تحمي ذلك". وتابع "كما أننا لن نسعى لفرض الجزية لأن نظام الجزية كان مرتبطا بعدم دخول الأقباط للجيش في الماضي, أما اليوم ومع دخول الأقباط للجيش لا محل لفرضها". وأردف "الحزب لدينا يضم عددا من الأخوة الأقباط وعددا كبيرا من النساء وربما تقترب نسبة مشاركتهن لربع عدد المؤسسين للحزب". وأوضح الزمر أن حزبه يخوض الانتخابات البرلمانية التي ستنطلق صباح غد الاثنين أولي مراحلها وذلك في أطار التحالف الإسلامي مع كلا من حزبي الأصالة والنور التابعين للتيار السلفي". واستطرد "قدمنا 50 مرشحا لا يوجد منهم كما يتردد أعضاء من الجناح العسكري السابق للجماعة لأن أغلب الأعضاء المحكومين بأحكام جنائية ممنوعون بالأساس من مباشرة الحقوق السياسية". واعترف الزمر بقلة خبرة أعضاء حزبه في العمل السياسي مقارنة بتيارات إسلامية آخري كالإخوان المسلمون، وقال "الخبرة تأتي بالتجربة وإذا كانت الخبرة تنقصنا فذلك لأننا كنا مبعدين عن الحياة السياسية طوال العقود الطويلة الماضية". وتابع "ومع ذلك نتوقع أن يتمكن نصف مرشحي الحزب أو أكثر بقليل من الفوز في الانتخابات علي مدار مراحلها الثلاث, ونتوقع أيضا أن يحصد التحالف الإسلامي ككل علي نسبة تتراوح مابين 10 و 15% من مقاعد البرلمان القادم". وأردف "أما الإخوان المسلمون فمن المتوقع أن يفوزوا بما لا يقل عن 30% من مقاعد البرلمان القادم".