رونين بيرغمان الف رونين بيرغمان محلل الشؤون الاستراتيجيّةوالمخابراتية في صحيفة يديعوت احرونوت كتابا جديدا تحت عنوان معارك اسرائيل السرية لاستعادة اسراهااستنادا على مصادره في الاجهزة الامنيّة الاسرائيليّة كشف فيه النقاب عن وثيقة تقع في 18 صفحة وزعتها حركة حماس على المستويات الميدانية في كتائب القسام تحت عنوان (مرشد للمختَطِف) وتضمنت شرحا مفصلا عن عملية الخطف، وتبدو انها اعدّت لخلاياها العاملة في الضفة الغربية، حيث يوصي معدو الوثيقة، بحسب الكتاب، بان يكون من سيقوم بعملية الخطف مجيدا للغة العبرية، والتحدث بها بطلاقة، وتجنب الحديث باللغة العربية بأي حال، والبحث عن جندي ضعيف البنية لسهولة خطفه، وتفضيل تنفيذ العملية في حالة جوية ماطرة، الى جانب استخدام مسدسات مزودة بكاتم للصوت، واستبدال السيارة التي تمّ بها الخطف بسيارة اخرى في حالة الضرورة. ليس هذا فحسب يتناول الكتاب طبيعة الوسطاء الدوليين الذين رافقوا اسرائيل في العديد من صفقات التبادل مع دول عربية ومنظمات فلسطينية وعلي راسهم المانيا ويطرح الكتاب سؤالا اعتبره المؤلف مخجلا من وجهة نظره وهو: لماذا اخفقت اجهزة الامن الاسرائيلية على اختلاف مسمياتها في العثور على الجندي غلعاد شليط الاسير في غزة، وهو على بعد كيلومترات معدودة منها فقط؟ وكيف نجحت في المقابل في اختطاف عدد من الرموز الفلسطينية لاستخدامهم كورقة مساومة لاستعادة جنودها؟ وما هو مصير جثة الجاسوس الاسرائيلي، ايلي كوهين، الذي اعدم في دمشق قبل عدة عقود؟ وهل من المعقول انه بعد هذه السنوات لم تعثر المخابرات الاسرائيلية والغربية على طرف خيط يوصلها الى ملاح الجو المفقود رون اراد؟ وغيرها من الاسئلة المثيرة التي تجد اجاباتها الطريق للنشر للمرة الاولى. ويستعرض الكتاب اهم عمليات خطف الجنود والمستوطنين الاسرائيليين واسرهم والتي تركّزت معظمها داخل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، الى جانب تقديم استعراض تاريخي لصفقات التبادل منذ سنة 1948 مما يجعل من هاجس الاختطاف والاسر لمجتمع المخابرات الاسرائيلية وقيادة الجيش حاضرا في معظم الاحيان. ويشير بيرغمان لقيام الجيش الاسرائيلي بتجنيد ثلاث فرق، مكونة من تسع كتائب، تضم اكثر من 1.800 جندي، للتدرب على سيناريوهات لمواجهة عمليات اسر تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينية، بعد التهديدات التي دأبت الاخيرة على اعلانها، وهو ما دفع بهيئة اركان الجيش لاعلان حالة من الاستنفار، وجدت تعبيرها في توظيف هذا العدد غير المسبوق من الجنود للاستعداد لمواجهة عمليات الاسر المحتملة. والاكثر من ذلك ان الجيش استخدم عددا ممن يوصفون بأنهم من المع قادته للاشراف على اعداد هذه التدريبات، والاعداد لسيناريوهات محتملة لعمليات اختطاف يقوم بها الفلسطينيون، واوكلت مهمة الاشراف على تنفيذها لجنرالات بارزين. كما كثف الجيش من عمليات الحراسة في المناطق التي يتواجد فيها كبار قادته، والزمت هيئة الاركان ضباطها باتخاذ اجراءات احترازية لتجنب عمليات الاسر، كعدم لبس البزات العسكرية التي تظهر عليها رتبهم، ومناطق سكناهم، حتى لا يتمّ التعرف عليهم، وبالتالي اختطافهم على حد قوله.