سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسباب الحقيقية وراء ثورة الشعب ضد أردوغان قراءة تحليلية في الإضطرابات التي تشهدها تركيا الآن:
- هل حان وقت تدخل الجيش التركي؟
تركيا تدخل صراع جديد بين القديم و الحديث
- أردوغان يتأرجح بين الصعود و الهبوط
تشهد تركيا الآن إضطرابات متتابعة بين المتظاهرين و قوات الشرطة لمكافحة الشغب بسبب القرار الذي إتخذه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتحويل حديقة (جيزيه بارك) بإسطنبول إلى مبنى حكومي يحمل الطابع الثقافي التجاري مما أجج نيران الغيرة الوطنية في قلوب أبناء إسطنبول لإيقاف تنفيذ هذا القرار الذي يحمل في طياته خطوات الطمس للماضي العريق الكامن في ذكريات تركيا برداء الخلافة الإسلامية العثمانية. إن ما تشهده تركيا الآن من خلال نيران الغضب المؤججة بإسطنبول العاصمة القديمة ثم تواصل ألسنتها بأنقرة العاصمة الحالية و أزمير و موغلا و أنطاليا كرسالة شديدة الخطورة للحكومة الحالية برئاسة أردوغان التابع لحزب البناء و التنمية الذي جعل من تركيا أيقونة للتقدم و التطور و الريادة اقتصاديًا و سياسيًا يواجه الآن تأرجحًا كبيرًا لزعامته و شعبيته من خلال الهجوم الضاري الذي يواجهه من حزب الشعب الجمهوري ذو الميول الإشتراكية الديمقراطية كجولة جديدة من جولات الصراع الحاد بين المرجعية الإشتراكية و المرجعية الإسلامية ليكون الشعب هو وقود تلك النيران المندلعة بين البقاء على الماضي و إقامة إنجازات جديدة على أطلاله. تم إختزال الغضب التركي ضد أردوغان من خلال الهتافات المرددة على أفواه الأتراك: فلتسقط الفاشية كناية على الأساليب القمعية التي يتبعها أردوغان ضد معارضيه خاصة حزب الشعب الجمهوري الذي تأسس على يد أبو الأتراك مصطفى كمال أتاتورك العام 1923 بعد سقوط الخلافة العثمانية ثم إعلان الجمهورية التركية العام 1924 على قوام العلمانية الأوروبية بفصل الدين عن الدولة و هذا ما جعل أسهم الإسلام السياسي يتضاءل تدريجيًا قرابة ثمانون عامًا من الإختفاء عن الساحة التركية على الرغم من وجود بعض المحاولات السياسية من الأحزاب الدينية للعودة مرة أخرى إلى أن جاء العام 2002 ليسجل نقطة تحول في السياسة التركية بإكتساح حزب البناء و التنمية لأغلبية مقاعد البرلمان التركي و رئاسة عبدالله غول للحكومة إلى أن خرج أردوغان من سجنه و توليه رئاسة الحكومة العام 2003. على مدار عام منذ تأسيس حزب العدالة و التنمية العام 2001 نجح الحزب في حشد الجماهير التركية التي حنت إلى ماضيها الكامن في رداء الخلافة العثمانية خاصة بعد إتخاذ أردوغان قصيدة تركية قديمة شعارًا للحزب تقول: مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذاتنا مآذننا حرابنا و المصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا هنا لعب أردوغان على وتر العقيدة لدى بعض الأتراك المناهضين للعلمانية إلى جانب وجود بعض الأصوليين بتركيا المنادين بعودة الخلافة العثمانية بطبع الكتب الخاصة بهذا الموضوع مع التأريخ لتلك الفترة حتى لا تنساها الأجيال القادمة و هذا ما لعب عليه أردوغان بسليقة السعي لإعادة الخلافة الإسلامية و لكن برداء العصرية حتى لا تثور عليه الأغلبية العلمانية خاصة النساء الأتراك لتشجيعهن للتيار العلماني و بغضهن لحرملك الدولة العثمانية و هذا ما فطنه أردوغان بجعل الحجاب حرية شخصية مع حرصه على علمانية الدولة و لكن أخذت هذه الإجراءات تتقلص بسبب قمع الحريات و الوقوف بالمرصاد لكل من يهاجم حزب العدالة و التنمية ذو الميول المحافظة مع ما يتم الإعداد له بإسطنبول ليتأرجح أردوغان زعيم الأمس و ديكتاتور اليوم. يقود حزب الشعب الجمهوري حاكم الأمس مظاهرات اليوم كنوع من أنواع الثورة المضادة لحزب العدالة و التنمية ليعود لدفة الحكم بعد عشرة أعوام من التهميش السياسي على الرغم من شعبيته الجارفة لرفض البعض لحزب أردوغان و هذا ما يسعى إليه الحزب تحت مظلة الخوف على طمس الذاكرة التركية مع العلم بأن هذا الحزب هو الذي طمس الذاكرة التركية العثمانية باسم الحرية و الديمقراطية و الطريق إلى العضوية الأوروبية المهددة بعدم التحقيق و التوكيد بسبب قمع الحريات المتواجد بتركيا في ظل حزب الشعب الجمهوري أمس و حزب البناء و التنمية اليوم و السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتدخل الجيش التركي لحل تلك الأزمة؟ هناك صولات و جولات بين البناء و التنمية و الجيش خاصة و أن الجيش كان مهيمنًا عاى دفة الأمور في تركيا إلى أن استطاع أردوغان تجنيب الجيش عن الكثير من أمور الدولة و هذا ما قد يؤدي إلى تدخل الجيش التركي خاصة و أن معظم من بالجيش من حزب الشعب الجمهوري فهل ستزداد الأمور تعقيدًا في حالة تدخل الجيش مما يؤدي إلى حربًا أهلية بتركيا تحت رداء الثورة المضادة؟!