في ظل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل يوم 20/3/2013 كأول زيارة رسمية له في إسرائيل كرئيس لأمريكا منتميًا للحزب الديمقراطي الميال لسياسة الإنتماء لإسرائيل بطريقة خفية عكس الحزب الجمهوري المائل للإنتماء لإسرائيل بطريقة واضحة وضوح الشمس و تأتي زيارة أوباما لإسرائيل في خضم تغيرات عديدة طرأت على المنطقة و في وقت فوزه بمنصب الرئاسة لفترة ثانية وقت وجود خلافات بينه و بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التابع لحزب الليكود المتحالف مع حزب (إسرائيل بيتنا) التابع لأفيجدور ليبرمان و فوز هذا التحالف بمقاعد كثيرة بالكنيست الإسرائيلي و وسط الفوز المزدوج لنتنياهو و أوباما مع تلك الزيارة الحاملة للعديد من الإستفهامات حول أسباب تلك الزيارة التي أظهرت إرتداء أوباما لرابطة العنق الزرقاء المشيرة لشعار علم إسرائيل كناية على إقتراب بزوغ تحالف ضروس بين أمريكا و إسرائيل حول إيقاف الخطر الإيراني تجاه إسرائيل و حول إقتراب الخطر السوري المضطرب على إسرائيل قد تودي بهجمات عشوائية عليها و هذا ما تأكد من خلال خطبة أوباما للطلبة بإسرائيل قائلاً: (إن مسئوليتكم لم تنتهي عند الوصول إلى أرض الميعاد). (أوباما عند حائط المبكى أثناء دعاياه الانتخابية للرئاسة الأمريكية عام 2008) هذه الكلمة معناها كبير و خطير أي يسمح وسط إضطرابات المنطقة في ظلال الربيع العربي بإقتراب الفرصة السانحة بمنتهى السهولة على طبق من ذهب بتكوين دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات مما ينذر المنطقة بالأخذ في الإعتبار بأن الخطر الإسرائيلي قادم بمباركة أمريكية و ما يجعلنا نستشف هذا ما كان في الماضي بين أمريكا و إسرائيل من خلال زيارات رؤساء أمريكا لإسرائيل و التي تنذر بإقتراب شيء خطير قادم على الطريق. (نيكسون أول رئيس أمريكي يزور إسرائيل لحل مشكلة حرب يوم الغفران 1973) لم يقم أي رئيس أمريكي بزيارة إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948 طوال ربع قرن أي رئيس أمريكي لعدم وجود ضرورة بزيارتها و ذلك منذ عهد الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) الذي بارك قيامها بعد عشرة دقائق من إعلانها عبر بيان الإستقلال لأول رئيس وزراء إسرائيلي (ديفيد بن جوريون) فلم يقم بزيارتها الرئيس الجمهوري (دوايت أيزنهاور) و لا الديمقراطي (جون كيندي) و لا الديمقراطي (ليندون جونسون) المتواطيء مع إسرائيل وقت رئيس وزرائها (ليفي أشكول) و ظلت الزيارة الأمريكية لإسرائيل ناصعة البياض في سجلاتها إلى أن جاء حرب السادس من أكتوبر عام 1973 المعروفة بحرب يوم الغفران و التي شهدت هجوم القوات المصرية و السورية على الجيش الإسرائيلي و التي أبكت جولدا مائير حينما قالت لريتشارد نيكسون: أرجوكم أنقذوا دولة إسرائيل. (زيارة كارتر لإسرائيل جلبت ثمار كامب ديفيد) فقام نيكسون بمدها بالجسر الجوي و الأقمار الصناعية التي أحدثت ثغرة الدفرسوار و أثناءها قام (نيكسون) الرئيس الجمهوري بزيارة إسرائيل كأول رئيس أمريكي يزورها و ذلك لمتابعة مسألة الثغرة و لحل مشكلة البترول التي حدثت بكل إقتدار من إيران و السعودية و الإمارات و بعد تلك الزيارة كانت ثمارها المجسدة في اتفاقية فض الإشتباك الأولى عام 1973 و الثانية عام 1974 و التي جعلت المعركة تهدأ نيرانها عقب وصول الجيش المصري لنتائج جيدة في إسترداد سيناء و يحفظ نيكسون جزءً من ماء وجه جولدا مائير التي فقدت شعبيتها عام 1974 بإستقالتها من رئاسة الوزراء هي و وزير الدفاع موشيه ديان لتكون شهادة وفاتهما السياسية على الرغم من إستمرار ديان في السياسة بتوليه وزارة الخارجية في وزارة مناحم بيجن و دوره في عملية السلام منذ 1977 حتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1979. (مذكرات كلينتون (حياتي) باللغة العبرية و هو أكثر رؤساء أمريكا زيارة لإسرائيل) الزيارة الثانية لرئيس أمريكا لإسرائيل كانت في عام 1977 حينما زار جيمي كارتر الرئيس الديمقراطي إسرائيل ليقابل مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي و كان وقتها كارتر فائزًا بمنصب الرئاسة و بيجن كان فائزًا بمنصب رئاسة الوزراء كأول رئيس وزراء من حزب الليكود ليجنيا ثمار رحلة السادات للقدس في نوفمبر 1977 ثم كامب ديفيد عام 1979. جاء الرئيس الأمريكي بيل كلينتون من الحزب الديمقراطي ليكون أكثر رؤساء أمريكا زيارةً لإسرائيل بزيارته لها 4 مرات و أكثرها شهرة المرة التي حضر فيها جنازة رئيس وزراء إسرائيل من حزب العمل (اسحق رابين) و التي حضرها الرئيس السابق حسني مبارك و كان لكلينتون دورًا بارزًا في اتفاقية (أوسلو) و (غزة أريحا) بين عامي 1993 و 1994 أثناء زياراته الأربعة و كاد أن يصل لاتفاقية كامب ديفيد الثانية بين إيهوت باراك و ياسر عرفات عام 2000 و لكن خاف عرفات من أن ينال مصير السادات بإبرامه تلك الاتفاقية لتضيع فرصة سانحة كادت أن تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. (كلينتون في الكنيست الإسرائيلي) قام الرئيس الأمريكي الجمهوري (جورج بوش الإبن) بزيارة إسرائيل مرتان و أثناء الزيارة لإسرائيل كانت الحرب الأمريكية على العراق في 2003 و كان لإسرائيل دور خفي حيث كانت هناك كتائب إسرائيلية في الجيش الأمريكي إلى جانب وجود مواسير إسرائيلية في عهد إرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي من حزب الليكود تقوم بسحب مياه كثيرة لإسرائيل من نهري دجلة و الفرات. السؤال هنا ما هي الثمار التي ستجنى من زيارة أوباما كخامس رئيس أمريكي يزور إسرائيل ، هل ستكون الثمار إعلان حربًا عالمية ثالثة على إيران أم لعب دورًا خفيًا للبلدين في المسألة السورية أم اللعب على كل الإتجاهات لوصول إسرائيل لحلم (وطن يهودي من النيل إلى الفرات)؟!