أعلن أوباما تأييده لإسرائيل في حق الدفاع عن نفسها لرد هجمات الفلسطينين و التي أشعلت نيران الحرب المشتعلة الآن بين الطرفين في قطاع غزه مما يطرح تساؤل هام و هو إلى متى سيظل التأييد الأمريكي لإسرائيل؟ و هل لهذا التأييد جذورًا تاريخية؟ نجد هنا أن إسرائيل حينما كانت تسعى لإقامة دولتها في أرض الميعاد و المقصود بها فلسطين حسب زعمهم كانت إسرائيل في البداية تتجه نحو القوة البريطانية و التي أعطت لها وعد بلفور المشئوم يوم 2 نوفمبر 1917 و كان الزعيم الصهيوني (ديفيد بن جوريون) قام بتأسيس حزب العمل المبني على أسس إشتراكية و شيوعية لكي يكسب التأييد السوفيتي في إزاحة الإنتداب البريطاني من فلسطين لإقامة دولة إسرائيل و جاءت الورقة الرابحة التي سهلت الأمور لقيام الدولة الإسرائيلية على أرض فلسطين بإعتراف أمريكا بدولة إسرائيل يوم 14 مايو من عام 1948 بعد إعلان (ديفيد بن جوريون) أول رئيس وزراء لإسرائيل بقيام دولة إسرائيل حيث جاء في خطاب ترومان الذي أعترف فيه بإسرائيل: (أخطرت هذه الحكومة بأنه جرى إعلان دولة يهودية في فلسطين، وطُلِبَ الاعترافُ بحكومتها المؤقتة). (تعترف الولاياتالمتحدة بالحكومة المؤقتة كسلطة الأمر الواقع في الدولة اليهودية دولة إسرائيل الجديدة). بعد هذا الإعتراف قام أول رئيس لإسرائيل (حاييم وايزمان) بزيارة أمريكا و تقديم الشكر و العرفان لترومان على تأييده لدولتهم كبداية علاقة متينة بين الكيان الأمريكي و الصهيوني حيث قام بالتقارب بينهما اللوبي الصهيوني الموجود بأمريكا و الذي أرسى قواعده هناك (ناحوم جولدمان). كان هناك تأييد أمريكي لإسرائيل أثناء حرب السويس عام 1956 بتدعيمهم بالسلاح و كان الجيش الإسرائيلي في سيناء معد بأحدث الأسلحة التي حصلوا عليها من أمريكا و كان للجيش الإسرائيلي في حرب 1956 صولات و جولات في سيناء طبقًا للتقارير الإسرائيلية من أرشيف (جيش الدفاع الإسرائيلي) حيث قال بن جوريون تعقيبًا على الكفاءة القتالية لإسرائيل في سيناء 1956 (لو كنا نمتلك جيشًا كفئًا كهذا عام 1948 لقمنا باحتلال الأراضي العربية). في عام 1967 كان هناك تأييدًا أمريكيًا لإسرائيل في تدعيمهم بالسلاح أثناء حرب الأيام الست حيث دعم الرئيس الأمريكي ليندون جونسون رئيس الوزراء الإسرائيلي (ليفي أشكول) بالسلاح لمواجه الجبهتين المصرية و السورية و التي نتجت عن احتلال (قطاع غزه – الضفة الغربية – الجولان – سيناء) حيث كانت هناك عداوة قوية ما بين ليندون جونسون و جمال عبد الناصر فأراد أن يهزمه عسكريًا و سياسيًا ، نجح عسكريًا لكنه فشل سياسيًا بتدعيم الشعب لناصر بعد أن رفضوا تنحيه عن الرئاسة. في حرب 1973 المعروفة ب(حرب يوم كيبور) أو (حرب يوم الغفران) في السادس من أكتوبر 1973 بعد هجوم الجيش المصري و السوري على القوات الإسرائيلية في سيناء إتصلت (جولدا مائير) رئيسة وزراء إسرائيل بالرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) قائلة له ببكاء(أنقذوا إسرائيل) فقام بإمداد إسرائيل بالجسر الجوي مع أقمار صناعية تساهم في الكشف عن ثغرات بالجيش المصري حيث حدثت الثغرة في (الدفرسوار) التي نتج عنها موت شهداء من الجيش المصري بعدد كبير ليتم وضع نقطة فصل لفتح باب المفاوضات و التي تجسدت في إتفاقيتي (فض الإشتباك الأولى) و (فض الإشتباك الثانية) بين عام 1973 و 1974. على الرغم من حياد الرئيس جيمي كارتر بين الطرفين العربي و الإسرائيلي و تجسد هذا الحياد في إتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين السادات و بيجن إلا أن جيمي كارتر في زيارة (مناحم بيجن) لأمريكا عام 1978 أعلن في حفل الترحيب ببيجن (إن إسرائيل تمتلك تراثًا مهمًا خدم الإنسانية و من أجل الحفاظ على هذا التراث فلابد من توفير الحماية لدولة إسرائيل و لشعبها). كان هناك تأييدًا جمهوريًا لإسرائيل من خلال الرئيس رونالد ريجان و الرئيس جورج بوش الأب بتدعيم أمريكا المستمر لإسرائيل عسكريًا و سياسيًا إلى جانب مشاركة بعض الجنود الإسرائيلين مع الجيش الأمريكي في احتلال العراق عام 2003 في عهد جورج بوش الإبن حيث وجد العراقيون بعد دخول الجيش الأمريكي لبغداد داخل دبابة أمريكية مفكرة جندي يكتب يومياته في الحرب و وجدوا في نهاية المفكرة توقيعه بأنه إسرائيلي و دخول إسرائيل مع أمريكا هذه الحرب بشكل غير مباشر يشبه وجود فيلق يهودي كما كان في الماضي في جيوش أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية و الذي يعد نواة جيش الدفاع الإسرائيلي من أجل سحب إسرائيل مياه كثيرة من نهري دجلة و الفرات عن طريق المواسير الممدودة من إسرائيل للعراق و التي تمت في عهد (إرييل شارون) رئيس وزراء إسرائيل إلى جانب محاولة الجيش الأمريكي و معه الفيلق اليهودي في تحطيم التراث العراقي من مكتبات و متاحف لطمس العراقة العربية بمختلف عصورها كما حدث وقت دخول التتار لبغداد بإقتحامهم لخزانة الحكمة. تأكد هذا التأييد بهجمات إسرائيل على غزه عام 2008/2009 و التي أسماها وزير الدفاع الإسرائيلي (إيهوت باراك) بمحرقة غزه حيث شبهها بمحرقة هولكوست جديدة و التي تولدت الآن في عام 2012 ليظل الدعم الأمريكي لإسرائيل في إبادة الشعوب مستمرة باسم الحرية و الديمقراطية.