بدأت مشكلات جودة خدمات الاتصالات والانترنت المحمول مبكرًا عن موعدها السنوي في فترة الصيف حاليًا فمع دخول عدد من المحافظات ضمن خريطة "تخفيف الأحمال " انعكس بشكل واضح على طبيعة الخدمات في تلك المحافظات والمدن بالسلب وتسبب في ارتفاع عدد الشكاوى الواردة للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات من خدمات الشركات وأدخل الشركات في أزمة في مواجهة العملاء من ناحية ومواجهة تنظيم الاتصالات من ناحية أخرى. وعلى مستوى المشكلات التى تواجه الشركات أوضحت مصادر أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والذي بدأ قبل موعده السنوي مع مطلع الصيف مضيفين أن عدم إبلاغ الشركات بالخريطة المحددة لتخفيف الأحمال تسبب في ضعف الخدمة بشكل واضح في المناطق الأكثر تأثرًا بانقطاع التيار الكهربائي وعلى رأسها منطقة الدلتا. ومن ناحية أخرى أشارت الشركات إلى أن تدني جودة الخدمات يرجع إلى عدد من الأزمات الأخرى على رأسها ضعف مستوى الخدمة المقدمة من قبل الشركة المصرية للاتصالات متهمين القائمين على الخدمات الأرضية من الكابلات " بغير المؤهلين". وشددت الشركات أن احتكار البنية التحتية من قبل الشركة الحكومية يضعف قدرة الشركات على تحسين خدماتها سواء في الاتصالات الصوتية أو في الانترنت المحمول مطالبين بإعادة هيكلة البنيية التحتية بالكامل للشركة المصرية للاتصالات بما يسمح بزيادة الخدمات وإتاحة سعات جديدة على خدمات الانترنت المحمول على وجه الخصوص. ونوهت الشركات على أن مشكلة الانفلات الأمني تسببت في ضعف الخدمة في مناطق بعينها مثل سيناء بالكامل وبعض المناطق العشوائية والنائية والتى يصعب الوصول إليها من قبل التقنيين ومهندسي الصيانة مؤكدين على أن إصلاح المنظومة بالكامل يسهم في جودة الخدمة المقدمة للمستهلك بشكل عام من جانبه وجه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات دعوة لشركات المحمول الثلاث لإبداء أسباب القصور في تدني جودة خدمات المحمول المقدمة للمواطنين، وأكد الجهاز انه سيطالبهم بوضع خطة زمنية محددة للارتقاء بمستوى الخدمة ورفع كفاءة الشبكة. وأصدر الجهاز تقرير القياسات الدورية التي يقوم بها وأظهر تدني ملحوظ في مستوى خدمات المحمول المقدمة للمواطنين، وأكد الجهاز حرصه على حماية حقوق مستخدمي الاتصالات في حصولهم على الخدمات المقدمة لهم بجودة عالية وبسعر مناسب، لافتا إلى ان نسبة الشكاوى التي تلقاها الجهاز في هذا الصدد كانت كبيره. ودعا المهندس هشام العلايلي الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات رؤساء الشركات لاجتماع عاجل لبحث مشكلة صحة بيانات العملاء لدى الشركات، حرصاً من الجهاز على حماية حقوق مستخدمي الاتصالات. وطلب العلايلي من الشركات تقديم خطة زمنية دقيقة لتصحيح واستكمال قاعدة بيانات العملاء الحاليين والجدد، مشددا على شركات المحمول الثلاث ضرورة التنبيه على موزعيهم المعتمدين بعدم بيع أي خطوط بدون كتابة عقود صحيحة وبيانات كاملة لها، لتفادي أي ضرر يقع على مستخدمي التليفون المحمول. وأكد انه في حالة عدم التزام الشركات بالخطط الموضوعة والمتفق عليها سيتم تطبيق غرامات وجزاءات مالية، كما هو منصوص في قانون الاتصالات والتراخيص الخاصة بهذه الشركات. في نفس السياق ناشد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات السادة مستخدمي الاتصالات بضرورة الابلاغ عن المخالفات الخاصة بجودة الخدمات أوالخاصة باستكمال بيانات عملاء المحمول على رقم 155. وطالبت شركات المحمول ردًا على الجهاز بتنسيق مشترك بين الوزارة وجهاز تنظيم الاتصالات والمصرية للاتصالات ووزارة الكهرباء من ناحية وبين شركات المحمول من ناحية اخرى بما يساعد في تكوين غرف عمليات للتصدي لمشكلات سوء الخدمة في أي منطقة سواء المتأثرة بانقطاع التيار الكهربائي أو غيرها من التى تعاني بسبب سوء البنية التحتية من ناحية أخرى. كما أكد ممثلي لشركات المحمول على ضرورة توفير خريطة بخطة تخفيف الاحمال من قبل وزارة الاتصالات والكهرباء بما يتيح لها خطة للتصدي للانقطاعات بتوفير مولدات إضافية للكهرباء تمنع الخدمة من الانقطاع بشكل نهائي مع طول فترات الانقطاعات يوميًا والتى تصل في بعض الاحيان إلى أكثر من 5 ساعات يوميًا. أكد الدكتور حمدي الليثي الخبير بقطاع الاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة ليناتل للبرمجيات على أن عودة انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه يومي يؤثر بصورة واضحة على خدمات الاتصالات خاصة في المحافظات والمناطق النائية التى يصعب ايجاد حلولاً بديلة عن الكهرباء فيها لتشغيل ابراج التقوية. أضاف أن الاشكاليات التى تتعلق بانقطاع الخدمة تسهم في زيادة محاولات المستخدمين للتوصل إلى الخدمة مما يزيد الخدمات سوءً.