أكد الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولى، أن زيارته الحالية لأمريكا جاءت لتؤكد أهمية العلاقات المصرية الأمريكية وعودتها إلى طبيعتها المعتادة للمشاركة فى بناء المستقبل، كما يتخللها عدد من الزيارات أهمها لقاء ممثلى البنك الدولى وهى الزيارة الأولى منذ تولى الحكومة، ولتوضيح أين ترتكز مصر الآن فى مسارها السياسى وخارطة الطريق، وبرنامج الحكومة الاقتصادى وما يمكن تحقيقه خلال الفترة القادمة، وماهى سبل التعاون مع حكومة الولاياتالمتحدة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية امس الإثنين، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى أمريكا التى تستغرق 3 أيام لمقابلة كبار مسئولى هيئة المعونة الأمريكية والتجارة الخارجية ووزارة الخزانة، لبحث التعاون الاقتصادي بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، وكيفية تنشيطه في المرحلة المقبلة، خصوصًا في ضوء استمرار المساعدات الاقتصادية الأمريكية في المستوى المعتاد، وتوجيهها إلى مجالات الصحة والتعليم ورفع كفاءة الصناعات الصغيرة والمتوسطة. كما يلتقي الدكتور زياد بهاء الدين مع وليم بيرنز، مساعد وزير الخارجية، وأعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي، ورؤساء عدد من الشركات الأمريكية المستثمرة في مصر. وأوضح أن الحكومة الحالية هى حكومة انتقالية مهمتها إرساء أسس الديمقراطية وتحسين الاقتصاد المصرى، وتحقيق العدالة، مشيرا إلى أن خارطة الطريق تسير بشكل جيد، حيث تم الانتهاء من بنود كثيرة متعلقة بالدستور الجديد وبدأت مرحلة النقاش، ومن المنتظر أن تنتهى خلال أسبوع على أن يبدأ الاستفتاء خلال ديسمبر، ثم تبدأ انتخابات مجلس الشعب، وبذلك تكون مرحلة كبيرة من خارطة الطريق قد انتهت. وأشار إلى أن خارطة الطريق شهدت بعض الصعوبات نتيجة العنف خلال الفترة الماضية والإرهاب الواضح فى سيناء الذى لم يكن أحدا يحب أن يراه ولكنه حدث، لافتا إلى أنه كان لابد من التعامل مع تلك الصعوبات حتى تنتهى مرحلة التحول الديمقراطى بتأسيس مؤسسات ديمقراطية فى مصر. وعن الخطوات الاقتصادية التى تم اتخاذها، أوضح نائب رئيس الوزراء أن مصر ستظل على نظام الاقتصاد الحر، ولكن لابد أن تكون عملية الانفاق أكثر عدلا، حيث يجب أن يتم الإنفاق فى الأماكن الأكثر احتياجا، لتعود بالخدمات والنفع على المواطن العادى، وهذا لا يعنى انفاق أكثر أو إرهاق أو زيادة لعجز ميزانية الدولة، مؤكدا أن الاقتصاد المصرى سينفتح على العالم كله بدون عزله. وأشار إلى أن مصر ستظل عضوا فاعلا في المجتمع الدولي الاقتصادي وأنها ستواصل فتح قنوات التعاون والتواصل مع كل الجهات والدول الراغبة في الاستثمار في مصر والتعاون معها في إطار البرامج والسياسات التي تحقق صالح الشعب المصري. وقال "أنا بعتقد أن فكرة الحوار الاستراتيجى يجب أن تفهم فى إطارها، وأتصور أن هناك رغبة من الطرفين فى النظر إلى طبيعية التعاون الاقتصادى، ومدى وصوله إلى الأماكن الصحيحة، ومكانية تحسين العائد، وأن يكون أكثر اتساعا للشركات فى مصر، ويجب النظر لفكرة الحوار الاستراتيجى على أنها عملية ممتده وليس مشروع ينتهى فى أسبوعين أو ثلاثة، لافتا إلى أن هناك حكومة انتقالية حاليا ويجب أن يكون هذا الحوار مفيدا لحكومة منتخبة قادمة". وأوضح بهاء الدين أن زيارته للبنك الدولى غدا تأتى فى إطار استمرار العلاقة التى لم تنقطع من قبل خلال الفترة الماضية، ورغم أن مصر لم ترسل وفدا لحضور المؤتمر السنوى، إلا أن علاقتنا بالبنك الدولى ظلت علاقة قوية وهناك برامج كثيرة يجب أن نتواصل حولها، خصوصا فى مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية والكهرباء، ولكن لا يوجد فى الوقت الحالى اتفاقات وشيكة مع صندوق النقد الدولى، ولكن ذلك لا يمنع أننا لسنا فى حالة مقاطعة لأننا دولة أساسية فى تلك المؤسسات ولنا مكان وحقوق. ومن ناحية اخرى، أكد بهاء الدين أن المساعدات الأمريكية ستستمر ولم تنقطع، وفى الجانب الاقتصادى لم يتم تخفيضه حتى فى الإعلان الأخير عن خفض المساعدات، مشيرا إلى مراجعة الجانب الأمريكى لبعض استخداماته واعتبارها مسألة هامة، فهذا الأمر يهمنا أيضا لضمان أن تذهب الأموال إلى أماكنها النافعة. وفيما يتعلق بمدى احتياج مصر للمساعدات الأمريكية، أوضح وزير التعاون الدولى أن الاقتصاد المصرى مستقرإلى حد ما، ولكن واجبى كوزير تعاون دولى هو الحرص على العلاقات الدولية مع كل الدول بغض النظر عن حجم التعاون مع تلك الدول.