لقاهرة «القدس العربي» من منار عبد الفتاح: أشارت نتائج غير رسمية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية إلى أن قائمة «في حب مصر» المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، حققت فوزا كبيرا في أغلب الدوائر، وفازت بأكثر من ستين مقعدا، بينما عانى حزب «النور» السلفي هزيمة ثقيلة، وخاصة في منطقة غرب الإسكندرية التي تعد أحد أكبر معاقله، إذ فشل في حسم أي مقعد إلا أن أربعة وعشرين من مرشحيه سيخوضون جولة الإعادة بعد أسبوعين، حسب التقديرات الأولية. واعترف صلاح عبد المعبود، المتحدث باسم حزب النور السلفي، بتكبده خسارة كبيرة في انتخابات مجلس النواب، قائلاً في رسالة لشباب النور: «لا تنزعجوا». وقال على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك «: «يا شباب النور.. لا تنزعجوا، فالله عنده الخير، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.. حزب النور وضوح وطموح». ومن جهته قال محمد عطية منسق «حملة لا للأحزاب الدينية» إن ما حققته الحملة من إنجاز في توعية المواطنين بمخاطر اختيار أعضاء الأحزاب ذات المرجعية الدينية أتى ثماره وجاء بأثره، وتم عزل قائمتهم الأولى انتخابيا في منطقة غرب الإسكندرية، ولم ينجح أحد منهم من الجولة الأولى مباشرة، إلا أن المعركة ما زالت مستمرة في جولة الإعادة ضد أعضاء هذه الأحزاب، داعيا المواطنين لعدم التصويت لهم. وأوضحت الحملة، في بيان لها، أن على الشعب المصري أن يستمر في عزل الأحزاب الدينية انتخابيا وشعبيا وسياسيا حتى يصدر الحكم القضائي بحل أحزابهم لمخالفتهم الدستور بإنشاء أحزاب على أساس ديني . ولم تكن هذه الحملة الشامت الوحيد في حزب النور، بل أن هزيمته جمعت نظريا بين مؤيدين للنظام وجماعة الإخوان. فقد اعتبر اللواء سامح سيف اليزل أن «الشعب قد وضع السلفيين في حجمهم الحقيقي». أما عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية فقد كتب على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «شكرا للشباب السلفي، حزب النور انهار انهيارا كاملا، مدرسة الخيانة قد احترقت.. خيانة وربي يولع فيها». وقد شهدت دوائر محافظة الجيزة انخفاضا كبيرا في ترتيب مرشحي حزب النور، حيث جاءوا في ذيل الترتيب في دوائر إمبابة، إذ حصل مرشح الحزب حسام عيد، على 1342، ليحل بذلك في المرتبة الثامنة. وفي دائرة الهرم جاء مرشح الحزب في المرتبة السابعة، حيث حصل محمد نصر محمد، على 2292 صوتا، وفي دائرة بولاق الدكرور، حصل أحمد عبد الغفار معتوق على 1349 صوتا فقط، ليحل في المرتبة ال23. وكان حزب النور حقق فوزا مهما في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام 2012، إذ حصل على 112 مقعدا، بنسبة 22 %، من إجمالى عدد المقاعد، محققا المركز الثاني بعد حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان، ليزيد وقتها نسبة تمثيل تيار الإسلام السياسي في البرلمان، لتصل إلى 70% من إجمالي عدد المقاعد. واعتبر مراقبون أن تراجع حزب النور ربما يعود إلى تمرد عدد من نوابه وقواعده بسبب تأييد الحزب لإطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك تعرضه لحملة إعلامية واسعة اتهمته بتأييد بعض أفكار تنظيم «الدولة»، وتلقي دعم سري من جماعة «الإخوان» ما أفقده أصوات كثير من مؤيديه او المتعاطفين معه تقليديا بسبب رفعه شعارات مثل تطبيق الشريعة. وتوقعوا أن نتائج الحزب في المرحلة الثانية من الانتخابات لن تكون أفضل بعد أن خسر في معاقله الأساسية في المرحلة الأولى. وأكدوا أن هذه النتائج تؤكد فشل حزب النور في قيام البديل لجماعة الإخوان في البرلمان الجديد، كما تثير أسئلة مهمة حول مستقبل تيار الإسلام السياسي في مصر. ومن جهته أكد رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الوفد الليبرالي ياسر حسان أن ممثّلي الوفد الأربعة بقائمة «في حب مصر» فازوا في المرحلة الأولى، مضيفا أن 25 مرشحا وفديا آخرين سيخوضون جولة الإعادة، مشيرا إلى ان هذا العدد قابل للزيادة بعد الانتهاء من فرز باقي اللجان التي لم يتم الانتهاء منها. وعن أبرز مرشحّي الحزب في جولة الإعادة، قال حسان في تصريحات صحافية: «محمد فؤاد مرشح الحزب عن دائرة العمرانية، ومحمود السقا عن دائرة الجيزة».