قد يأخذك الحنين ذات يوم لزيارة قبور المسلمين في البحيرة، لترى الحيوانات الضالة وهي تنهش في الجثث وتشاهد الأموات وهم يسبحون في مياه الصرف الصحى في انتهاك خطير لحرمة من رقدوا بها بسبب افتقارها للأسوار وأعمدة الإنارة وانعدام الحراسة والرقابة، مما حولها لمقالب للقمامة وأوكار للمنحرفين وتجار الأعضاء البشرية والمخدرات على الرغم من أن قدسيتها تمثل حرمة من حرمات المسلم التي أوصى بها ديننا الحنيف. وتجسد شكوى المواطن رمضان مرعى أحد أبناء دمنهور صورة الإهمال والعبث الذي تتعرض له مقابر المدينة، والذى يتمثل في سرقة كشافات ولمبات الإنارة من الأعمدة الموجودة داخل المقابر، من خلال بعض البلطجية واللصوص حتى تحولت إلى مأوى للخارجين عن القانون، ومنطقة جذب لممارسة الأعمال المنافية ورواد الخرافات. وأضاف مرعي، أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل أصبحت مرتعًا للدواب والكلاب الضالة التى تنهش جثث الموتى، وتعتدى على رفاتها ليل نهار، مما يجعل المنطقة تتسم بالخطورة على الأحياء قبل الأموات، متهمًا "المافيا" التى تقوم بتأجير حوش المقابر لسكان لايجدون مأوى وتقوم بتجميع المخلفات داخلها تمهيدًا لبيعها. ويوضح صلاح الجمال أحد أبناء دمنهور أن سوء حالة أرض المقابر قد يعرضها للانهيار المفاجيء نتيجة لارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة وطفح مياه الصرف الصحي من المساكن العشوائية بها. ويضيف محمود عقيلة زيدان أمين الفلاحين السابق بالبحيرة، أن ما يحدث لمقابر دمنهور وغيرها من مقابر المحافظة، إهانة لن تغتفر حيث حولتها بعض السلوكيات الخاطئة إلى مقالب للقمامة التى اختلطت بمياه الصرف الصحى وأغرقتها وسط غابة من الأحراش وإهمال صارخ من المسئولين وصل إلى توغل المياه داخل وأسفل المقابر مما يتسبب فى كوارث إنسانية وبيئية. وأشار زيدان، إلى أن الرائحة الكريهة التى جلبت الأمراض والحشرات والحيوانات، حولت هذه المقابر إلى بؤر موبوءة ينفر منها الأهالي، بعد أن كانت مقصدًا لكل من يريد زيارة الأهل والأقارب، حيث إننا لانريد سوى حفظ كرامة الموتى ودفن ماتبقى من العظام التى تتطاير والجماجم المتناثرة فى كل مكان.