ما أشبه الليلة بالبارحة ..كتبت مقالا سابقا خلال اليومين السابقين عن "البديل الكارثة"،واليوم أستكمل ما كتبته ، وقد تحقق جزء منه ، فالفلول يجمعون أنفسهم اليوم لدعم مرشحهم "الفل"،والإجتماعات دائرة بين عشية وضحاها ،والحزب المنحل يستجمع قواه من جديد ،ويعود ليتصدر المشهد مرة ثانية ، واخترقوا القرى وأعادوا ترتيب أوراقهم ، وكل وحدة قاعدية للحزب المنحل تجمع أموالا لدعم مرشحا الفلول سواء "شفيق أو موسى " ، وبدأوا فى الدعاية وعلقوا "بانرات " 8 متر فى مترين على شرفات منازلهم ، ويتحدون الجميع ،طامعين فى نجاح أيا منهم لتعود "ريمة لعادتها القديمة". ففى الماضى كان "الإخوان" يقومون باستقطاب أهالينا الغلابة "بكيلو سكر وزجاجة زيت"تحت دعوى "التكافل الإجتماعى" ،وبعد أن وصل الأمر ذروته للشعب المصرى وضاقت عليه الأرض بما رحبت وتعثرت أموره الحياتية إبان العهد البائد ، كانوا يختارون "الإخوان" نكاية فى الحزب المنحل ، لمن كان يخرج للتصويت ، وبقية الشعب أو ما نطلق عليهم الآن "حزب الكنبة"آثروا الجلوس فى منازلهم بفضل القهر الإجبارى الذى مارسه المخلوع وزبانته عليهم ..فكانوا يخافون على أنفسهم وعلى أبنائهم ؛وبالتالى كانوا يؤثرون السلامة . وبعد أن أطاحت الثورة التى لم يخرج فيها سوى "الثوار"الذين كفروا بالنظام البائد ،ووضعوا أكفانهم على أيديهم ،وخرجوا للغستشهاد فى سبيل الحرية ، وأيام 25 و26 و27..عروا أجسادهم وظلوا قابعين فى الميادين ومنهم من قبض عليه ، ويوم 28 يناير عندما شعر الإخوان بأن الثورة ستؤتى ثمارها أعطى مرشدهم الضوء الأخضر بالإشتراك فيها ..فأعطوا ثقلا للثوار وانضموا لهم وشاركت باقى التيارات السياسية . حتى الآن لم يظهر فى المشهد الشعب المصرى المقهور ، وظل "حزب الكنبة" مسترخيا على أريكته منتظرا عما ستسفر عنه نهاية الفيلم ، وخرج المخلوع بخطبه التى كان لقيه بعد منتصف الليل ، حتى آخر خطاب تعاطف معه "حزب الكنبة"؛ولولا أن الله أعمى بصره وبصيرته وأتباعه وحدثت "موقعة الجمل" التى راح ضحيتها شباب فى عمر الزهور ؛ ما تحرك "حزب الكنبة"..هنا شاهدوا الفجيعة وأيقنوا أنه لا محال من خلعه ..وانضموا للثوار "فرادى وجماعات" ، حتى تنحى المخلوع ..وركب بعد الثورة آخرون ممن كانوا ضدها "جملة وتفصيلا". وانتشرت الفوضى وكان المسلم بجوار المسيحى والفلاح بجوار العامل والقومى والناصرى بجوار الإسلامى والليبراكى والإشتراكى ، وكونوا لجانا شعبية للزود عن منازلهم ومتاعهم من بلطجية النظام البائد عن طريق اللجان الشعبية ،وكان الجميع على قلب رجل واحد ..وتصدر المشهد أناس جدد لم نكن نعرفهم ، وتولى مقاليد الأمور "العسكر" ، وحموا الثورة ..لا جدال..فى ذلك ، ولكنهم أخطأوا خطئا سندفع جميعا ثمنه عما قريب ،وهو عدم تشكيل محكمة ثورية للنظام البائد ، وما زال رموزه يقبعون خلف أسوار السجون ال "خمس نجوم"، وكل يوم تؤجل قضاياهم . كانوا يملكون المال والجاه والنفوذ والسلطان ، وما زالوا ويتحينون الفرصة للإنقضاض على الثورة ليعودوا من جديد ،وأزف إليكم صدق كلامى ..أحد أمناء التنظيم السابقين بالحزب الوطني المنحل و مسئول اتصاله بقنا و الفيوم و مع شهود عيان آخرين تناقلوا نفس الأخبار عن : النائبة السابقة عبلة عز زوجة الحرامى أحمد عز تقوم الآن بتدشين مقرات و معها الدكتور محمد كمال نجل كمال الشاذلي ( يعنى عصابة جمال مبارك كلها ) و بمساعدة أمناء الحزب الوطنى المنحل البالغ عددهم تقريبا 7500 أمين على مستوى الجمهورية لدعم احمد شفيق رئيسا و كذلك دعوة لجان وحدات الحزب و هيكل التنظيم الادارى الذى كونه عز سابقا لتزوير الانتخابات 2010 ، فى خطة لتجميع أعضاء الوطنى المنحل على تأييد شفيق في محافظات مصر المختلفة و يكمل الشاهد قائلاً : ( فوجئت بعد حل الحزب أنه في هذه المرحلة تم الإتصال بنا لدعم أحمد شفيق من الحزب الوطني المنحل ومن المجموعات التي قامت بتجميعنا ) وفى القرى عائلات أعضاء مجلسى الشعب والشورى السابقيين عن الحزب المنحل يقومون بعقد اجتماعات يومية مع بعض الشباب المغيب لإقناعهم بأن "جمال مبارك"سيخرج من السجن لو نجح شفيق أو عمرو موسى " ويعود الحزب الوطنى المنحل من جديد وسيكون لهم امتيازات كبيرة . ويساعدهم فى ذلك بعض "الكتاب"المتنطعين الذين ظهر عليهم الثراء فجأة فى العهد البائد ؛فيخرج ليشوه الثوار ومرشحى الثورة ، مستغلا أفلامه "الهايفة"التى كان يقوم بتمثيلها ممثل تافه ،وأعلنا تأييدهم ل"شفيق" الذى حدثت موقعة الجمل "فى عهده وهو رئيس وزراء ، والذى يتغنى بأن مثله الأعلى "المخلوع". الثورة يا سادة ستسرق منا ولن تقوم لنا قائمة بعد ذلك ،وجهزوا شنطكم من الآن ؛ لأن المعتقلات فى انتظاركم ، والسبب فى ذلك "الإخوان" لا تزعلوا من كلامى ..فهذه حقيقة وعليكم أن تواجهوها بكل شجاعة ؛لن أول الضحايا أنتم ..فمع تباشير نجاح ثورتنا خرج الثوار وطالبوا بتغيير الدستور ،ولكنكم رفضتم وساندتم "المجلس العسكرى "الحاكم للبلاد فى "تعديلات"الدستور ، وكان المجلس لو شعر بأنكم مع "الثوار"لأخذ قرارا فوريا بتغيير الدستور وعمل دستور جديد ، ولكنه شعر بطمعكم ، فعرضه للإستفتاء الشعبى ، "بنعم ..ولا"، وخرج الشعب المسكين الواثق فيكم حينئذ ،وأشر ب "نعم"كما طلبتم منه ، وادخلتم "الجنة والنار والأمن والفوضى"، وأخرجتمونا من الحسبة ، واليوم تعضون أصابع الندم على جرمكم هذا ، يعنى الثوار كانوا "صح". وتبع ذلك "وثيقة السلمى ووثيقة الأزهر والإعلان الدستورى" أدخلتمونا فى متاهات لا نستطيع الخروج منها الآن ؛ وجاءت الإنتخابات البرلمانية واكتسحتم "مجلسى الشعب والشورى"، وخرج الغلبان ابن الغلبان المواطن المقهور وأعطاكم صوته ، وبمرور الوقت لم يشعر بتغيير فى حياته ،وما زال الوضع سيئا ،فالأمور الحياتية صعبة والفوضى تجتاح عرض البلاد .."والطعام والأمن "غير موجودين ، وبديلهما "الجوع والخوف" يتصدران دفتر حياتهم اليومية . والسؤال :ماذا تنتظرون من هذا المواطن الغلبان ؟!! لن يصبر عليكم ..لأنكم استبعدتم شركائكم فى الثورة والذين دعوا لها قبلكم ، فأصبحتم وحيدون ، وظهوركم عارية الآن والرياح تنهش فيها ، فتصريحاتكم متضاربة مثل : هندخل الإنتخابات البرلمانية بنسبة 30 % ، وبعد شويه ..40% ..حتى وصلت إلى 70 % ، لن ندخل انتخابات الرئاسة ، وتدخلوها باثنين "اساسى واحتياطى"..كل هذا افقد مصداقيتكم لدى الشعب الغلبان المقهور . والكارثة أن كل حججكم واهية .. انتم تتحدثون مع شعب ظل طوال أربعة قرون تحت نير الإحتلال العثمانى ، يعنى 400 سنة ، و71 عاما تحت الإحتلال البريطانى ، و 30 عاما تحت الإحتلال المباركى ، فالشاهد أنه شعب صبور وعاطفى ويحب دينه ، وبه 40 % أميون "لا يقرأون ولا يكتبون ، والباقى "مجتهد ثقافة" !! ففقد الشعب مصداقيته فيكم ، وكفر بالثورة والثوار ؛لأنكم لم تعطوا فرصة للثوار للشراكة معكم ؛بالرغم من أنهم من اكتوا بنارها وفقدوا آلاف الشهداء فيها ، وكانت النهاية المؤلمة التى لوحدثت ستكون كارثة بكل المقاييس أن ينجح أحد من "الفلول"..فالشعب يا سادة لم يعد يعترف بهذه الكلمة ،وإذا اعترف بها يقول ..ومن منا مكانش فلول..فالقادم أسوأ ..والبديل كارثة. فى النهاية بقى أن نقول..يا شباب مصر وشيوخها ونسائها وعمالها وفلاحيها ومسلميها وأقباطها ؛اتحدوا خلف مرشح ثورى وأعطوا صوتكم له ، وإلا ستكتظ السجون والمعتقلات بأبنائكم .